From sudaneseonline.com

بقلم : حسن البدرى حسن / المحامى
عدالة السماء التى ستصاحب كل ثورة شعبية/حسن البدرى حسن/المحامى
By
Mar 3, 2011, 08:09

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عدالة السماء التى ستصاحب كل ثورة شعبية

 

التأسيس لديمقراطية سليمة يعنى ذلك القول الحق والعدل,وبالتالى هذا المطلب يعتبر هو الاصل شرعا ووضعا فى كيفية الحكم الانسانى الذى يجب ان تقوم على اسسه كل الانظمة الحقوقية العدلية التى تحكم بنى البشر , وكل المطالب الثورية التى دفعت الشعوب العربية والاسلامية هى غياب الديمقراطية والشورى بين كل مواطن فى البلد المعنى بحق ابسط حقوق المواطنة بين كل هذه الشعوب حيث المطالبة بالديمقراطية هى القاسم المشترك الاعظم الذى تتفق معه كل هذه الشعوب المقهورة من قبل الانظمة الباطشة التى تحكم قبضتها امنيا وعسكريا, والسودان هو جزء لايتجزا من هذه المنظومة الديكتاتورية المتسلطة على شعوبها .!

الحقيقة ان الديمقراطية وسلامة تطبيقها تنبع من ارادات الشعوب دون اى ضغوط او اى تأثيرات جانبية تفرض فرضا على جزء او كل من الشعوب , ودون استدرار عواطف وميول اى مواطن مهما ضعف ادراكه او جهله بحقوقه السياسية التى تعتبر حقا مكتسبا يتمتع به كل انسان حر يعيش على سطح ارض هذه الفانية,لذلك يجب على من يتحدث عن الديمقراطية والحريةفى هذا الاثناء او بالتحديد فى هذه الالفية يجب عليه ان يدرك ان بنى البشر اصبحوا يعيشون صحوة فطرية ثورية مكتسبة من عند المولى عز وجل ,بالتالى لا مجال لمحاولة تغييب عقول الشعوب من قبل انظمة الفساد والمفسدين , ولامكان لمحاولة تزييف الارادات , ولا محاولة لاستدرار عواطف الشعوب واستمالتها بعقائدها, لاسيما المسلمين ,كما الحالة الانقاذية التى اصبحت مفضوحة وواضحة حيث ادركت الامة السودانية انها وسيلة باطلة لاتتفق وغاية شريفة وهى الشريعة ومحاولة الزج بها كوسيلة شريفة الى غاية باطلة وهى احكام السيطرة الديكتاتورية تحت الغطاء الروحى الذى يتمتع به الشعب السودانى , ولكن هيهات !لان السؤال الذى يفرض نفسه هو اين المشروع الانقاذى الفاشل (المشروع الحضارى )؟؟!.الم يكن قد ذهب الى مذبلةالتاريخ واقصى وابعد منظره ومفكره الدكتور الترابى الذى طرد وغيب والذى يعيش الالام الصعاب فكريا وجسمانيا متجولا بين سجون وزنازين تلاميذه وصبيته ومعجبيه يوما من الايام ؟؟!!ان انقلاب السحرة على كبير السحرة يؤكد ان امر الشريعة التى كانت شعارات وبرامج لمايسمى بالحركة الاسلامية التى ذهبت كما ذهب مفكرها !!لاتقصد الله الواحد الاحد, بل ان امر الشريعة عند هؤلاء السحرة الغرض منه والهدف ان يجعلوا من امر الشريعة عقبة كؤود ليتحدوا بها كل مسلم عندما يتقدم بالنقض لديكتاتوريتهم ولظلمهم ولفجورهم ونفاقهم الذى اتسم به نظام حكمهم الجائر الغائر فى الفساد والظلم الذى اقره كل سحرة النظام وكونوا له لجان محاسبة بعد اثنين وعشرين سنة !!فهل ياترى ان الاحكام النابعة من الشريعة السمحاء متصلة ام منفصلة؟؟فالاصل فى الاجابة ان الاحكام متصلة لان احكام الاسلام صالحة باتصالها لتطال كل فساد وجور فى اى وقت وفى اى زمن بعدلها ووقوفها بجانب الحق لاالباطل على الاطلاق,اذن اين الانقاذ ونظام حكمها من الفساد ومن كل المنكرات والسوءات الى ارتكبت فى حق الشعب السودانى حيث لم يسلم حتى المزارعين والرعاة فى مزارعهم وفى غاباتهم!!؟؟.

الحقيقة ان الدكتور ابراهيم احمد عمر الذى يعتبر فى زمن مضى كنا نحترمه كأستاذ جامعى وكمسؤول بصرف النظر عن انتمائه للحركة الاسلامية التى اصبحت فى ذمة التاريخ, اما اليوم وللاسف الشديد لقد اصبح ابراهيم احمد عمر بوقا انقاذيا وعندما اقول بوقا انقاذيا لم اكن (قليل ادب ) او (مامربى),لان الرجل زج بنفسه فى كل المحظورات الدنيوية التى تنظر بمنظار الحياةالسياسيةالانقاذية وفسادها المعاش واقعا لايدافع عنه الا مشتركا فى فساده وجوره وحدث دون حرج !! ونسى وتناسى امر الاخرة والحساب والعقاب المنتظر ,حيث كان من المفترض على الرجل ان يتحرى الصدق فى حديثه عندما يتحدث عن الحقوق والواجبات الديمقراطية , لانك عندما تسمعه كأنك تسمع للبشير اونافع او اى جاهل غائب من جهلة الانقاذ ,ولافرق بينه وبين عسكر الانقاذ المتخلفين!! ,حيث امر السلطة والحكم غيب عنه علمه وفكره الذى افنى كل حياته فيه الى ان نال من الكبر عتيه!!حيث كان من المفترض للرجل ان يكون هو الناصح والمرشد الى الفضيلة !!ولكن اكد الرجل ان (القلم لم يزيل البلم)!!!واصبح مثله مثل اى انقلابى فاشى !!!وياحسرة على المصيبة الكبرى وهى مشكلة الاكاديميين والمثقفين السودانيين الذين خلقوا كل الطواغيت الديكتاتورية التى تسلطت على الشعب السودانى لمصالحها ورضاء رغباتها ونزواتها الجبانة التى غلبت عليها واضعفتها وامثالهم بدرية سليمان ,النيل ابو قرون ,اسماعيل الحاج موسى, عبدالباسط سبدرات وكثيرون لايتسع المجال لكتابة اسمائهم فخذوا هذه الامثلة قياسا وحتى فى الانظمة الديمقراطية التى لم تهنأ بالحكم الا قليلا,!!

الحقيقة ان الديمقراطية فى السودان محنتها كبرى ومشكلتها لم تكن مستعصية بل ستجانبها الصعاب الجمة التى ستلازمها بعد ميلاد ثورة التغيير المرتقبة بأذن الله,مما اخر ميلاد الثورة لان الشعب السودانى مشكلته لم تكن فى التظاهر ولم تكن فى الانتفاضة ولم يكن الشعب السودانى جبانبا ولا متقاعسا عن اداء واجبه الانسانى فى اعادة ميلاد الحرية والديمقراطية التى يعشقها كل سودانى حتى الذين يكابرون وينجرون وراء ملذات وغطاءت الديكتاتوريات ولكننا والشباب وراءها حتى نراها ولانها هذه المرة ستكون محصنة لان هذه الالفية هى الفية الحرية والديمقراطية وعدالة السماء التى ستصاحب كل ثورة شعبية تولد فى هذه الالفية ,التى ستشهد تحرير الشعوب ونهضتها الكبرى التى تنتظر كل مظاليم الشعوب من االمحيط الى الخليج, فبالتالى لامكان للهوس الامنى والعسكرى الذى تعتقد الانظمة البوليسية انه هو الذى سيحميها من غضب الشعوب ومن حساب الشعوب الذى طال انتظاره, وهاهى الصحوة الفطريةالثورية تجرى مجرى الدم فى كل شعوب الدنيا المتسلطة عليها الانظمة الديكتاتورية والتى تنشد التحرر والتحريروبالتالى

الحريه والديمقراطية دون وصاية ودون ترغيب اوترهيب ,والثورة قائمة وعلى الباغى تدور الدوائر .

 

 

حسن البدرى حسن/المحامى



© Copyright by sudaneseonline.com