From sudaneseonline.com

قصة و شعر
الثورة البيضاء/شعر : عبد السلام كامل عبد السلام
By
Feb 13, 2011, 11:57

الثورة البيضاء

عهدُ الطَّـــواغيتِ ولَّى أيُّها العَـــرَبُ    وأصبح الصُّبح ..ما عَن نُـوره حُجُــب

عهدُ الطواغيت ولَّى .. ليس أمنيـــةً     فــــــإنَّ للحقِّ جيـــْشاً حشْــــدُه لجـــب

قم يا فتَــــَى النيل هات اليوم أغنيـــة ً    لحونُــها العزمُ والإيمـــان والغضـــَب

حروفُــها من مِــــدَادِ العز قد كُـــتِبت     فليس ينشِــــدُُها الهيَّاَبَــــة الخــــَربُ

انظُرْ إلى مِـصْرَ في الميدان قد نهضَت   لتســـْتردَّ حُــقوقاً قبْــــْـلُ تُـــستلَـــب *

الله أكبـــَرُ..  هــذا الشعب قمْـــقُــمُــه     يرتجُّ من صَوْتِــــه رجًّـــا فينْـــسرب

من كُـــلِّ كفْـــرٍ ونجــْعٍ هـــَبَّ ثائــرُه ُ    لكي يقُـــول : كـــَفانا الذُّلُّ والحَــرَب

تلك الثَّــلاثونَ لم تــُخْمِد عــَزيمَتَــــه     ولا الأتُـــون انْــتفَى في جوْفه اللَّهــب

تلك الثلاثُونَ من قهْرٍ مضَت سَرَبًـــا      وها تبدّى صًباحٌ فجْــــرُه عَجَـــــب

صبحُ المَلايِينَ يمحُو نورُ طلْــعتِـــها      قبُـــْح الدياجير وانجابت به الْرِّيــــب

صوتُ الجمـــاهيرِ ما أحْــلاه من نغِمٍ     فـــِي أذْنِ كُلِّ فتًى للفـــَجْرِ يرتـــَقِبُ

صوتُ الجمَاهيرِ مِنْ وحْيِ الإلَـه أتى     فليْسَ يذهِبُـــــه الإرهابُ والكـــَذِبُ

صوتُ الجماهير كالزِّلْزالِ يرهَبُـــه      كلُّ الذين طغَــوْا في الأرضِ وانتهبوا

فما الفراعينُ مِنْ رمْسيسَ مَا هَـــرِمٌ     فوقَ الثمانين سِنـًّـا وهو يضطَــــرِب؟

يظنُّ أن  خـــَريفَ العُمْرِ   يمنعـــُه     مِنْ أنْ ينحَّى .. بلَى .. أفكارُه عُطُــــب

وتلــكَ تُونُسُ في شمْــس ٍمؤجَّــــجةٍ     فيها اصْطَلَى بِنْ عليِِّ وهــْو مرتعب

كم ذا تــَصدَّى لدين الله يَنقضُـــــه !      إذاً فـــَآذن بحـــــرْبِ الله تقـــــْترِب

ما ناصَرُوك الألَــــى قد زيَّنُوا كَـــذِبًا    أن الْــــحضارة في التنْـــوير تَحتجِب

فصرت تحْـــبسُ أنفاسَ الألى ركَنُـــوا    إلى الإلَـــه وتُـقْصي من له رَهِبُـــــوا

حتى أتتْـــــك رياحُ الله جَاِئَحــــــــَةً       فمــا تبقــَّت سُـــتورٌ ثمَّ أو طُــــنُب

وصِحْتَ بلْ وزَعَقْت اليَومَ مُختَلِجًا      : أنا فهمْتُ ،  فهل يُجدِيكَ مُنقـــلَـــب ؟

أنا فهمت .. متَى للظَّـــالمِينَ نهًـــى       لكـــْي به يفْهــَموا أم إنَّـــــه الكذب ؟

أنا فهمت فهَل ترْضَوْن معذِرتِــــي؟    مِنْ رُبْعِ قرنٍ  وكلُّ الشَّعبِ ينْتحـــِب

أنا فهمت ..أخيرا أنت تفهمـــــُها ؟     ما أتعَسَ الشَّعبَ إن حُكـــَّامه خــَرِبُوا

قُـــمْ يا أبَا القاسِمِ الشابِّيِّ مُنطَلِـــــقًا      وانْظُرْ إلى شعبـِك القُدسِـــيِّ إذ يثــِب

يردِّد اللحْـــنَ قُـــدسيًّا ويعلِنُـــــــــها    حرْبًا على القهــــْر والتركيعِ    تنقلِـــب

إنا انطلقـــْنا .. فلا النيرانُ تُْرعِبُـــنا       ولا صِغَارُ طواغيــــتٍ هَوَت شُحُبُ

إنا انْــطلقنا إلى أن نستحيـــــل صــَدًى      أو تُــــستعادُ بــــِنَا أيَّــــامُنا الْقُشُــب

بيضاءُ ثوْرتِـــــنا كالْفـــُلِّ عابقـــــــَةً        كالياسَمِينِ الَّذي بالعِطْر يجــــــْتذبُ

شعر : عبد السلام كامل عبد السلام

الرمز البريدي 14411   ص ب 1094

أم درمان    السودان

 



© Copyright by sudaneseonline.com