From sudaneseonline.com

قصة و شعر
إلى عقيد ليبيا المجنون ..ثورة 17فبراير2011/عبد السلام كامل عبد السلام
By
Feb 27, 2011, 09:12

إلى عقيد ليبيا المجنون ..ثورة 17فبراير2011

بلغ السـَّيْلُ من زُبَاه فغـــــــــــادِرْ    وانقضَى الصَّبرُ ..لا تعــُد أو تُـغادر*

والشُّعوبُ الشعوبُ مهما استكانت   وخَـــبَت نَارُها فكاللَّــيْثِ خـــــــادِر

إن شعْـــبًا تقـــُوده ليــْس حيـــــــّاً    بل رمِـــيماً أرَى ..نفــــَته المقَابـــِر

ذهبَ البطْــشُ بالرِّجـــَالِ فأضحَى   يسْـــتوي عندَها الضُّحـَى والدياجــِر

قائـــِدٌ يُــرْسِلُ  المَــــنايا جَحِـــيمًا   لبنِـــي شعْــــبِه غَـــوِيٌّ وخـــــَائِــــر!

قائــــِدٌ يقــْــتلُ الجماهِير غـــَدْرًا     ليْــــس إلا مُــــعانِدًا للمـــــــــصائِر

خِبْتِ يا أمَّةً خضَعـــــْت لِظـــــــــــــلاّمٍ  يُذيقُ الشُّـــعوبَ طعْـــمَ المَـــرائر

كيـــْفَ لم تبـــْذُلي نجــــيعَ شهــيدٍ     باذلٍ نفســـَهُ  ؟  فما البيــْع خاســر!

هــَرّأ الله حُـــكمَ طاغٍ غشـــُـــوم     لم تزِدْه السُّـــنُونَ غيــــْرَ المساخــِر

وأرَانا مــِنَ العجــــَائبِ فيــــــــه      آيــــَة ً تخلِـــــب النُّهـــَى والبصــَاِئر

ينعَـــتُ الشَّـــعبَ بالمسالبِ طُـرّاً      فهـــْو كالجُرْذِ أو كــَكلْب الهـــَواِجر*

ويحَ هذا السَّـــقيم مَبْنًـــى ومعنًى     ظنّ أنْ في الشُّـــعوب من بعدُ قاصِر

كيف تغدو الشُّعوبُ رهْنَ يديْـــه      وهو فيهــــا- الزمانَ-  نــــَاهٍ وآمِـــر

وإذا الشعبُ صارَ يرْضَى هــوانًا      ما الَّذِي جمعـــُهُ تُـــراه يحــــــاذر؟

أهو الموت؟ ليْــس للعيْشِ معنًـــى      تحْـــت قهْرِ الحـــديد كي لا تجاهر

ويحـــَ ذاك الرضيعِ ! ماذا جنَـــتْهُ       يدُه تلْـــكَ في زمـــَان المَســَاخِر؟

ربَّــــما كان صوْتُه ليــــــْس يَشْدُو      بحــــَياة الزَّعِيمِ واللَّـــــيل عاكــِر!

ربَّما بــــَالَ فـــَوقَ صُورةِ وغــْدٍ       من ألوفُ الأوغاد من ذِي العساكر!

ربَّـــــما ذلـــــِكَ العقـــِيدُ يـــــَرَاهُ       في  غـــَدٍ هائِـــــجًا عليــْه وثائــــِر

فرَماه المجْــــنونُ بالمَوْتِ غـــَدْرًا     أَوَ قــــَد يمنَعُ العقــــِيدُ المَقــــَــادر؟

ذلك الطَّـــفلُ إنْ يكُنْ قد تـــَوارَى      عن جمالِ الوُجُـــودِ والفجــْرُ حائـر

ســـَتُوارَى ورَاءه يــــا زعيمًــــا     يلعـــَنُ الشَّـــعْبُ ذِكره ..دُون آخِــر

خرج الشعْبُ في طرابُلْسَ جهْــرًا    يلعَــنُ البطْشَ والوُحُـــوش الكواسر

ما أبـــى دهرُه.. بِرغْمِ المَـــــنايا    لا يهــــَاب الحِمامَ أو قدْ يُـــــــــحاذر *

كلَّما زُمرةٌ إلـــى الخُلْدِ طـــَارت    زُمْرةٌ بعــــْدَهــــــا لخُـــلدٍ تُـــــــسافر

ما عُــــواءُ الذِّئــــَابِ فتّ قُــواها   لا .. فما يزجُــــرُ الجَماهيرَ زاجـــــِر

وإذا نادتِ البِــــــــــلادُ  بنيـــــها    شمّـــرُوا ساعِــــدًًا وداسُوا المَخــاطِر

إنَّـــه النَّصرُ .. ليسَ شيءٌ سـواه    غيْـــرَ بذل النجيــــعِ حُـــــرًّا وطاهِر

وإذا هانـــــــَتِ الحَــــــــياةُ فأذِّن    في جُـــمُوعِ الطُّــــغاةِ من كلِّ  كافــِر

آن فجـْرُ الخَلاصِِ ،يا صُبحُ أقبلْ    فالخَفافيــــشَ ما لـــَها مــِنْ مُــناصِر

لا تعُدْ يا عقــِيدُ للدَّارِ  حتَّــــــى    ينفَـــخَ الصُّورُ في الــْقرونِ الغـــَوابِر

آن أنْ تختــــَفي  بجُنحِ ظـــَلامٍ    ســـَرْمديٍّ  .. فمَـا لــــَهُ مــِنْ أواخـــِرْ

* بلغ السيل الزُّبا : اشتد الأمر وبلغ نهايته من السوء

*الجرذان والكلاب الضالة : بعض مما وصف به العقيد المجنون شعبه ، وهو الذي حكمها لأكثر من واحد وأربعين عاما!

* أبى دهره :تمثلا ببيت الشاعر حافظ إبراهيم

لا تلُم كفِّي إذا السَّيفُ نبا صحَّ مني العزمُ والدهرُ أبــَى

عبد السلام كامل عبد السلام

تلفزيون السودان  أم درمان



© Copyright by sudaneseonline.com