From sudaneseonline.com

بقلم :صلاح شكوكو
المتطوعون يبدعون/.صلاح شكوكو
By
Feb 22, 2011, 13:44

المتطوعون يبدعون

                 ( صلاح شكوكو)

كثيرون تحدثوا حول العملية التنظيمية للدورة الأفريقية للمحليين التي تجري فعالياتها بالسودان .. والتي شابها كثيرمن القصور في شتى جوانبها .. بدءا من إجراءات الدخول للإستاد في حفل الإفتتاح ، علاوة على تأخر صدور البطاقات ثم عملية إجلاس الإعلاميين ، وإنتهاءا بالإذاعة الداخلية التي جعلت السيد الرئيس يشير بضرورة تخفيض الصوت المزعج الذي كان يصدر من المايكرفون المثبت أعلى المنصة الرئيسية التي كان عليها السيد الرئيس والضيوف الذين حضروا حفل الإفتتاح .

 

أما فقرات حفل الإفتتاح فقد كانت سطحية للحد البعيد لتركيزها على جانب الألعاب النارية وضوئيات الليزر التي لا تُفرد لها عادة مساحة مخصصة لتكون فقرة منفردة بذاتها ، بل تكون جزءا من فقرات أخرى تشكل هذه الألعاب خلفية لها .

 

ووكثيرون كذلك كتبوا مدحا وقدحا حول منتخبنا الوطني وجهازه الفني .. وإن كنت أتحفظ على كثير من الآراء الفنية الدقيقة حول أداء منتخبنا الوطني .. لكنني من باب ما لايدرك الآن يجب ان لا يثار الآن ، لذا أرجيء الأمر الى حين آخر.

 

ففي فمي كثير ماء لم يهراق .. وتحفظت عليه لأن فرصة الإستدراك غير متاحة .. وربما إذا قيلت اليوم فإنها تشوش أكثر مما تعين على الإصلاح .. ومن الحكمة أن يكون السكوت في هذا الميقات أفضل كثيرا من خيار من إثارتها ، خاصة أنها قد يبدوا فيها شيء من التربص والإستهداف وربما البيع في سوق البوار .

 

 خاصة وأن هناك أخطاء تكتيكية وتكنيكية ما كان لها أن تكون في مستوى المنتخب القومي .. وما كان لها ان تكون في منتخب أتيحت له فرصة المشاركة في دورة حوض النيل بالقاهرة وتصابر الناس عليه بإعتبارها في فترة إعداد حتى إحتل المنتخب مقاعد المؤخرة فيها .

 

ثم بعد ذلك أتيحت له فرصة السفر في معسكر خارجي كان كافيا لتكوين درجة من التجانس والجماعية .. لكنني سأدرج ذلك الى ما بعد الدورة لنتأمل حتى طريقة إختيار العناصر للمنتخب القومي.. والتي تضيّق المواعين عبر الهلال والمريخ بدلا من توسيعها على مساحة القطر كله .

 

أما تألق بهاء الدين في حراسة مرمى المنتخب الوطني ، فهذا ايضا باب ومن أبواب التناول الفني .. بإعتبارها حالة تستحق التركيز لأنها تنم عن تناقض في الثقة تجاه هذا اللاعب الذي نثق فيه دوليا .. بينما لا نثق به محليا .. وهذه مفارقة حقيقية لا تمنع الإشادة به والتنوية الى أن تألق الحارس يعني ضعفا في خط من خطوط اللعب الاخرى .

 

لكنني الآن بصدد الحديث عن دور المتطوعين الذين بهروني حقيقة بمستواهم الرفيع في التعامل الرائع مع الوفود الأجنبية .. خاصة المتطوعين الذين كانوا مع وفود الدول التي تتحدث الفرنسية وغيرهم.. فقد إنشرح صدري وأنا أسمع أحد الضيوف يتحدث عنهم ثناءا وإعجابا  يفوق حد الوصف .. بل أنه أشاد بمدى تمكنهم من اللغة الفرنسية والتي لا تعتبر لغة سائدة أو ثانية في السودان .

 

لكن الرجل أشار الى جزئية هامة وهي أنه إكتشف لأول مرة أن السودانيون يبتسمون .. فقد سمع من أناس كثيرين من قبل أن السودانيين قوم لا يعرفون الإبتسام في وجوه الناس، ظنا منهم أنها تعني نوعا من الضعف .. لكنه لاحظ أن مستقبليه من المتطوعين كانوا أكثر جزالة في الإبتسام .

 

كما أن الرجل يتصور أننا جميعا نتشابه الى حد يفوق الشبه بين الصينيين .. للحد الذي جعله لا يستطيع معرفة مرافقية في اليوم التالي إلا من خلال أسمائهم المثبتة على البطاقات التعريفية المعلقة على صدورهم .

 

لكنني هنا في مقام إسداء الشكر والتقدير للأستاذه الإعلامية ( ساره جاد الله ) باللجنة الإعلامية ومنسقة عمل المتطوعين لهذه الدورة .. التي ظلت تعمل ليل نهار من خلال ورش تدريب المتطوعين ومتابعتهم والإشراف عليهم وتوزيعهم ، ليؤدي هؤلاء دورهم بهمة عالية وترابط وثيق ، فعالجوا كثير من السلبيات التي واكبت الأيام الأولى للدورة .

 

حيث ظلت نشكل تواجد مستمرا .. ومتابعه دقيقة لكل مفاصل العمل... مع التنسيق التام مع اللجان الأخرى حتى تمت عملية إستخراج البطاقات وفق فئاتها ومستوياتها المختلفة.. والتي كانت محل إشادة الكثيرين .

 

والتي ما فتأت هذه الأيام تشكل أتيامها للمرحلة القادمة التي ستشهد توافد عدد كبير من الوفود من مختلف الإتحادات الإقليمية والقارية ، التي يتوقع قدومها في الأيام القادمة حيث ستحتاج حتما الى قدر عال من المرافقة الذكية والواعية والفاعلة .

 

والحقيقة أنني ومن خلال مروري على الأكاديمية قد أتيحت لي فرصة الجلوس الى بعض هؤلاء الشباب والتحدث اليهم في جلسات فيها قدر كبير من العصف الثقافي والتلاقح الفكري ، جعلني أكثر إعجابا بهؤلاء الشباب وقدرتهم على التصدي لهذا الدور من جوانبه المختلفة وبصفة خاصة الجانب الوطني فيه .

 

والحقيقة أنني وجدتني دون وعي مني أشاركهم إحدى الجلسات العاصفة التي كانت فرصة لي للتعاطي معهم حول كثير من القضايا الفكرية التي جعلتني مزهوا بهذه القدرات العقلية الهائلة .. التي إستطاعت الدورة أن تفجرها وتفجر معها الطاقة الإبداعية فيهم للدرجة التي جعلتني أدخل في سجالات فكرية راقية معهم .. كانت خلاصتها إطمئناني على شباب بلادنا .

.................

ملء السنابل تنحني بتواضع ... والفارغات رؤوسهن شوامخ

.................

صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com