From sudaneseonline.com

بقلم : عاطف عبد المجيد محمد
أمام ثورة الشباب الليبى نظرية نيرون الليبى الامنية تنهار , فلجأ لطائرات الميراج المقاتلة لقمع المتظاهرين العزل /عاطف عبد المجيد محمد
By
Feb 22, 2011, 13:41

 

 

أمام ثورة الشباب الليبى نظرية نيرون الليبى الامنية تنهار , فلجأ لطائرات الميراج المقاتلة لقمع المتظاهرين العزل

 

ثورة الشباب الليبى والشعب وهى تكمل ابوعها الاول , تقدم نموزجا متفردا فى مواجهة الطغاة , فاهو نظام الطاغية والسفاح الليبى (العقيد معمر القذافى ) يتهاوى امام جحافل ثورة الشباب والشعب الليبى , أمام ذهول العالم أجمع , وفى ظل صمت دولى وعربى مخزى , فالشباب والشعب الاعزل يواجه بكافة أنواع الاسلحة فى أبشع الصور والفضائيات تتناقل تلكم الصور البشعة للاجساد الممزقة والمتفحمة , ومايسمون بالقادة العرب الجم الله السنتهم , وكل منهم يتحسس مواطىء قدميه , وهو المثقل بما اجترفته يديه من ذات المعين تجاه شعبه , ناسيا او متناسيا أخذ العزيز المقتدر , فيعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء , فالعقيد المهووس بجنون العظمة , ويديه الملطختين بدماء الالاف من دماء ابناء شعبه الشرفاء , فهاهو فى الاحتفال بمولد المصطفى (ص) يأم المصلين فيتلو سورة مريم ويتلوها بسورة الدهر , وبعدها بيومين يطلق زبانيته ليعيسوا فى الارض الفساد , وسفك دماء الابرياء , تنكيلا وتقتيلا , وفى المقابل وفى غير استحياء يقف مايسمى العالم الحرّ ( داعية صيانة حقوق الانسان زورا وبهتانا ) كالمتفرج حماية لمصالحه الاقتصادية , فالذهب الاسود وريع شركاته الامبريالية , أسمى من المبادىء الذى ظلّ يتشدق بها طوال العقود المنصرمة , اليسوا هم أنفسهم وعلى رأسهم امريكا زعيمة القوى الامبريالية ومن خلفها العالم الغربى (قلعة الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية ) من قايضوا دماء ابنائهم فى لوكربى والطائرة الفرنسية مقابل حفنة من الدولارات , وضمان صفقات شركاتهم البترولية وتدفق النفط لشرايين اقتصادهم , فالتذهب المبادىء الى الجحيم , والشعارات والادبيات التى تضمها الالاف من مواثيقهم المضللة .

 

فاليوم ومن خلال ثورة الشباب والشعب الليبى ومن قبلها التونسى والمصرى , قد سقطت كل الاقنعة الزائقة , وهاهم الطغاة ربيبو القوى الامبريالية يتساقطون الواحد تلو الاخر كأوراق الخريف , أين هى ماتسمى الامم المتحدة , أين الاتحاد الاوربى ؟ أين الاتحاد الافريقى ؟ أين المؤتمر الاسلامى ؟ أين الجامعة العربية ؟ الكل يلوز بالصمت , والقوات المرتزقة الافريقية تعمل تمزيقا فى اجساد الشعب الليبى الاعزل . ويتعدى الامر لنتسائل مرة أخرى أين هى الاحزاب وماتسمى منظمات المجتمع المدنى بالوطن العربى والاقليمية والدولية , وموقفهم ممايجرى , وهنا لا أملك الا الاشادة بالموقف التاريخى الشجاع  والمسؤول للحكومة القطرية لما يجرى بالساحة الليبية , وقناة الجزيرة قائدة الثورة العربية الحديثة , فبارك الله خطاكم على درب تحرير الامة العربية والاسلامية من انظمة الفساد والافساد .

 

فالكثير لايدرى طبيعة نظام العقيد القذافى , والذى يثبت عمليا أثر السلطة فى اجهاض مبادىء الثورات , فمن كان يصدق أن تنحرف الثورة الليبية فى الفاتح من سبتمبر 1996 عن الاهداف السامية التى تبنتها وقتها , وهى الثورة التى اجلت قاعدة الملاحة الامريكية عن ليبيا وهى أكبر قاعدة امريكية خارج الولايات المتحدة الامريكية , وكذلك القاعدة البريطانية والايطالية , وكيف انحرفت وهى التى استلمت السلطة و80 % من الشعب الليبى يعيش فى بيوت من الصفيح , حيث تم تشيد الابراج العملاقة لاحقا وتوزيع عشرات الالاف من الشقق الحديثة وملكت لابناء الشعب , كيف انحرفت الثورة وعشرات الالاف من الطرق قد تم تعبيدها , والعشرات من المستشفيات الحديثة قد شيدت والعلاج المجانى للجميع , مواطنيين ووافدين , كيف انحرفت الثورة وجامعات عملاقة وحديثة قد تم تشيدها , واستجلب لها أعظم الكفاءات كطواقم تدريس بها , ومناهج اعظم الجامعات تدرس بها , كيف انحرفت الثورة وقد تم بناء جيش من الصفر , حتى أضحى يقف على اكثر من 600 طائرة مقاتلة حديثة , واكثر من 6000 دبابة حديثة , واول كلية حربية للفتيات بالوطن العربى , واعداد الشعب للشعب المسلح ؟ كيف انحرفت الثورة وهى التى طرحت لاول مرة بالساحة العربية سلطة الشعب من خلال اللجان الشعبية والمؤتمرات الشعبية والسعى لتمليك السلطة للشعب ؟

 

ولفهم هذا اللغز المحير , ينحصر الامر واختصاره فى جملة واحدة وهى عقدة جنون العظمة للعقيد القذافى , فبعد النجاحات الكبيرة التى حققتها الثورة خلال العقد الاول , نمى جنون العظمة للعقيد القذافى , فأول ماشرع فيه لتأمين هذه النزعة بتصفية أعضاء مجلس الثورة الذين بدأوا يتزمرون من هذه المسلكيات , فكان رحيل الرجل القوى بمجلس الثورة محمد المقريف فى حادث حركة يلتفه الغموض , وهو ما جعل البعض من اعضاء المجلس يتحركون , فكان المحاولة الانقلابية بقيادة عضو مجلس قيادة الثورة عمر المحيشى وبعض الاعضاء , والذى غدر به الملك الحسن الثانى ملك المغرب , حيث سلمه بطائرة للقذافى ليقتله بمطار طرابلس , كذلك هروب عضو مجلس قيادة الثورة والرجل الثانى عبدالسلام جلود , ليلجأ الى سوريا , وتبعها محاولات الاغتيال لمصطفى الخروبى من خلال محاولة تسميمه لولا عدم اقدام طباخه السودانى بتنفيذ المهمة , وأفشاء الامر للخروبى والكثير الكثير , حتى سلب بقية الاعضاء من كافة السلطات الفعلية تهيئة للتحرك للحطوات التالية , فجاءت فلسفة الشعب المسلح للعمل لتهميش المؤسسة العسكرية الرسمية , والاستعاضة عنه بكتائب عسكرية يقودها المناصرين للقذافى من المؤسسة العسكرية , وتبع ذلك أن جاءت النظرية العالمية الثالثة , فى ظاهرها تمليك السلطة للشعب , ولكن تم تأسيس منظومة اللجان الثورية , لتصنع القيادات المطلوبة للسيطرة على هذه المؤتمرات , وحيث تتمتع هذه اللجان الثورية بسلطات مطلقة , وتوافرها على كافة الاسلحة , والاطلاع بعمليات التجسس على كافة تحركات القوى الوطنية الحرة , وكم من عشرات الالاف الذين تم تصفيتهم بواسطة هذه اللجان , وهو مايقابلها وتحت مسميات اخرى ببقية الانظمة الاستبدادية بالساحة العربية , وتطلع بنفس الدور , ومن ابرز الادوار لهذه المجموعات واكثرها شهرة , دورها فى القمع الوحشى الذى تم فى مواجهة ثورة الطلاب فى 7 ابريل 1977 , حيث تم قتل العشرات من الطلاب من شرق ليبيا الدارسين اّنذاك بجامعتى بنغاذى وطرابلس , واصبح هذا اليوم اسبوع احتفال طلابى بالجامعات الليبية سنويا وتعرف باحتفلات ال7 من ابريل , وقد عايشت اربع سنوات وانا طالب بقسم الاقتصاد الزراعى بجامعة طرابلس هذه الاحتفالات السنوية , ولايمكن لاى عاقل تصور مايحدث فى اليوم الاول من هذه الاحتفالات , حيث يتم مطاردة الاساتذة والطلاب المناهضين للنظام عبر الممرات والقاعات بالكليات المختلفة وهم يحملون الاسلحة النارية والاسلحة البيضاء , حيث يجرى اطلاق النار عليهم كأنها رحلة صيد فى البرارى , فيتم قتل الاساتذة والطلاب أمام أعين الجميع , جهارا نهارا , ومن خلفهم سيارات الاسعاف لنقل الجثث والجرحى , واستباقا لذلك اليوم , يكتشف وجود عدد من الطلاب المعارضين وقد تم شنقهم على اسقف غرفهم بالداخليات , والذى أزكره من تلك الاحداث , اقدام رمضان بشير , وهو سفير ليبيا اوائل التسعينيات لاحقا بالسودان , اقدامه فى ساحة كلية الزراعة بجامعة طرابلس وهو أمين اللجنة الثورية بالكلية والطالب بقسم الاقتصاد الزراعى بالصف الثالث أى أننى أتقدمه بعام , على شنق احد الطلاب المعارضين , قمة الهمجية وكأننا فى العصور الوسطى , حيث بعد التنفيذ علت الهتافات من مناصرى الثورة بالفاتخ الفاتح , على ضوء ذلك يمكن تصور طبيعة الحياة الطلابية بالجامعة , وحيث يدعى لاجتماع بالقسم يأمه اجباريا كافة الطلاب والاساتذة , ويتم بواسطة امين اللجنة الثورية النيل من الاساتذة المعارضين بالقسم وبحضورهم .

 

أما بخصوص المرتزقة الذين يعيسون فى الارض الفساد اليوم بليبيا , فهم ينقسمون الى قسمين , الاول من الجانب العربى , والين غرر بهم القذافى عام 1981 , حيث حضر القذافى للجامعة , واعلن عن وقف الدراسة لان الزعيم سيقدم محاضرة مهمة , وفوجىء الطلاب العرب بالمحاضرة , فقد خيرنا بين الانضمام للكلية الحربية تحت مسمى الاعداد للجيش العربى أو الاستمرار فى الدراسة , وقال الزعيم أننى لا أجبر أحد منكم , فأستجاب البعض وانخرطوا قيمايسمى بالجيش العربى , وقد تم ارسال بعض السودانيين اّنذاك لروسيا للتدريب على قيادة الطائرات الروسية المقاتلة . ولكن دفعنا الثمن لاحقا , حيث تم منع أى متخرج عربى من العمل بليبيا مالم يسجل باللجان الثورية , وهو ما اضطر معظمهم لمغادرة ليبيا بعد التخرج . اما الشق الثانى , فكان يتم تجنيد الوافدين الافارقة والعرب المخالفون للاقامة فى معسكرا ت , وكذلك التجنيد خارج ليبيا ببعض الدول الافريقية , وخاصة تلك التى على صلة وثيقة بالنظام الليبى وتتلقى الدعم المالى من القذافى , ولم يكن الهدف وقتها قمع تحركات الشعب الليبى , ولكن للاعداد للانقضاض على بعض النظم العربية والافريقية من قبل العقيد القذافى , فحلمه بقيادة الامة العربية ومن بعد افريقيا , لازال حلم يدغدغ خياله المريض ,  ولكن مالم يضعه فى حسبانه , ان يثور عليه شعبه بهذه الطريقة , وهو مادفعه لحشد ماسماه بالجيش العربى , والمرتزقة الافارقة بمختلف تكويناتهم لقمع شعبه الاعزل .

 

من هذا الدرس العملى الجارى , نخلص الى أن مثل نظام القذافى وهم كثر , فأن هذه المنظومة انتحارية بطبعها , فللدفاع عن مصالحها التى جنتها على مرّ عقود من الزمن لايمكن لهم التخلى عنها نتيجة لخروج الملايين من شعبهم للشوارع فى مسيرات مطالبة بأسقاط النظام , فهذا فى عرفهم شكل من الرومانسية , فهؤلاء على استعداد لسحق مئات الالاف من شعبهم دون أن يهتز لهم طرف وبدم بارد , لاتهم يدركون حجم المررات التى تسببوا فيها لشعوبهم , وان لامحالة سقدمون لمحاكمات قاسية تودى بهم الى التهلكة , هذا ان لم يجرى التمثيل بجثثهم امام الفضائيات ليكونوا عبرة لمن يعتبر , فهولاء مثل القطة التى يتم حصرها عند الزاوية فكيف يكون سلوكها ؟ هؤلاء بطبيعة تكوينهم لايفهمون الا لغة واحدة , وهى الكفاح المسلح لتقويض انظمتهم مع سند الشارع الشعبى , وهم لايؤمون اصلا بفلسفة الحوار , ويعتبرونها ضربا من الجبن او الساعين اليها هم طلاب سلطة يرضون بفتات يلقى اليهم مرة بعد الاخرى , لذلك تجد هذه الانظمة اكثر من تخشاهم القابضين على السلاح , لذلك تميل دوما لاستعراض قوتها العسكرية وجاهزيتها للنزال , ولكن التجربة الليبية وهى الاعتى على الساحة , قد ولوا جماعاتها الادبار فى يوم واحد امام غضبة الشعب العارمة , وسلمت الشرطة وقيادات الجيش سكناتهم فى أقل من يومين , وتم استلام مثابات لجانهم الثورية بطول البلاد وعرضها فى يومين , وهو مايثبت وهن عقيدة الباطل , فهاهم يتمترسون وراء القلاع المحصنة , لابل يستخدمون الطائرات المقاتلة الحديثة لقمع المتظاهرين فى سابقة هى الاولى من نوعها على الساحة الدولية , وهو مايثبت حالة الانتحار , وحضرة القائد الاممى المتغطرس لم يظهر ليحدث الشعب الذى يملك السلطة كما يدعى الا فىمن خلال سيارته داخل حصنه بباب العزيزية ولدقيقة واحدة , يؤكد أنه يتحدى ارادة شعبه فى النزال وأنه ليس بفنزولا , وللذين لايعرفون قاعدة باب العزيزية بطرابلس التى يسكن فيها القذافى , فهى بطول حوالى خمسة كيلومترات طولا وثلاثة كيلومترات عرضا , وبها مطار بالداخل , وكافة انواع الاسلحة , وهى التى ضربها ريجن الرئيس الامريكى السابق فى الثمانينيات , وقتل ابنة القذافى بالتبنى . فالقذافى اليوم اشبه بالقطة المحاصرة عند الزاوية , وقضية قتله وتمزيق جثته من قبل الشباب والشعب الليبى الثائر مسألة ساعات لاغير , ليشهد التاريخ زوال احد الطغاة لينضم لمزبلة التاريخ .

 

 

بارك الله فى ثورة الشباب والشعب الليبى , وايدهم بنصر من عنده , والخزى والعار والهوان للطغاة والمستبدين , وكما كان يقول الطاغية نردده له نحن اليوم ( عاشت الثورة والكفاح الثورى مستمر ) .

 

 

والله من وراء القصد

 

 

عاطف عبد المجيد محمد

عضو المنظمة الدولية لشبكة المعلومات والعمل لاولوية حق الغذاء – هايدلبرغ – المانيا

عضو الجمعية الدولية لعلوم البساتين – بروكسل – بلجيكا

الخرطوم بحرى – السودان

تلفون:00249912956441

بريد الكترونى:[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com