From sudaneseonline.com

بقلم : عاطف عبد المجيد محمد
عاطف عبد المجيد محمد/ظاهرة ثورات الشباب بالوطن العربى والتغيير القسرى للانظمة الاستبدادية
By
Feb 23, 2011, 20:25

 

 

ظاهرة ثورات الشباب بالوطن العربى والتغيير القسرى للانظمة الاستبدادية

 

ان تنامى ظاهرة ثورة الشباب ثم تتبعها الشعوب ومن ثم التنظيمات السياسية المعارضة بالوطن العربى , وتمترس النظم الاستبدادية حتى الرمق الاخير حماية لسلطة أمنت لها الهيمنة على موارد البلاد ضمن دائرتها الضيقة , والارث الكبير من المصالح التى أمنتها للفاعلين بأنظمتها , وكذلك الارث الكبير من المررات والماّسى والكوارث وسفك الدماء , كل ذلك مجتمعا يجعل عملية الاصلاح أمرا عسيرا للغاية . وهنا يبدو الحديث عن ثورة بيضاء أشبه بالرمانسية , فالصدام حتمى , وسقوط الضحايا لامفر منه , خاصة فى ظل تأثير القوى الاقليمية والدولية وصراع النقوذ الدولى والاقليمى . فتجربة تونس ومصر وهذه الايام ليبيا واليمن وكذلك البحرين , تشير الى أن عملية التغيير حتمى نسبة للاوضاع القاسية التى تعيشها الشعوب بالمنطقة , أضف الى ذلك التقارير التى تبث من هنا وهناك عن ضروبا متعددة من اشكال الفساد المالى والادارى والسياسى ....الخ , فى قبالة حالة من انتشار الفقر بنسب عالية , وكذلك البطالة وخاصة فى اوساط الشباب , والصرف الضخم على التسلح والاجهزة الامنية على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه الدول , وانسداد الافق السياسى , وتراجع نخب المثقفين والمفكريين للصفوف الخلفية بمجتمعاتهم وتهميش دورهم , أو الجلوس على الرصيف , او فى الحالات المزمنة انضمامهم لزفة النظم كمزينين ومنمقين لسياساتها الخرقاء , وغيبة منظومات سياسية أو اجتماعية صاحبة أطروحات تتواكب والمتغيرات الدولية وتترجم تطلعات الشعوب وتتمتع بقاعدة واسعة فى اوساط الجماهير , كل ذلك يجعل الحديث عن ثورات او عمليات تغيير بيضاء أمرا أشبه بالمستحيل , ومايطلق بين الفينة والاخرى من الحديث عن الحوار والمشاركة والاصلاح , لايعدو عن كونه محاولات يائسة من قبل هذه الانظمة للتعاطى مع المتغيرات من حولها التى تتصاعد يوما بعد يوم , ولكن فى اطار استراتيجية عقيمة محورها الحفاظ على مكتسبات ارثها ومصالحها التى ما كانت لتتأتى الا فى ظلّ حقبتها التى يلفها الفساد بكل اشكاله , لذلك فهى تسعى بكل السبل لعمليات الاستقطاب تارة لقوى المعارضة عبر بعض الامتيازات , وتارة بدر الرماد على العيون لبعض شرائح المجتمع الفاعلة فى محاولة يائسة لاحداث عملية اختراق ولو مؤقتة , وهو مايقود فى اخر المطاف لحتمية المواجهة الواسعة النطاق , والتى تشمل كافة شرائح المجتمع , وبطبيعة هذه المكونات فأنتشار الثورة تصبح كأنتشار التار على الهشيم , وفى وقت قصير تشتعل الدولة برمتها , ويرتفع سقف المطالب يوما بعد اليوم , ليفرض فى اّخر المطاف من ضرورة اجتساس الماضى برمته , من كافة رموزه وارثه , والمطالبة بأسترداد ثروات البلاد المنهوبة , ومحاكمة رموز النظام او ماتبقى منهم , حيث تتسم عملية التغيير فى ظل اوضاع كهذه بأراقة وسفك الدماء من الطرفين بدرجة كبيرة , وهو مايمكن حصره حتى اليوم بالنسبة للحالات التونسية والمصرية والليبية واليمنية الاّخذة فى التصاعد . ووقتها تتمنى قيادة تلك الانظمة الاستبدادية لو ان عجلة الزمن تعود الى الوراء , ليستمعوا لصوت الحكمة والعقل الذى صموا اّذانهم عنه فى ظلّ انخداعهم بقوة ترناساتهم العسكرية والامنية , وهاهو العالم اليوم يشهد فى ذهول شديد وترسانة القذافى واجهزته الامنية عالية التجهيز وقد دكت حصونها خلال ثلاثة ايام فقط لاغير , فلجأ فى محاولة يائسة لقوات المرتزقة الافريقية للتنكيل بشعبه بعدما ولت لجانه الثورية الادبار , فعقيدة الباطل اوهن من ان تتصدى لامواج الشباب والشعوب الثائرة , فتخلى عنه الجميع الا من قلة تتمترس بجانبه فى قلعته بباب العزيزية , وهو أشبه بالقط المحاصر , وكانت خطبته الهزلية والرجل قد احتل عقله , حتى يقول لشعبه فى غير استحياء ( أنا مجد ليبيا ) , وقد حزنت للرجل وهو يخاطب شعبه من منزله , بلا جمهور , وهو المنزل الذى دكته الطائرات الامريكية فى الثمانينيات , فهاهو يصف الثوار بمتعاطى المخدات والجرزان والجراثيم ..الخ من النعوت , ويهدد بالارض المحروقة وهو الذى لايملك حتى الحروج من باب قلعته بباب العزيزية , فبلا شك خلال الساعات القادمة سيشهد العالم ملحمة غاية فى الدموية حين يدك الثوار قلعة باب العزيزية على رأس العقيد المصاب بجنون العظمة , هو وابناءه فى صورة ليت من يسيرون على دربه ان من وهبه الله الحكمة فقد اعطى خيرا كثيرا .

 

 

والله من وراء القصد

 

 

عاطف عبد المجيد محمد

عضو المنظمة الدولية لمنظمة شبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء – هايدلبرغ – المانيا

عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا

الخرطوم بحرى – السودان

تلفون:00249912956441

بريد الكترونى:[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com