From sudaneseonline.com

تقارير
موسي في اريتريا .. لتنفيذ اتفاق اسمرا، أم قطع طريق أمام فتح ملف الشرق ؟
By
Feb 28, 2011, 09:17


موسي في اريتريا .. لتنفيذ اتفاق اسمرا، أم قطع طريق أمام فتح ملف الشرق ؟

تقرير : صالح عمار
علي رأس جيش جرار من أعضاء جبهة الشرق القدامي والجدد (75 عضواً) توجه مساعد الرئيس موسي محمد احمد، بمبادرة منه، للعاصمة الارترية اسمرا قبل أيام، وأمس أختتمت الاجتماعات التي استغرقت ثلاثة ايام.
مصادر من اسمرا أوضحت لـ (أجراس الحرية) ان موسي طلب من القيادة الإرترية متابعة تنفيذ الإتفاق، وإعادة توحيد جبهة الشرق. غير أن الوسيط الارتري رفض الشروع في أي مبادرة لتوحيد الجبهة؛ بإعتبارها شأناً داخلياً، ورهن تدخله في ملف تنفيذ الإتفاق بطلب طرفي الإتفاق التدخل؛ وصدور إعلان رسمي بذلك، ومن المتوقع أن يكون عدد من أعضاء الوفد قد قابلوا الرئيس الارتري اسياس افورقي مساء امس.


المصادر كشفت رفض الوسيط الإرتري الاجتماع باعضاء الوفد وإكتفائه بالجلوس مع اعضاء لجنة تنفيذ الإتفاق (موسي محمد احمد، عبدالله كنه، مبروك مبارك سليم، حسن كنتيباي فيما غابت د.آمنه ضرار)، والتأكيد علي ان الزيارة تمت بدعوة وطلب من موسي محمد احمد وليس من إرتريا

. الغضب الإرتري (المكتوم) علي قيادة جبهة الشرق؛ والمؤتمر الوطني قبل ذلك؛ ياتي علي خلفية عدم تنفيذ إتفاق الشرق من جانب المؤتمر الوطني؛ وتواطؤ قيادات الجبهة مع هذا الوضع، وأيضاً إستبعاد إرتريا من مؤتمر المانحين بالكويت، إضافة لملفات أخري من ضمنها العلاقات القوية بين الخرطوم واديس ابابا، ومايشاع عن بناء قواعد عسكرية علي الحدود مع ارتريا قد تساعد علي فرض قيود ورقابة عليها.

وكانت إرتريا قد رعت في العام 2006 مفاوضات بين جبهة الشرق والمؤتمر الوطني، إنتهت بعد أشهر قليله بتوقيع إتفاق سلام الشرق في إحتفال كبير باسمرا (14 اكتوبر 2006)، وعودة قوات الجبهة وقيادتها للداخل. قبل ذلك وفي مارس 2005، كان لارتريا ضلع كبير في تأسيس جبهة الشرق، المكونة من تحالف لعدد من الحركات المسلحة والمجموعات السياسية والعشائرية.

غير أن الجبهة وبمجرد وصول قيادتها للخرطوم فشلت في ترتيب أوضاعها الداخلية، وتحولت منذ عامين لذكري وإسم تردده اجهزة الإعلام من وقت لآخر.

علي صعيد إتفاق الشرق، تشير كل المعطيات علي الارض والتصريحات الإعلامية لتحوله لنصوص لم تجد طريقها للتطبيق، فالمؤتمر التشاوري، والمؤتمر القومي لمراجعة الهيكل الاداري للدولة، ومشاركة ابناء الشرق في الخدمة المدنية، ومجلس تنسيق الولايات الشرقية كلها بنود اساسية وردت في الإتفاق وتحتل فصولاً فيه؛ لم يتم حتي مجرد النقاش حولها.

فيما لم تنفذ البنود المتعلقة بصندوق إعمار الشرق والمسرحين وحتي المشاركة في السلطة إلاعلي مستويات محدودة كما تؤكد ذلك تصريحات قيادات الجبهة ونصوص الإتفاقية.

ويرجح أن مبادرة مساعد الرئيس موسي محمد احمد بالذهاب للعاصمة الارترية يأتي بإيعاز وتنسيق تام مع المؤتمر الوطني (تكرر قيادات المؤتمر الوطني الثناء دائماً عليه وتري فيه نموذجاً للإتفاقية الناجحة)، بغرض إمتصاص الغضب الإرتري، وقطع الطريق علي أي محاولات لفتح ملف الشرق من جديد.

ويري مراقبين أن الاوضاع في الشرق تتجه في الاونة الاخيرة نحو التدهور، وقبل أيام كان القيادي في المؤتمر الوطني حاج ماجد سوار قد أشار لوجود مخطط لجر الشرق للمطالبة بحق تقرير المصير.

وتأتي زيارة اعضاء الجبهة بهذا العدد الكبير لاسمرا، وفقاً لهذه القراءات، كرد إعتبار معنوي لها والإعتراف بأنها راعية الإتفاق، وإمتصاص أي إتجاه لها لفتح الملف من جديد ومعاودة ذكريات التجمع الوطني.

ولاتخلو الخطوة من صراعات السياسة والامن المتواصلة بين الخرطوم واسمرا ايضا، فاعضاء وقيادات الجبهة فقدت أرضيتها الجماهيرية بالشرق؛ بسبب فشلها في تنفيذ الإتفاق وتحقيق طموحات اهله؛ كما أنها اصبحت علي إرتباط قوي بالمؤتمر الوطني، وبالتالي فسيشكل الامر تضييع وقت وفخٍ لاسمرا في حالة كانت تخطط لاي عمل حقيقي ضد الخرطوم، ومزيد من العداوات مع أهل الشرق إذا فكرت في تسويق الجبهة من جديد.

ووفقاً لمراقبين، فمن غير المرجح أن تنجح المحاولات الجارية لإعادة توحيد المجموعات المتحالفة مع المؤتمر الوطني داخل جبهة الشرق، والهادفة لملء الفراغ السياسي بالاقليم، للتناقضات الكبيرة بين هذه المجموعات، وفشلها في تطبيق الإتفاقية طوال الاربع سنين الماضية.



© Copyright by sudaneseonline.com