From sudaneseonline.com

بقلم : بارود صندل رجب
الشعب يريد إسقاط النظام/بارود صندل رجب المحامي
By
Mar 1, 2011, 12:48

الشعب يريد إسقاط النظام
هذا الشعار الذي رفعه الملايين من الشعوب العربية أصبح بعبعا يخيف الحكام في المنطقة خاصة بعد سقوط الأنظمة العتيقة في المنطقة النظام التونسي والمصري ، هذه الأنظمة ما كانت تظن أو ترد بخاطرها أنها يمكن أن تسقط هكذا ولكن إرادة الشعوب التي لا تقهر أجبرتهم علي الهروب والتنحي وها هو النظام الليبي يترنح تحت ضربات الجماهير التي خرجت تطالب برحيل النظام الذي جثم علي صدروهم قرابة نصف قرن من الزمان، هذه الأنظمة طغت وتجبرت وفسدت في الأرض وأزلت الشعوب ونهبت مقدراتها وسلبت عزتها وكرامتها ولكن كعادة هذه الامة الحية التي لا يمكن أن تموت أبداً مهما أصابها من الضعف والهوان ولن تستكين أبداً فهي كانت تنام بعين واحدة وتتقي بالأخرى المنايا النازلة عليها وتتحين الفرص للانقضاض علي عدوها وفي الطرف الآخر الأنظمة الظالمة والفاقدة للشرعية أطمأنت أن الشعوب قد أصبحت تبعا لها تاتمر بأوامرها وتسبح بحمدها فذهبت الأنظمة تحتمي بأجهزة القمع والتي تضخمت بصورة تستزف كل الميزانيات ولا شغل لهذه الأجهزة إلاّ قمع الشعوب وازلالها ولم تكتف الأنظمة بذلك بل رهنت القرار الوطني لدى الأجانب لدي أسيادها من الغربيين والأمريكيين والاسرائيلين علي حساب القرار الوطني فغابت المصلحة الوطنية فأصبح الحكام مجرد أحجار الشطرنج تحركها القوي الأجنبية المعادية لمصالح الأمم والشعوب ، الأمر لا يحتاج ‘الي كبير عناء لمعرفة سبب سقوط هذه الأنظمة التي حكمت البلاد عشرات السنين والان وهي تتساقط كأوراق الشجر اليابسة وانفض الناس من حولها وانكشف المستور وبهت الذين حكموا الشعوب بالحديد والنار وأدركوا بعد فوات الآوان أن الحكم الذي شيدوه بالباطل وعلي جماجم الشعوب قائم علي غير أساس ، غثاء كغثاء السيل وما بني علي باطل فهو باطل ! وأن الله يمهل ولا يهمل وأن الجماهير لم تفقد ذاكراتها أبداً ولكنها تتابع وتدرس ما تتراكم من أخطاء الحكام وسوء تدبيرهم لتنقض عليهم في الأجل المحتوم!! لم يدرك البؤساء من الحكام أن لصبر الشعوب حدود لم يدركوا أن أجهزة الأمن مهما قويت شوكتها لن تستطيع مواجهة الجماهير فثورات الجماهير كالسيل العرم تجرف كل من يقف في طريقها ، الم تروا كيف واجهت الجماهير في مصر الأمن المركزي !! هذا الأمن المركزي الذي كان يحسب أنفاس الناس ويتبع حركاتهم وسكناتهم علي مدار الساعة ، أين ذهب أفراد هذا الجهاز حين نزلت الجماهير إلي الساحة ساحة الحرية لا تملك من عدة الحرب وعتادها سوي الإيمان بالقضية وضرورة التغيير والحناجر التي ملاءت الدنيا ضجيجا تشق عنان السماء وترتعد لها فرائص الحكام ، أنهزمت هذه الأجهزة في لمح البصر فولت هاربة تنجو بنفسها تاركة الحكام يواجهون مصائرهم ألم يحن الوقت لبقية الحكام أن يتعزوا!!والعاقل من أتعز بغيره .
أم اّن السلطة قد أعماهم تماماً ولا يدركون ما يدور حولهم صم بكم عمي فهو لا يعقلون !1 أن عجلة الثورة التي تدحرجت من تونس إلي مصر ثم ليبيا والجزائر واليمن والبحرين لا يمكن أن تقف دورانها إلاّ أن تأتي علي كل الحكام المفسدين الظالمين وما ذلك علي الله بعزيز ويومئذ يفرح الجماهير المؤمنة بحياة كريمة في ظل حكومات تحترم شعوبها وتنزل عند حكمها حكومات راشدة تعمل لصالح شعوبها ولا تسرق مقدراتها ولا ترهن قرارها للأجنبي ، علينا أن نطوي الصفحة السوداء التي لازمتنا منذ أكثر من نصف قرن لم نذق منها طعم الحرية والديمقراطية ، أذ الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.            

                                          بارود صندل رجب  المحامي



© Copyright by sudaneseonline.com