From sudaneseonline.com

بقلم : حسن البدرى حسن / المحامى
الشباب الذى مل ,حتى مل الملل/حسن البدرى حسن/المحامى
By
Feb 27, 2011, 08:55

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشباب الذى مل ,حتى مل الملل

 

عندما نتحدث عن الشباب ودور الشباب فى التغيير السياسى نعنى تمرد الشباب بقيام الثورات والانتفاضات التى تسعى جادة الى الوصول الى تغيير الانظمة القمعية الديكتاتورية التى تخلق لنفسها حصانات امنية بالمقابل من شباب تخضع ارادته الى المصالح الذاتية المباشرة ,كابنا ء الحكام اوضعاف الارادة الذين يجندهم النظام الديكتاتورى وفقا لاجندة سياسية تحمل افقا ضيقا ولاتكترس ارادة هذا الشباب الذى تغيب ارادته وفقا لايدلوجيات عقائديه او لنظريات سياسية تحمل افكارا شاذة تخرج عن اطار الفهم العام لثقافات مجتمع باكمله وتختزل فى اجندة فكرية معينة او تكتيك سياسى او استراتيجية سياسية تخدم اغراضا سياسية لاتتفق والواقع الذى يعيشه الشباب الذى مهما طال الزمن سيكون هو اداة لتغيير تلك او ذاك الواقع الذى يفرض عليه دون ارادته والشباب التونسى والشباب المصرى والشباب الليبى والشباب البحرينى والشباب اليمنى كل هؤلاء فهم خير مثال لتلك الشباب الذى مل حتى مل الملل من الغبن والضيم والانهزام الذى عاشه الاباء وكاد ان يرثه الابناء وهؤلاء الابناء هم الشباب الذى اعنيه بالثورة فى السودان .

الحقيقة ان عواصف الثورات التى هبت من كل حدب وصوب تنشد الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية التى تعتبر انسب واقوم وسيلة لتبادل الحكم الذى تسوده سيادة حكم القانون على كل مواطن مهما كانت ماهيته وايضا هذه الثورات الشبابية الصدامية لقد فاض بها كيل المأأسى والتسلط الفردى على كل مستويات المجتمع المختلفة دون توفير ادنى وابسط مقومات الحياة لكل انسان شريف لايقر تسلط السلطة ولايقر حكم السلطان وفى غياب تام لحرية الفرد التى كفلها له الشرع الحنيف وايضا كفلتها له كل الاحكام الشرعيةالدينية التى تحكم الحاكم بتطبيقها على رعاياه , ولكن الحاصل فى واقع الحكومات والديكتاتوريات المهزومة مهما طال بها الزمن ,ان هذه الديكتاتوريات حاولت ان تؤول الاحكام الشرعية الواضحة بخلق احكام وهمية و تفسيرات تتفق وتسلط الحاكم وتصبغها بصبغة الحق والشرع للشعوب وتصورها بانها نابعة من الشرع الحنيف ,وهم حداة وحماة الشرع الاسلامى (الزنادقة)!!وهذا مصطلح معروف منذ صدر الاسلام , , ولنا فى الحكام الانقاذيين مثال لاتخطئه العين التى ترى ولا الاذن التى تسمع ولا الارادة الشبابية الثورية التى تنشد التغيير الثورى اليوم قبل الغد, لان الحكام الانقاذيين المتسلطين هم الذين لم يكترسوا عندما زوروا الارادت الحرة وعندما خدعوا الشعب السودانى بسحرهم ومكرهم بأنهم ينشدون الله وشريعة الله ولكن هاهى الايام اثبتت للشعب السودانى وللدنيا كلها ,مايضمره الانقاذيين والذى ترجم الى الواقع بأن المسعى كله هو دوام حكم الشيطان !!!ونسوا ان دوام الحال من المحال !ولو دامت اليك لما ألت الى غيرك!!!!.

الحقيقة ان صحوة الضمير الانقاذى الغائب لمايقارب الربع قرن تدعو للسؤال المباشر لماذا التحرك فى هذا الوقت لقيام اصلاحات او اقرار بالاحتكار للسلطة ومحاربة الفساد الحكم والتسلط دون الاقرار بحقوق الاخرين؟؟ان الاجابة تكمن فى ان هذا الاقرار هو تراجع غير مقبول لانه لم يكن من واقع ارادة حرة وقناعات مبدئية حرة بل هو تراجع تحت ضغوط رياح الثورات وطوفانها مما يؤكد انه تراجع جبان لن يثنى الشباب عن ثورة التغيير ومثال ذلك التراجع ,تنازل البشير عن الترشيح لفترة رئاسة اخرى, وارتفاع اصوات الامنجية وكل البطانة الحاكمة المأجورة التى تعتبر (غاطسة فى البطاطس)!! وتعيش حياة الترف والبذخ ولها مصلحة مباشرة فى استمرار حكم الانقاذ لانها دون الانقاذ تساوى صفر فى المجتمع وفى السياسة وفى الاقتصاد وفى كل مؤسسات الدولة الوليدة ولان المجتمع يعرفهم واحد واحد ولن يفلتوا من الحساب ومحاكم العدالة الغائبة لذلك تجد كل هذه الفئات المختلفة المصالح حريصة كل الحرص على استمرار هذا الحكم الجائر والذى قد دنا رحيله . ,

الحقيقة ان الثورة قائمة لان الشباب قد عقد العزم ,ولان الشباب هو الذى سيتقدم الشعب السودانى ويعمل للتغيير حتى يغير وهو الكفيل والذى يستطيع ان يكنسح الانقاذيين الذين لم يكونوا يوما صادقين وظلوا يحكموا بالحديد والنار ظنا منهم ان هذه الوسائل القمعية واحكام القوة والسيطرة الامنية ستنجيهم من هول الثورة الشبابية وصيحات الشباب المظلوم الذى ظل مغيبا غيابا تاما لاسيما الشباب المتمرد على الظلم والشباب حر الارادة والذى سيقود الثورة على الباطل الانقاذى الذى ظل يعتقد بأن شبابه ومختلف كوادره وصفوته الموالية سيظلوا بالظلم والفساد يحكموا الى ان يرث الله الارض !!!!ولكن ان رياح الثورات التى هبت ومازالت كفيلة بالاجابة على هذا النفاق والافك و1لكذب والضلال الذى يعتبر باطلا والباطل يعتبر كذبا والكذب (حبله قصير)!!! ولم يطل امده لانه ظلم والظلم مهما طال سيكون مصيره الزول, لان الاحتقانات والصبر على المكاره طيلة استمرار الحكام الطواغيت وهم فى غيهم يحكمون بالباطل والظلم !! كل ذلك ادى الى تأخير وتعطيل قيام الثورات الى حين,ولكن تجد للاباء اعذارهم النابعة من تحفظات ومسئوليات منطلقها عاطفى بحت!!!ولهم العذر فى ذلك , ولكن تبنى الشباب للتغيير وثورته يعتبر مسئولية تقع على عاتق الشباب, وبالفعل نجح الشباب فى تونس وفى مصر بصموده وجلده وتحمله على كل المكاره الديكتاتورية والاساليب القمعية الى التغيير ومازال فى ليبيا والبحرين واليمن والسودان ينتظره دور التغيير مهما كلف ذلك التغيير. والثورة قائمة.

 

حسن البدرى حسن/المحامى



© Copyright by sudaneseonline.com