From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
منبر السلام العادل.. الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الأكبر/الطيب مصطفى
By
Feb 25, 2011, 22:08

زفرات حرى

 الطيب مصطفى

منبر السلام العادل.. الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الأكبر

 

أفسح المجال للأخ محمد عثمان لكني أود أن أذكِّر بأن الحديث الشريف «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» الذي ورد في عنوان المقال ضعيف ومثخن بالجراح وبالرغم من ذلك فإن ما دعا إليه الأخ الكريم صحيح:

منبر السلام العادل.. الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الأكبر

 

 ليس صحيحاً كما يتوهم البعض أنه بانفصال جنوب السودان يكون دور منبر السلام العادل قد انتهى وقد نسمع من يطالب بتفكيكه ذلك لأن المنبر عندهم يقوم أساساً على الانفصال وبتحقيقه يفقد المنبر مبرر وجوده... وقد فات عليهم أن قيام المنبر نفسه أملته ظروف واعتبارات كثيرة أهمها تلك النقلة القوية في مخططات التآمر الدولي وتطبيقها بوسائل سياسية أكثر فاعلية وقد جاءت هذه النقلة بعد فشل تنبؤات الغرب الأمريكي المبنية على مؤشرات ودلالات لوقوع أزمة اقتصادية تؤدي إلى إطاحة النظام وإحداث فوضى يستطيع من خلالها فرض هيمنته وإخضاعه.. بل العكس من ذلك استطاعت الإنقاذ أن تتجه شرقاً (الصين) مع اتباعها لسلسلة من العمليات الاقتصادية أدت في النهاية إلى تحقيق نمو اقتصادي والحصول على وفورات ومزايا اقتصادية ساعدتها في بناء البنى التحتية وإنشاء هيكل إنتاجي متطور، وظهرت الإنقاذ للغرب الأمريكي الأوربي بأنها نظام قوي ومتمرس.. فكان اللجوء إلى إحداث الفتن وفبركتها بالتعاون مع أنظمة سياسية مجاورة وضغوط اقتصادية ودعم عسكري متواصل للحركة الشعبية في الجنوب، وبلغ التآمر السياسي قمته في اتفاقية نيفاشا التي لم تكن سوى سيناريو ماكر أزاح الشمال عن الجنوب ونشر الأخير في الشمال.. فظهر منبر السلام العادل لإفشال هذه المخططات من خلال كشفها والتنبيه لمراميها وأهدافها سواء كانت هذه المخططات سياسية أو اقتصادية، ولقد نجح المنبر في تحقيق ذلك واستطاع أن يكشف حقيقة الحركة الشعبية ومشروعها والذي يعد من أخطر المشروعات لأنه مشروع معقد ويحمل مجموعة من الأهداف والغايات التي يُراد تحقيقها في آن واحد وبكل دقة وهي أهداف تخدم مصالح الحركة الشعبية نفسها ومصالح إستراتيجية أخرى لدول الغرب الأمريكي الأوربي وإسرائيل فهو إذن مشروع صهيوني غربي توسعي عسكري (سياسي واجتماعي واقتصادي) فهو من جهة يُراد له انتشار الجنوب شمالاً بعد طرد سكانه الأصليين أو تهجيرهم وإقامة حكومة علمانية تضمن تعزيز مرافق اقتصاد الغرب... كما يتحقق معه أمن إسرائيل القومي... فاستطاع المنبر أن يُسهم في تفكيك هذا المشروع وتخريبه وإفشاله فاضطرت بعده الحركة إلى العودة والانفصال.. وأسهم المنبر كذلك في تنبيه الرأي العام على مؤامرة الجنائية وأهدافها في إشعال الفتنة الداخلية أو استخدامها كوسيلة ضغط لتحقيق تنازلات أو اكتساب مصالح للغرب.. والذي حدث هو أن توطّدت الجبهة الداخلية وتضامن الشعب مع رئيسه وظهر ذلك من خلال اللقاءات الجماهيرية ومن نتائج الانتخابات الأخيرة...

وكان للمنبر دوره في فضح مخططات أخرى كثيرة تتعلق بالحركات المسلحة والدول الراعية لها والأحزاب ذات الأهداف التخريبية ومنظمات التخابر الأجنبي بل إن للمنبر دوراً في كشف مخططات تخريب الاقتصاد الوطني... والسؤال هو:-

هل انفصال الجنوب يعني نهاية هذه المخططات وبالتالي نقول إن دور المنبر انتهى!؟ الإجابة هي أن التآمر لن ينتهي وسيظل، فالحركة الشعبية هي حركة غذَّتها الصهيونية وهي بالتالي حركة غير مقيَّدة بحدود مثلها مثل إسرائيل.. بل إنها أداة لتحقيق أمنها ويجب ألاّ ننسى أن إسرائيل ضربت المفاعل النووي العراقي بحجة أمنها هذا... وها هو الجيش الشعبي يدفع بأربعة آلاف مقاتل تجاه أبيي... كما أن هناك عمليات تجنيد واسعة لأبناء النوبة للانخراط بهم في مؤامرة جديدة تستهدف الشمال من قِبل الحركات المسلحة التي تحتضنها الحركة الشعبية، وهناك مؤامرة يُراد تدويرها من الشرق... كما أن الجنائية تطل برأسها من جديد.. بل إننا نقول إن السودان مقبل على مجموعة من المخططات والسيناريوهات قد تكون أخطر من سابقاتها خاصة في ظل بوادر هجمة دولية جديدة وهي بالتأكيد ستستعمل جميع الوسائل لتحقيق مصالحها وهي دول لا تريد لنا سلاماً ولا أمناً ولا استقراراً والمنبر بماله من تجارب في قراءة التاريخ واستقراء الأحداث السياسية واستلهامها يستطيع التنبؤ بها وكشفها وإفساد جزء منها إن لم يكن كلها، فبعض المخططات تنتهي بمجرد كشفها... ثم إن للمنبر دوراً داخلياً في كشف منظومة الفساد وهي منظومة بدأت تتسع وأصبح لها مراكز نافذة مُحدثة ثغرات في النسيج الاجتماعي ومُهدِّدة لأمنه... فالمنبر إذن أصبحت له رسالة واضحة وصريحة وهي تحقيق السلام العادل والذي مازال تهدده الكثير من المخاطر ومن ثم تصبح المطالبة بحله أو تفكيكه مؤامرة لا تقل خطورة عن المؤامرة التي تُحاك ضد هذا الوطن...

محمد عثمان عبد الحفيظ

0912838876

 



© Copyright by sudaneseonline.com