From sudaneseonline.com

بقلم: إسحق احمد فضل الله
الــورشـــة السياســـيــة/إسحق احمد فضل الله
By
Feb 27, 2011, 10:47

الــورشـــة السياســـيــة

إسحق احمد فضل الله

 

الــورشـــة السياســـيــة

- والمطارق في الورشة السياسية الآن تدوي..!!

- والمطارق تريد إصلاح كل شيء.. كل ما هدم في نصف قرن.. دفعة واحدة..!!

- والامر- في السودان وغيره يبلغ الغرابة القدرية حين يكون شهر فبراير هذا الذي يطرد امريكا من المنطقة، هو ذاته شهر فبراير الذي أدخل أمريكا إلى المنطقة العربية.. بعد خطاب بريطاني غريب..

 - عام 1947م..

- وفبراير 1947م كان الفقر يجعل بريطانيا تكتب إلى وزير خارجية أمريكا أغرب رسالة في التاريخ.. وبريطانيا تطلب من السيد (هندرسن) إبلاغ الولايات المتحدة أنها (أفلست) وأنها تنسحب من شمال إفريقيا  والعالم العربي، لأنها لا تستطيع الانفاق..

- وأمريكا تدخل .. في فبراير 1947م.

- وأمريكا تخرج الآن في فبراير 2011م، لكن فبراير الآن يشهد مطارق سياسية أخرى في ورشة الخرطوم لسمكرة السياسات.

- ولما كان البشير في الأسبوع الماضي يحدث اللقاء النسائي كان يقول إن:

- (السودان تعيده جهة ما إلى القبلية بهدف إلغاء الدولة).

- وفي اليوم ذاته كانت قيادات قبائل كردفان تلتقي في الأبيض لبحث الأمر ذاته.

- وفي اليوم ذاته كانت شاشات التلفزيون ومراكز البحوث تقدم دكتور الأصم من هنا ليقول الجملة ذاتها.. وتقدم باحثاً  ليقول:

- الجنوب الذي هو قبائل متناحرة.. بطبيعته ترغمه جهة ما على أن يتبع قيادة واحدة ــ الحركة الشعبية!! بينما الشمال الذي نسي كلمة (قبيلة) تماماً تُعاد القبلية إليه.. والحرب القبلية تصبح هي معضلته الكبرى..!! الأمر مخطط ملحاح.

(2)

- لكن القدرية الغريبة التي تقود كل شيء كانت تجعل قبائل الجنوب تعود إلى حقيقتها هذه الأيام.. والقبائل المتناحرة تعود قبائل متناحرة.

- والأسبوع الماضي كانت حكومة جوبا تطلق متحركا قتالياً لمطاردة المنشقين من الجيش الشعبي..

- وجوبا تصرخ بأن بعض أبناء الدينكا ــ اشتراهم أطور وأنهم يقودون الآن حلفاً قبليا ضد الدينكا.

والحركة تقتحم معسكراً للمنشقين في (راجا).. أمس الأول والخطوة هذه تتبعها خطوات.

- والجنوب ــ وتحت الرعب يصبح كل أحد مجنونا ــ الجنوب يجعل الدينكا يشتبكون مع حلفائهم (مني أركو مناوي وخليل) في منطقة ديم زبير ــ بدعوى أنها تابعة لهم..!!

- وخليل والآخرون يزعمون أنها تابعة لهم.

- والجيش الشعبي يقتحم معسكرات خليل هناك ويصرخ في وجوههم ويطلق البذاءات، ويتهم قوات خليل بأنهم يتآمرون مع المنشقين هؤلاء.

- وقوات خليل التي تعيش الآن أسوأ أيامها، والقذافي يختنق، تذهب إلى جوبا تشكو بأنف سائل.. تشكو إلى (مالونق).

- وهناك السيد (مالونق) حاكم الوحدة يكيل لقوات خليل صراخاً أكثر وبذاءات أكثر.

- ومالونق في لقاء سري جداً يقول للحكومة:

 نجحنا في اختراق مخابرات جيش الخرطوم.

 (وأحاديثنا هنا تحذِّر منذ أسابيع من أن مخابرات مالونق تطرد مخابرات الجيش السوداني).. ولا أحد يسمع.

- ومخابرات مالونق تحمل إليه أن الجيش السوداني يقيم الآن حلفا عسكرياً بين الفراتيت والقبائل العربية بقيادة العميد عبد الكريم يحيى دينق.. من منطقة (مضوك).

- وعبد الكريم هذا يُعتقل الآن في رئاسة الكتيبة الثالثة لمخابرات الحركة الشعبية في (بونيك).

- والحركة الشعبية (التي نحدث هنا ومنذ أسابيع أنها سوف تحاصر) تجد أنها  تقع الآن بين أسنان حلف من أطور والفراتيت من جهة.

- وحلف بين الفراتيت والقبائل العربية من جهة.

- وإن القبائل الكبرى ــ الزغاوة والمسيرية والفور وغيرها ــ تشعر بما يدبر لها وتلتقي في الخرطوم.. سراً والأبيض لإقامة حلف جديد.

- .. (والشهر هذا نحمل فيه حديث موسى هلال عن الحلف هذا).

- والحركة تجد أن العرب والفراتيت يستعدون لعمل مسلح.

- و(الشهر الماضي نحدث هنا عن العمل هذا).

- والحركة التي تفقد حلفاءها كذلك (خليل ومناوي وتجعلهم يشكون بأنوف سائلة.. والتي تجد أن الخرطوم تستعد.. والخرطوم تشتبك أمس الأول في معركة واسعة مع التمرد شمال جبل مرة.. الحركة هذه تجد أن باب القفص يصرصر ليغلق.

- والحركة تجد أن معركة أخرى في مكان أكثر خطورة تصبح قفصاً آخر يصرصر بابه ليغلق عليها.

- الوطني في الخرطوم يطلق معركة جديدة.. واسعة.

- ويطلق (الجرارات) لتحرث الأرض.

- والوطني الذي يعلن تشكيل حكومة جديدة..

- ويعلن سياسات إبعاد العجائز (ويقسم المصحف وهذه وبطون الحصر).

- الوطني هذا يرسل أقوى كتائبه ابتداءً من أول مارس لتمهيد الأرض.. وإعداد الساحة السياسية والاجتماعية لما هو قادم.

- ولقاءات في البيوت هامسة مع قيادات المجتمع.

- ولقاءات للرئيس مع أساتذة الجامعات.. ولقاءات مع المثقفين.

والخطيب وخضر هارون وأمين حسن عمر ودكتور غازي و(عتاولة) المفكرين والكتاب من قادة الوطني، يذهبون إلى الصحف مدججين بأقلامهم ابتداءً من أول مارس هذا.

- كل شيء يضج الآن إلى درجة أن مهرجان جائزة الطيب صالح يصبح شيئاً يغني في يوم القيامة ولا ينتبه إليه أحد.. ولا غناء السموءل يسمعه أحد ــ وهل كانت هناك دورة إفريقية لكرة القدم في الخرطوم؟!!

(3)

- وفي صحيفة الفاينانشيال تايمز في الرابع والعشرين هذا يقول البروفيسور نبلوك (متخصص في شؤون السودان) إن القذافي ظل يسكب المليارات في جيب خليل إبراهيم، وإن المرتزقة الذين يقاتلون معه الآن هم قوات خليل ــ وإنه إن ذهب القذافي ــ انتهت مشكلة دارفور.

- بينما جهات أخرى وعن إعادة تشكيل المنطقة بكاملها، تقول إن: أمريكا تعيد لعبة صناعة عبد الناصر.

- وعبد الناصر الذي يطيح بمحمد نجيب تتكرر حكايته الآن في مصر وتونس.

- ففي مصر يجعلون اللواء سامي عنان بين مجلس قيادة مصر، وسامي عنان رجل أمريكا في الجيش المصري، والذي يعود من واشنطون بعد أن اشتعلت الثورة المصرية ــ هو الذي يقود كل شيء الآن.

- ثم هو الآن المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية.

- وأسلوب أمريكا في (إدارة) انتخابات دول العالم الثالث معروف.

- ومبارك لعله يعود في ثوب سامي عنان.

- ومثله في تونس.

- والعواصم ما بين تونس والعراق تشتعل، وجملة قالها صحافي جزائري تبقى.. قال قبل أسبوعين:

(كل العواصم العربية مستعدة تماماً للثورة ضد حكامها.. بينما الخرطوم تبقى مستعدة للثورة لحماية البشير).

- ومجربة..!!



© Copyright by sudaneseonline.com