From sudaneseonline.com

فيصل على سليمان الدابي/قطر
الحرب بين النظام والشعب الليبي!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي
By
Feb 21, 2011, 09:55

الحرب بين النظام والشعب الليبي!

 

 

حينما خرجت الجماهير في المظاهرات السلمية المطالبة بالخبز والحرية في تونس ومصر ، واجهتها قوات الأمن بالغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه ولم يتم اللجوء إلى استخدام الرصاص الحي إلا في في مراحل متأخرة بعد احتدام المواجهات وبلوغها مرحلة كسر العظم ، أما في ليبيا فقد استخدمت قوات الأمن الليبية الرصاص الحي ضد المتظاهرين منذ الوهلة الأولى للاحتجاجات وكأن النظام الليبي يقول للشعب الليبي وللعالم أجمع ليبيا ليست تونس أو مصر ونحن لا نلعب بالماء أو الدخان القليل الأذى وإنما نستعمل الرصاص الحي المزهق للأرواح، وعلى الرغم من سياسة التعتيم الإعلامي ومنع القنوات الأجنبية وعلى رأسها قناة الجزيرة من نقل أي صور أو معلومات من داخل ليبيا ، فإن استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين الليبيين قد أدى إلى وقوع مئات القتلى وآلاف الجرحى في بن غازي ودرنة وغيرها من المدن الليبية بحيث أن شهداء العنف الرسمي في ليبيا في خمسة أيام قد فاق شهداء الثورتين  التونسية والمصرية في أربعين يوماً!

إن الصور والمعلومات المتناثرة الصادرة من هنا وهناك تثبت ارتكاب مجازر جماعية في بنغازي ودرنة وعلى الرغم من ذلك فإن النظام الليبي قد كشر على أنيابه مجدداً وهدد باستخدام الجيش لسحق الشعب وهو أكبر خروج عن المألوف السياسي لأن مهمة الجيوش في كل أنحاء العالم هي حماية تراب الأوطان وليس قمع الشعوب ، وإذا كان النظام الليبي قد أقر بعد اندلاع المظاهرات الشعبية بأن الحريات سوف تطلق في ليبيا وأن كل القوانين المتخلفة ستزال أفلا يعني هذا الإقرار بأن ثورة الكتاب الأخضر كانت هراء وأن الدوافع الحقيقية التي فجرت الثورة الليبية هي دوافع شعبية عادلة كما يقول منظموها؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يسحب النظام الليبي قوات الأمن ويوقف نزيف الدم وتتم الدعوة إلى الحوار السلمي بدلاً من التهديد بسحق الشعب بقوات الجيش؟!

إن الصمت الغربي إزاء المجازر التي ترتكب في حق الشعب الليبي يكشف عن  النفاق السياسي الغربي ، فالغرب يراهن على نجاح النظام الليبي في قمع الثورة الشعبية الليبية ويخشى على مصالحه النفطية في ليبيا من ردود أفعال غير عادية من نظام متقلب غريب الأطوار، ولا يملك المرء إلا أن يرفع صوته ويقول للغرب إن دماء الليبيين أغلى من كل نفط العالم ، أما الصمت الرسمي العربي فهو الأدهى والأمر لأن صمت ذوي القربى أشد مضاضة على الشعب الليبي من الرصاص الحي ، وعلى الرغم من أن مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية قد استقال احتجاجاً على المجازر الجماعية التي ترتكب في حق الشعب الليبي وانضم للثورة الليبية إلا أن معظم الدول العربية ما زالت صامتة ولم تفتح فمها حتى بكلمة إدانة لجرائم الحرب الوحشية التي ترتكب في ليبيا ولهذا فمن المتوقع أن يعم الحرج السياسي العالم كله إذا تمكن الشعب الليبي من إسقاط النظام الذي لم يبق لقائده الأممي سوى أن يحمل خيمته ويهرب إلى خارج ليبيا في ظل تصاعد حدة الغضب الشعبي الكاسح ضد نظامه اللانظامي في ليبيا!

فيصل على سليمان الدابي/المحامي

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com