From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
المكتولة ما بتسمع الصايحة !!/الطيب مصطفى
By
Feb 21, 2011, 23:00

زفرات حرى

الطيب مصطفى [email protected]

المكتولة ما بتسمع الصايحة !!

وهكذا تستمر مسيرة الغفلة ومسلسل تعذيب الذات وفقع المرارة ويعلن عن دورة مدرسية جديدة أو سمِّها زيارة أخرى يقوم بها وزير التربية والتعليم إلى جوبا على رأس وفد رفيع!! أتعلمون لماذا يغادرنا ذلك الوفد الذي يتقدمه الوزير إلى عاصمة دولة الجنوب المستقلة التي انفصلت عن الشمال؟! إذن فاسمعوا واقرأوا: إن الوفد يريد أن يقف على الترتيبات النهائية لامتحانات الشهادة السودانية بالجنوب بالرغم من أن الجنوب ما عاد جزءاً من السودان!!

صديقي معتصم عبدالرحيم وكيل وزارة التربية تمخض ــ وهو يشرح مهمة الوفد الذي سيهدر المزيد من الجهد والمال من حُر عرق الشمال على غرار ما فعلت الوزارة أو قل الحكومة وهي تقيم المنشآت ومحطات الكهرباء والمياه والشوارع والمدارس والمسارح من أجل إقامة الدورة المدرسية في جنوب السودان بكلفة تجاوزت أربعين مليار جنيه.. تلك الدورة التي أعلن باقان عن إلغائها بمجرد أن تحقق من اكتمال إقامة البنيات الأساسية وعاد تلاميذ الشمال حفاة بدون أن ينتعلوا حتى خفي حُنين بعد أن تم التحرش بهم والتهكم منهم.. أقول إن د. معتصم تمخض فولد فأراً حين قال إن الوزارة «حريصة على سير الامتحانات دون عوائق تؤدي إلى عرقلة الامتحانات بكافة الولايات»!!

يا سبحان الله!!.. معتصم يقول ذلك كما لو كان الجنوب وولاياتُه جزءاً من السودان!!

أيام الدورة المدرسية كانت الحكومة تصرف من أموال الشمال بالرغم من أن الوحدة كانت حينها تلفظ أنفاسها الأخيرة لكن المهم أن الانفصال حتى تلك اللحظة لم يكن قد وقع وبالرغم من ذلك «شربنا المقلب» وأهدرنا أموالنا في مستنقع «الوحدة الجاذبة» أما اليوم فإن الانفصال وقع بالفعل وأصبح الجنوب دولة مستقلة فهل بربكم من غفلة أكبر من أن نعقد امتحانات الشهادة السودانية في جنوب السودان!! ونعرِّضها لذلك الخطر الداهم الذي لا يختلف عن الخطر بل الكارثة التي ألمّت بالدورة المدرسية التي لم يحاسَب من قرر إقامتها في جنوب السودان ومن تسبّب في تلك الخسائر الفادحة وذلك الإذلال الكبير الذي تعرضنا له وأبناؤنا!!

من يضمن بالله عليكم ألا تُسّرب الامتحانات أو تُكشف للتلاميذ أو تُنقل إلى الشمال أو تُباع قبل انعقاد الامتحان!! من يضمن ألاّ يحدث ذلك على سبيل الإضرار بالشمال وإرهاقه مادياً واقتصادياً على أساس أن ذلك سلوك أصيل لدى الحركة الشعبية في تعاملها مع السودان الشمالي؟!!

لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين لكن الغافلين يصرون على أن يُلدغوا مئات المرات ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون!!

ذات الشيء يحدث في مجال العملة التي لا يزال بعض الغافلين يتحدثون عن توحيدها وهم لا يدرون أن سوق المواسير الحقيقي هو جنوب السودان لكن ماذا نفعل غير أن نقول «المكتولة ما بتسمع الصايحة».

أقترح أن نقيم صلاة حاجة للأطفال تماماً كما فعلنا أيام صرعة «الوحدة الجاذبة» وذلك حتى يصلّوا ويدعوا من أجل عدم تسرب الامتحانات في جنوب السودان!!

بين بائعات العرقي والجمهورية الثانية!!

 

 تصريحان مهمان أدلى بهما قياديان من الحركة الشعبية أشرت إليهما من قبل ولا بأس من إيرادهما مجدداً اليوم بعد أن آن أوان السؤال عنهما.

هل تذكرون تصريح باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وعدو الشمال اللدود الذي يصدر عن حقد دفين ويتمنى أن يخسف الله الأرض بالشمال وأهله؟! أعني تصريح باقان الذي قال فيه: «ارتحنا من وسخ الخرطوم» قال ذلك بعد أن أُعلن عن إجماع الجنوبيين على الانفصال!!

في ذات الوقت هل تذكرون تصريح دينق ألور وزير خارجية السودان السابق الذي كان يكيد للشمال من داخل مكاتب الوزارة التي يُفترض أن مهمتها الأساسية تتمثل في تحسين صورة السودان في الخارج والدفاع عن حقوقه؟!.. أعنى تصريحه الذي بشّر به ستات العرقي والمريسة اللائي يقبعن في سجون الشمال بأنهن «سيحرَّرن» بمجرد أن يعلن عن الانفصال وذلك من خلال تبادل سجناء الدولتين بحيث يُنقل أولئك النسوة الجنوبيات «الأجانب» يُنقلن إلى وطنهنّ «الجنوب» فور إعلان نتيجة استفتاء تقرير المصير فقد قال ألور إنه بمجرد دخول هؤلاء النسوة أرض الجنوب سيُطلق سراحهنّ باعتبار أنهن لم يرتكبن ما يوقعهنّ تحت طائلة القانون في أرض دولة الجنوب التي يترنح السكارى في طرقاتها آناء الليل وأطراف النهار!!

سؤالي الأول للسيد/ دينق ألور: هل قمتم بنقل هؤلاء السجينات إلى موطنهنّ وحررتموهنّ من سجون الشمال؟!

سؤالي الثاني لباقان أموم: هل أصبحت الخرطوم أكثر اتساخاً وقذارة بعد مغادرة صانعات وبائعات العرقي والمريسة أم أكثر نظافة وهل ستزيد هؤلاء النسوة من نظافة جوبا التي هي بالقطع أكثر نظافة ـ حسب قولكم ـ من الخرطوم؟!

سؤالي الثالث للأستاذ علي عثمان محمد طه: سمعنا وقرأنا أن هناك هجرة معاكسة وعودة يومية بالمئات من الجنوبيين الفارين من جحيم الجنوب إلى الشمال فهل هؤلاء يمثلون إضافة لجمهورية السودان الثانية ومشروعها الحضاري؟.



© Copyright by sudaneseonline.com