From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
حكومة القبائل!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي
By
Feb 25, 2011, 18:37

حكومة القبائل!

 

 

من الملاحظ أن سكان المدن الكبرى ، المختلطي الأنساب القبلية، لا يعرفون الانتماءات القبلية القوية بحكم الأمر الواقع بل أن بعض السياسيين من أهل المدن والذين يظهرون في وسائل الإعلام يحاولون التقليل من الدور القبلي في المجال السياسي والاقتصادي في الدولة المعاصرة بينما ينفي بعضهم وجود القبائل ويجزم بانقراض الروح القبلية ، ويهاجمون كل من يأتي بسيرة القبائل بحجة أن القبلية هي المرادف للانقسام والتشرذم الطائفي!

ولعل أعداء القبلية يتصرفون كالنعام الذي يدفن رأسه في الرمال حتى لا يرى ما يخافه ويكرهه ، فالقبائل كانت وما تزال وستظل موجودة ، وإذا خرج الإنسان إلى الأرياف فسيجد تجمعات القبائل ويلمس الروح القبلية المتمسكة بالتقاليد شديدة الخصوصية، ومن الملاحظ أن بعض الحكومات الحديثة قد حاربت نفوذ الزعامات القبلية وحاولت تجريد زعماء القبائل من سلطاتهم التقليدية ولكنها فشلت في ذلك فالقبائل لا تقبل إلا بحكم زعمائها أما الديمقراطية فتمكن أفراد القبيلة من اختيار زعمائهم القبليين رغم مساعي الحكومات المركزية للقضاء على ما يُسمى بظاهرة الطائفية القبلية!

 ولعل أول ما يخطر بذهن الإنسان عندما يسمع كلمة قبيلة هي وجود مضارب وخيام في الهواء الطلق وبشر يعيشون حياة ريفية بسيطة خالية تماماً من تعقيدات الحياة العصرية ، ولكن هذا التصور يكذبه الواقع فالقبائل في الوقت الراهن تسكن البيوت المشيدة وتملك أحدث وسائل الاتصالات كالبلاك بيرى وتملك أحدث السيارات رباعية الدفع وتملك السلاح الذي يمكنها من حماية أفرادها ولديها مضارب خيام الكترونية على شبكة الانترنت ، ومن المؤكد أن نفوذ بعض القبائل في العصر الراهن هو من القوة بمكان ولعل أحدث مثال على ذلك هو أن إنضمام قبائل الورفلة للثورة الليبية قد شكل ضربة قاضية للنظام الليبي الساقط فعلياً والآيل للسقوط بشكل رسمي في القريب العاجل!

ولعل الحديث عن القبائل في العالم العربي ذو شجون ، فبعض الدول العربية تتميز بالتعدد القبلي إلا أن الاختلاف القبلي لا يفسد للود قضية طالما كانت هناك عدالة سياسية واقتصادية تسود بينها أما إذا انعدمت هكذا عدالة فإن الاضطرابات تتسيد الموقف على غرار ما يحدث حالياً في بعض الدول العربية من ثورات سياسية، ولعل أطرف ما في واقع التنافس القبلي هو تلك النكات التي تروجها القبائل عن بعضها البعض دون أن يثير ذلك غضب المستهدفين بتلك النكات ولعل أطرف نكتة قبلية سمعتها مؤخراً هي تلك النكتة التي استهدفت قبيلة الشايقية السودانية التي انتمي إليها ووصفتها بالبخل الشديد رغم أن الشايقية هم أكرم أهل السودان ، فقد ورد فيها أن شايقي قد طلب من الجزار أن يذبح له خروفاً ثم قال له: أريد نصف لحم الخروف "كباب" والنصف الآخر "شية" أما الرأس فأريده "نيفة" والأرجل "كوارع" والعظام "شوربة" والمصارين والاحشاء "كمونية" أما الجلد فأريد أن استعمله "مصلاة" والقرون "شماعة" ولا تنسى البعر فأنا أريد أن أصنع منه سماداً وعندها غضب الخروف وصاح في وجه الشايقي: ألا تريد أن تسجل صوتي رنة في جوالك؟!

 

فيصل على سليمان الدابي/المحامي

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com