From sudaneseonline.com

بقلم :عبد الفتاح عرمان
(نافع).. من إمتطاء الحمير إلى إمتطاء السلطة/عبد الفتاح عرمان
By
Feb 23, 2011, 11:40

 

(نافع).. من إمتطاء الحمير إلى إمتطاء السلطة

من واشنطن للخرطوم

عبد الفتاح عرمان

[email protected]

 

أوردت صحف الخرطوم الصادرة يوم السبت الماضي، الموافق 19 فبراير 2011م الأتي: "أكد نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهورية خلال تدشينه بداية العمل في كوبري سوبا بأن أهم ما يميز النظام في السودان انه قام على أشخاص يمثلون صلب المجتمع وأصقاعه وليس من الذين يتحدثون عن آلام الشعب". وأضاف: " نحن أولاد خلا والناس ما عارفين أن ثلاثة أرباع الحكومة ركبوا الحمير واللواري والبصات والمحل البلقوا فيه أكل عيش ده المحل البخرفوا فيه".

تكاد لا تغيب تصريحات أو بالأحرى شتائم نافع علي نافع للقوى السياسية المعارضة عن صحف الخرطوم اليومية. فنافع الذي بدأ مسيرته السياسة مع هذا النظام ممسكا بملف الأمن الذي لم يتح له الحديث في الهواء الطلق ردحا من الزمن؛ يشعرك وكأنه يريد التعويض عن سكوته أو إسكاته طيلة فترة ما عرف بـسنوات (التمكين) الأولى لنظامه.

وسرّب نافع إلى ميدان السياسة لغة غير (نافعة) وغير مبرئة للذمة- بمنظور أهل الإقتصاد- لإحتشادها بمفردات مثل (ألحس كوعك، عواجيز المعارضة، الذارعنا غير الله، يشموها قدحة وصعاليك المعارضة) وما إلى ذلك.

بعد أن أخرج نافع كل ما في جعبته من شتائم للمعارضة تحول في عشية وضحاها لشتم الحمير ، بقوله إنه (ركب الحمير) قبل أن (يركب) السلطة على مدي (22) عاما حسوما.

يا سيد نافع ألم يكن الأجدى بك أن تشكر كل الحمير التي (ركبتها)؟؛ مثل ما فعل الشاب سعد الصغير الذي تغني لمعشر الحمير.

بحبك يا حمار/وأنا بزعل لما حدي يقولك يا حمار/يا عم الحمير كلهم...ترررررم.

نافع يقول أنهم- الكيزان- ركبوا الحمير قبل أن يركبوا السلطة، لذلك فهم أقرب لنبض الشعب. لكن من كان يركب الحمير قبل (22) عاما خلت كيف يكون قريبا من شعبه؟ إنقطع جهابزة النظام عن شعبهم طيلة الفترة الماضية، وركبوا سيارات الدفع الرباعي المظللة و (المكندشة)؛ وتزوجوا من أربع وتطالوا في البنيان. إن ذهبت إلى مكاتبهم لن تستطيع مقابلة أحدهم حتي وإن كان لديك موعد مسبق.

ذهبت نهاية العام الماضي إلى الأستاذ عباس جمعة- حركة شعبية، وزير الدولة بوزارة الداخلية، وكنت على موعد مسبق معه. وصلت إلى مكتبه الكائن في وزارة الداخلية، وأخبرت مدير مكتبه (نقيب شرطة بكامل حُلته الكيزانية من لباسه لدقن وغرة صلاة او بالأحرى وشم) بأني على موعد مع وزير الدولة بوزارة الداخلية، سألني عن إسمي وعن كيف حصلت على المواعيد مع وزير الدولة؟! قلت له بأني أعرفه شخصيا واتصلت به على هاتفه النقال وأتفق معي على اللقاء في مكتبه اليوم الحادية عشر صباحا. قال لي بأنه مدير مكتبه وهو المسؤول عن تحديد المواعيد! قلت له حسنا هذا أمر بينك وبين الوزير. لم يعجبه حديثي وأجلسني قرابة النصف ساعة دون إخبار الوزير. ذهبت له مرة أخرى وأخبرته أن الوزير في إنتظاري، إنفعل في الحديث معي مؤكدا لي أنه وحده لا شريك له من يحدد من يدخل ومتي. وبادلته الإنفعال بإنفعال مماثل وصل إلى مسامع الوزير داخل مكتبه. خرج الوزير وقام بتحيتي، مستفسرا شخصي عن تأخري على الموعد، وماهية النقاش مع مدير مكتبه. أخبره مدير مكتبه بأنني لم أحترم النظام!!. أبلغت الوزير بما فعل، وأخبره الوزير أمامي بأنه في حالة حضور شخص إلى مكتبه على موعد معه عليه سؤاله- عباس جمعة- وعدم التصرف دون العودة إليه.

فيا نافع من يغب عن مسرح إمتطاء الحمير لأكثر من عشرين عاما يصعب عليه العودة إليه مرة أخرى، حتي وإن كان بائع (عنكوليب)- مع كامل إحترامنا لبائعي العنكوليب- فما بالك بمن يمتطي ظهر السلطة كل هذه المدة؟! ويرفض للآخرين إمتطاءها إلا إذا إستردفهم نافع وصحبه البررة.  وإن إمتطي اى شخص جحشه لما يزيد عن العشرين عاما لمات ذاك الجحش هماً وغماً من هذا (الركوب) الجائر. فما بالك أكرمك الله عزيزي القارىء في من (يركب) شعبه لما يزيد عن العقدين؟! حتي إمتلاء ظهر هذا الشعب الأبي بـ(الدبر) لاسيما أنهم- نافع وصحبه- ركبوا هذا الشعب ركوب (العِري)، ودون برسيم!.

وبعد أن تعبوا من هذا (الركوب) المر، شطروا (الحمار) إلى نصفين كحالة ليست غريبة على حركات الإسلام السياسي.. ونسأل الله أن يُنزل نافع وصحبه من ظهر الشعب السوداني الذي صبر عليهم كل هذه المدة.



© Copyright by sudaneseonline.com