From sudaneseonline.com

بقلم : الطيب الزين/ السويد
صحفية سويدية تشيد بالشعب السوداني..! /الطيب الزين
By
Feb 27, 2011, 22:09

 

صحفية سويدية تشيد بالشعب السوداني..!  

في ساعة مبكرة من صبيحة يوم السبت اتصل علي الاخ أحمد عثمان المقيم اكثر
من عشرين عاماً في مدينة اوفيك الواقعة شمال السويد التي تكتسي فيها الطرقات والاشجار والمباني هذه الايام  بثياب الثلج  ويتقلص عمر نهارها حتى يصل احيان بضعة ساعات، وتتوارى فيها الشمس طوال شهور الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة لتصل ما الى دون العشرين تحت الصفر وقبل اسبوع من الآن وصلت  35 تحت الصفر، لكن مع ذلك  عجلة الحياة تمضي  كعادتها، الطلاب يذهبون الى مدارسهم  في عتمة الظلام وبرودة الطقس، بهذاالعناد والاصرارعلى البقاء والحياة، طوع الاسكندينافيون بيئتهم وكيفوا انفسهم معها، لذا يقولون: لا يوجد طقس سيئ بل توجد ملابس رديئة. لذلك ارتديت ملابسي على عجل واخذت طريقي الى حيث يقيم الاخ احمد عثمان الذي يعتبر بمثابة عمد السودانيين المقيمين في هذه المدينة  الرائعة. هناك وجدت مجموعة من اعضاء جمعية الساعد الجماعي على رأسهم رئيس الجمعية السيد جورج شول والسيد عبد الاله مراد، وعادل منتظرين الاستاذة تمارا الصحفية السويدية من اصول عراقية التي جاءت مع اسرتها وهي عمرها لم يتجاوز العام  حيث  تربت ودرست مراحل ما قبل الجامعة في السويد ثم اكملت الصحافة في استراليا، ومن ثم عملت صحفية في الاذاعة السويدية، وحينما جاءت لحظة تعيين مراقبين دوليين لمراقبة لاستفتاء الجنوب كانت ضمن وفد مركز كارتر، وهناك في السودان التقت بشعب السودان، حيث قضت شهراً ونصف متنقلة ما بين الخرطوم وشندي وعطبرة وجوبا التي قضت فيها اسبوعاً، وبرغم قصر مدة اقامتها في البلاد إلا أنها خرجت بانطباع جيد جداً ، حيث وصفت السودانيين بالكرم والمروءة والحميمية والدفء بخاصة حينما يعرفون انك تتحدث العربية، وبرغم اني لا اجيد العربية بشكل جيد، لكني تواصلت معهم، واستطيع ان اصفهم بانهم  شعب متطلع وبخاصة الشباب منهم، لديهم الكثير من الافكار الواعدة اذ يمكن ان تغير مسار البلاد وحياة شعبها نحو الافضل اذا ما وجدت الآذن الصاغية والاهتمام اللازم.

تمارا قبل ان تسالنا سالناها لماذا قطعت كل هذه المسافة والتي تصل الساعة والنصف بالسيارة ما بين  مدينة سندسفال وافيك لكي تجري لقاءا معنا..؟ اجابت وبكل سرور أنها شعرت بمحبة واحترام كبيرين للشعب السوداني، بعد معاشيتها لاهله على الارض عبر مفردات حياتهم اليومية لذلك لم تصدق حينما عملت ان هناك جمعية هناك جمعية سودانية في اوافيك لذلك قررت المجيء الى هنا.

ثم سالتها ما الذي عجبك في السودان من مناظر واكلات بجانب كل ما ذكرتينه..؟ قالت: النيل والرحلات عبره وطعم وجبات السمك حيث تناولت وجبة سمك على النيل. وواصلت تمارا حديثها كما ذكرت ان الشعب السوداني شعب طيب ومثقف وشبابه يتحدثون الانجليزية بشكل جيد، بجانب أنه بلد جميل وفيه الكثير من الخيرات والثروات مضافاً اليها سعة الارض ووفرة الماء وتعدد المناخات وطبيعه خلابة، برغم كل هذا إلا ان الاغلبية منه تعاني، هذا ما حزا في نفسي بجد. وكم تساءلت مع نفسي كثيراً حول هذا الامر، لذلك ان اطرح عليكم  الآن هذا السؤال لماذا لا تستغلون مواقع السياحة والصحراء والنيل وبقية الخيرات الكثير في بلادكم، كانت حتماً ستدر عليكم دخلاً كبيراً بجانب انها توفر فرص عمل للكثير من الشباب أنهم في حاجة اليه...؟ . اجبتها لهذا السبب نحن هنا وغيرنا الكثير مبعثرين هنا وهناك على امتداد الكرة الارضية. تمارا لم يفوت عليها ان تصف الخرطوم  بالامن والامان، حيث قالت ربما تكون الخرطوم اكثر امانا من استكولهم. هكذا ودعناها بعد اجرت هي الاخرى حوارا مطولاً معنا عبرنا فيه عن اراءنا وملاحظاتنا ومقترحاتنا لجعل السويد بلداً اجمل وافضل للسويديين والقادمين الجدد، ومواقفنا من نتائج استفتاء الجنوب لاسيما ونحن نمثل مناطق مختلفة من السودان، وكذلك اراءنا حول الثورة التي عمت المنطقة بخاصة في تونس ومصر!

الطيب الزين



© Copyright by sudaneseonline.com