From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
منبر السلام العادل بيان حول الثورة الشعبية على فرعون ليبيا/الطيب مصطفى
By
Feb 24, 2011, 21:15

زفرات حرى

الطيب مصطفى

[email protected]

منبر السلام العادل

بيان حول الثورة الشعبية على فرعون ليبيا

 

يقول الله تعالى: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ «5» وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ». سورة القصص، آية 5 ـ 6.

وتتواصل فتوحات هذا العام المبارك ويُزلزل اللهُ العزيز عرش أحد أكبر جبابرة الأرض على امتداد التاريخ ويتنسم الشعب الليبي بعض نسائم الحرية وعبقها الفواح في انتظار الفتح الأكبر والنصر المبين بزوال فرعون ليبيا وطاغوتها المغرور، فبعد أن شهدنا تحرير أرض الكنانة بزوال نظام فِرعون مصر وطاغوتها المغرور حسني مبارك وانعتاق تونس بانهيار نظام زين العابدين بن علي وانفكاك السودان من قيد الجنوب بعد عُقودٍ من مسيرة الدماء والدُّموع ها نحن نرى الأرض تميد من تحت أقدام القذافي.. ذلك الطاغية الذي قهر الشعب الليبي وأذلّه على مدى اثنين وأربعين عامًا من العذاب والذي ألحق الأذى بكل شعوب الأرض وكان للسودان نصيب الأسد من كيده ومؤامراته فالحمد لله على جزيل نعمه وعظيم عطائه.

لقد خضع الشعب الليبي خلال حقبة ذلك الطاغية لأسوأ نماذج الحكم على امتداد التاريخ البشري استخفّ خلالها شعبَه فأطاعوه وصبروا عليه وعلى جنون العظمة الذي تسربل به حتى توهَّم أنه الأعظم فطفق يخلع على نفسه الألقاب فهو ملك ملوك إفريقيا رغم أن ثورته كانت على الملكية، وهو صاحب نظرية الحكم التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهو واضع الكتاب الأخضر الذي نصبه نداً للقرآن الكريم، وهو زعيم الجماهيرية العظمى، وهو المغرور الجبّار المتكبِّر الذي نازع الله العزيز في ملكه وهل يُنزل اللهُ بأسَه وغضبَه إلا على أمثال هؤلاء؟!

لقد ظنّ الطاغية أنه في منأى من ثورة الجماهير المغلوبة على أمرها ولذلك لم يصدق أن تدور الدائرة عليه ولذلك لا غرو أن يصف الثوار بالجرذان والكلاب الضالة فقد توهَّم أنّه ما من أحدٍ في الكون يملك أن يتجاسر على عظيم الجماهيرية العظمى؟!!

لقد بلغ بالرجل الغرور درجة أن يتطاول حتى على الإسلام وشرائعه وعلى كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قام في غمرة جنونه بتغيير كل شيء؛ فليبيا ابتدع لها اسمًا آخر، والشهور الليبية تختلف عن سائر الشهور في العالم، والأرقام تختلف عن الأرقام، ونظام الحكم يختلف عن كل ما عداه في العالم.. احتكر أموال ليبيا لنفسه يفعل بها ما يشاء، واحتكر المُلك لنفسه وأولاده وخضع لنزواته وشهواته حتى غدا أضحوكة يتندَّر بها الناسُ في شتى أرجاء العالم، وهل أدل على ذلك من تلك الخيمة التي تصحبُه في حلَّه وترحاله أينما ذهب وحيثما حطَّت رحالُه؟!

لقد ارتكب القذافي في حقِّ شعبه من المجازر ما يندى له جبينُ التاريخ وكان يسوق شعبَه وبلادَه وفقًا لأهوائه فتارةً يصبح زعيم القومية العربية، وأخرى هو زعيم إفريقيا.. تارة هو اشتراكي محالف للسوفيت وأخرى هو ليبرالي أمريكيُّ الهوى.. كل يوم هو في شأن، يتلاعب بشعبه وبلاده وبثروات نفطها كيفما شاء لا معقِّب على حكمه ولا قانون يحكمُهُ أو دستور يردعُهُ فهو كلُّ شيءٍ في ليبيا... يأتي بعد الله تعالى أما ليبيا فهي تأتي في المرتبة الثالثة!!

لقد كان للسودان من كيد فِرعون ليبيا النصيب الأوفى، فمنذ أن جثم على أنفاس الحكم في ليبيا لم يذُق السودانُ طعم الراحة وما من حكومة سودانية لم تنلْ من شرِّه وتتذوق من علقمِهِ فما كان قرنق وحركتُه الشعبية ليقوى وتُصبح له شوكة لولا دعمُ القذافي اللا محدود، وما كان تمرد دارفور ليهدِّد أمن السودان القومي لولا القذافي، وما كانت أم درمان لتُغزَى لولا القذافي، وما كان السودان ليغرق في الحروب وعدم الاستقرار لولا القذافي الذي أصبح في سنواته الأخيرة ألعوبة في يد أمريكا والغرب المعادي للسودان..

نجزمُ بأنه ما من شعب ولا بلد سينعمُ ويفرح بزوال القذافي بعد ليبيا وشعبها مثل السودان وشعبه، فقد تنزلت على السودان الشمالي بركاتٌ كبرى تتمثل في زوال نظام مبارك الذي كان يكيد للسودان وشعبه، وفي الزلزال الذي ضرب نظام القذافي، وفي الانفصال الذي نزل علينا برداً وسلاماً، فقد والله كان السودان هو المستفيد الأكبر من الفتوحات الكبرى التي شهدها الشهران الأخيران.

إن على شعب السودان الشمالي أن يُكثر من الحمد والثناء ومن شكر الله على نعمائه: «لئن شكرتم لأزيدنَّكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد» كما عليه أن يُكثر من الدعاء خاصة في أوقات السحر أن يقصم من فرعون ليبيا فنحن موعودون إن شاء الله بتغيير هائل في خريطة أمننا القومي جرّاء الفتوحات الأخيرة سواء بالانفصال أو بزوال فرعوني مصر وليبيا.. فالحمد لله رب العالمين.

 



© Copyright by sudaneseonline.com