From sudaneseonline.com
28 فبراير عيد ميلاد خالد الحاج .../Shawgi Badri
By
Feb 28, 2011, 18:13
28 فبراير عيد ميلاد خالد الحاج ...
قبل ايام غادرنا خالد الحاج . وكعادة السودانيين بدأنا فى الاشاده به بعد موته . العميد يوسف بدرى قال قديماً (( السودانيه شكارين ترب . بعد ما الزول يموت حتى يبدو يشكروا فيه . اهو حسى اخوى دكتور محمد عبد الحليم ده قدامكم . قدم فى الطب والسياسه والرياضه والادب والشعر مافى زول مهتمى بيهو . اول ما يموت حتبدو تكرمو . كرمو وهو حى حسى )) . ومات اللدكتور محمد عبد الحليم الذى كان عنواناً للسودان فى الاولمبياد والرياضه العالميه لاكثر من نصف قرن . ولم يكرم .
امثال خالد يأتون بعد كل فتره . انهم بشر مميزون . يقدمون لنا الكثير . ويعصرون روحهم ويقدموها لنا فى كأس جميل . خالد وثق ، وسافر وضحى بوقته وماله القليل . وعاش طيلة حياته ورسالته رساله عطاء . وعاش فى هولندا فى بلدته الصغيره رورموند . عاش حياة بسيطه . ذهب الى عمله كل يوم . ورجع لكى يجلس الساعات الطويله خلف الكمبيوتر . يوثق ويراجع ويكتب .
كان يشارك فى سودانيز اون لان . ثم خلق منتدى سودانيات . وهو المنتدى الوحيد الذى لم يكن لصاحبه سلطه عليه . لدرجة ان الاداره قد حرمت خالد من الكتابه لمدة شهر . بسبب ما اعتبر تجاوز عضو . والتزم خالد بقرار اللجنه . كان ديمقراطياً حتى النخاع . قدم كل شئ يمكن ان يقدمه فرد ، وقته وجهده وماله . ولكن قبل كل هذا قدم حبه وعواطفه واحساسه الجميل للجميع .
بعد ان ذهب خالد صدمنا . وانا اكبر المصدومين . وبدأت افكر . خالد لم يكن يزيد عن ان يقول جملته المشهوره _( الشكيه لى الله ) . وكان كثيراً ما يقول لى عندما احتد معه وانتقده والومه . والله يا شوقى انا بحبك لله . كم اتمنى لو ان خالد عاد للحظه واحده لكى اخبره عن كميه الحب التى اكنها له .
لماذا لا نستطيع نحن السودانيين ان نعبر عن شعورنا ؟ . لماذا لم اقل انا والآخرون لخالد اننا نحبه حباً كثيراً ؟. انا متأكد من ان خالد وآخرين الآن كانوا يتوقعون ان نقول لهم ( والله انى احبك ) . ولكن تربيتنا السودانيه لا تسمح بهذا . خالد كان عظيماً . لهذا كان يعبر عن حبه للآخرين . وكان يفكر فى الآخرين كثيراً . فهو على سرير المرض طلب من الاخ ناصر يوسف الذى كان يمارضه فى الخرطوم ويلازمه ، بأن يتصل بى لكى يطمئن على صحتى . لاننى عندما كنت فى منزله فى ديسمبر الماضى ، تواجد معنا الاخ الدكتور محمد جميل . ولاول مره تعرضت لكشف لضغط الدم . واكتشفنا ان ضغطى عالى جداً جداً . ونسيت انا الامر . ولكن خالد كان على فراش المرض وهو يفكر فى شوقى ، الذى فشل ان يقول له كل هذه السنين والله اننى احبك يا خالد .
لقد قلت لخالد فى ديسمبر بأننى اريد ان اكتب موضوعاً بمناسبه مرور خمسه سنوات على وفاة توأم الروح بله الذى غادرنا فى ينابر 2006 . فوعدنى خيراً وقال انه ذاهب الى السودان وسيعود بعد خمسه اسابيع . فقلت له خمسه اسابيع كثيره انحنا عاوزينك عشان نكتب وفى حاجات نعملها سوا . فقال لى ياخى انا ماشى ارتاح شويه فى السودان . انا صباح وعصر فى الكمبيوتر . شى البركل وشى سودانيات وشى بعمل مواقع لناس تانيين ، ياخى خلينى شويه ارتاح بجى راجع وبنكتب عن بله . ولم اكن اعرف ان فبراير الشهر الغادر سيأخذ خالد .
اذكر ان الخال الصحفى الكبير محجوب عثمان رحمة الله عليه قد قال لى انه عندما سمع بموت عبد الخالق محجوب ، قد اصابته حاله غريبه . بل لقد مرت بخاطره فكره الانتحار بسبب الحزن القاسى .وتذكرت اننى قد قمت بتصرف غير عقلانى ولكنه كان تصرف غير شعورى . وكأننى اريد ان اؤكد شيئاً لنفسى . فبعد سته ايام فى هولندا رجعت الى السويد . الذى خفف على كثيراً اننى شاهدت خالد . وبجانب الاخ عبد القادر كابو الذى لازمنى وخفف على الالم ، كنت آخر من شاهد خالد قبل قفل كفنه . ولكن بالرغم من كل هذا ، وعندما رجعت للسويد ، امسكت بالتلفون واتصلت بتلفون خالد النقال . وعندما فتحت الاسكايب ، طالعتنى صورة خالد الحاج . وخالد هو الذى اشركنى فى الاسكايب حتى نتحدث . وقمت بالاتصال بخالد . ثم اعدت الكره . ولم يرد على خالد . فبكيت ثم بكيت وبكيت . وتمنيت لو اننى قد قلت لخالد فى كل يوم اننى كنت احبه كثيراً . واكتشفت ان خالد هو الشخص الوحيد فى هذا الكوكب الذى اعرف تاريخ ميلاده . واحفظ عنوانه عن ظهر قلب ورقم تلفونه فى المنزل والنقال . فقد اعرف شئ او شيئين عن الآخرين . ولكن خالد كان جزءً منى وكنت جزءً منه . له الرحمه بقدر ما قدم للآخرين .
فبراير الشهر الجاير ...
كلما يجينا نبى نقولو ، مين ؟
كلما يجينا صادق نقولو ، متين ؟
كلما يجينا دليل نقولو ، وين ؟
فقدنا خالد الكان بيملا العين
***
منو الكان للظلم بيعارض
ومنو البى إسمنا كان بيفاوض
ديمقراطى ولى رايك ما فارض
ومنو الفى مرضو كان بيمارض
***
مقدام متجرد وكمان متواضع
فى الدنيا ابداً ما كنت طامع
نطلب وما بتزيد من قول سامع
نشفت العين والقلب هو الدامع
***
ما غشيت ولا اتآمرت بليل
شبهك ماهو كثير بالحيل
ركزت وما هماك كثير وقليل
فارس الحوبه وكت عدمنا الخيل
***
خالد ، رحيلك اكبر عارض
لو ترجع لحظه يا خالد
عشان نملا العين ونقالد
يا كبير مافى غيرك قايد
***
الله يقطعك يا فبراير
والله انت الشهر الجاير
كيف تشيل خالد الناير
باقى العمر، انا ليك بعاير
***
شوقى ..
© Copyright by sudaneseonline.com