From sudaneseonline.com

بقلم : الطيب الزين/ السويد
الثورة القادمة ستكون لها نكهة خاصة !/الطيب الزين
By
Feb 20, 2011, 11:54

الثورة القادمة ستكون لها نكهة خاصة !

الأزمة الوطنية السياسية المستحكمة في السودان الآن دخلت مرحلة عنق الزجاجة في ظل إصرارنظام الانقاذ على الإمساك بمقاليد الحكم حتى لو أدى الأمر لفقدان أقاليم أخرى، بعد أن فقدنا الجنوب بسبب عدم إستجابته للشروط الضرورية والموضوعية لبقاء السودان موحداً، لذلك ظلت الأزمات تتوالد يوما بعد آخر، وهي بالنتيجة محصلة طبيعية لازمة الحكم، حكم الاقلية الفاسدة، التي خربت البلاد بعقليتها المتخلفة، حيث سوغت لها ان تعتقد أنها هي الاكثر كفاءة والأوفر حظاً لحكم  البلاد، لكن حصيلة السنوات الماضية أوضحت بجلاء إنها هي الأكثر إنكفاءاً والأوفر دماراً وخراباً، ولعل هذا العام سيكون عام الحصاد المرُ لهذا النظام الذي  ظل يرحل في أزماته عاما بعد آخر، لكن دون إحداث تحول حقيقي في عقليته، عقلية الحزب الواحد، او بالأصح عقلية الشرذمة المتحكمة في كل شيء، تماماً كما هو حال كل النظم التي انتهت الى مزبلة التاريخ. ولعل كل المؤشرات تشير الى أن مصير النظام قد شارف على نهايته المرُة، ولن يجديه في ذلك عقاقير قتل الضمير في ذاته، أو في غيره، من خلال شراء الذمم باموال الشعب، لكن كما هو معروف إن لكل ظالم نهاية وها هي نهايته قد اضحت قاب قوسين أو أدنى. ولن تخرجه مكابرته ورفضه للحقائق الماثلة التي تقول: أنه من أفشل التجارب التي مرت على البلاد خلال سنوات الإستقلال الخمسة والخمسين الماضية، إذ مارس كل صنوف العبث السياسي للحد الذي وضع السودان في قائمة الدول الفاشلة ، الدولة التي فشلت في معالجة ازماتها، سواء في وقت الحرب او السلم، الأمر الذي دفع جنوب البلاد دفعاً نحو الانفصال هذا بجانب ازمة دارفورالتي دخلت عامها الثامن ودون بارقة أمل في الافق، مضافاً اليها بؤس الاقاليم الاخرى، بل حتى العاصمة التي يرزح انسانها تحت وطأة البؤس والمعانأة اللذان يطحنان الملايين، بسبب سياسات الظلم والفساد  التي أدمنها هذا النظام حيث يصنف السودان من أكثر دول العالم فساداً في الأرض، إذ يحتل السودان بكل جدارة المرتبة الثانية في قائمة الفساد بعد الصومال ومع ذلك يكابر نافع علي نافع ورئيس نظامه  بقولهم أنهم في صف الشعب، لانهم في الماضي ركبوا اللواري والحمير!  ناسياً ومتناسياً ان نظامهم قد جمع كل عناصر الفشل، بدءاً من عدم الشرعية، وإنعدام المنهجية، والظلم والتمييز، والفساد، وإنتهاءاً بالمكابرة، وكل واحدة من هذه كفلية بتحرير شهادة الوفاة لاي دولة يقودها أناس هذه صفاتهم. اذن نصل من خلال هذا التشخيص الى ان لا فكاك للسودان وشعبه من الازمات التي ظلت تلاحقه سوى تغيير هذا النظام عبر ثورة من نهكة خاصة.

 وواهم من يعتقد من قادة الاحزاب التي هرول قادتها لقصر الشعب الذي تحتله طغمة الانقاذ الحاكمة بلا سند او شرعية من السماء او الارض لدعوة  تشكيل حكومة عريضة، وسيرة ومسيرة هذه الطغمة تؤكد بما لا يقبل الجدال انها زمرة غير راغبة في الاستجابة لمتطلبات التغيير اللازمة ومن بينها الإقلاع عن السياسات التي اشرنا اليها، وبناء دولة القانون والعدل والمؤسسات. لذلك يجب ان لا تنطلي على احد الدعوة المنافقة  التي يروج لها هذه الايام النظام، الذي ايقن حتمية نهايته، لذلك  يسعى  للهروب منها عبر الدعوة لحكومة عريضة، معروفة نتائجها سلفاً، كجسر للعبور وتجاوز عقبة عدم الشرعية التي لازمته كل سنوات حكمه لاسيما هذه الايام التي يشهد فيها العالم العربي المد الديمقراطي الثوري التحرري.

 لذلك على الاحزاب وقوى المعارضة عدم الانخداع بهذه الخديعة، لانها لو شاركت فيها تكون قد ساهمت في خداع نفسها، وشعبها، لان نظام الانقاذ قد اعد عدته لهذه الخديعة، لذا عليها أن لا تحلم أن نظام الانقاذ المهدد رئيسه بسيف محكمة الجنايات الدولية سوف يفرط في راكوبة الحكم التي يحتمي بها.

كما انها تكون قد شاركت في جريمة الانفصال والانتهاكات التي ارتكبها النظام طوال سنوات حكمه العجاف ضد الشعب لاسيما في دارفور، في وقت كل العالم العربي يقلي بالثورات على الانظمة المتخشبة ونظام الانقاذ ليس متخشباً فحسب بل هو مسوساً كذلك، لذلك البلاد في حاجة لثورة من نكهة خاصة، نهكة العصرالذي يقوده الشباب في اميركا، اوباما من جيل الشباب وفي روسيا ميدفيد، وفي بريطانيا ديفيد كاميرون، وفي تونس ومصر شباب الانترنيت والفيسبوك هم صناع الثورة وأمل شعبيهما، اذن الأمل معقود على الشباب وليس الكهول الذين ماتت ضمائرهم بفعل الملايين التي يدفعها لهم نظام الانقاذ من حصة الاطفال والارامل  والمشردين واللاجئيين والفقراء على امتداد الوطن، لذلك جاء يومكم ايها الشباب، يا أبناء حرائر السودان حثيما كنتم في الثانويات والجامعات والمعاهد والكليات، ومواقع العمل المختلفة في المؤسسة العسكرية او الخدمة المدنية، لتضعوا مصلحة الوطن والشعب نصب أعينكم وتحققوا ثورتكم، لتفاخروا بها الشباب الذين حرروا أوطانهم من الدكتاتورية والمظالم والفساد، انها مهمتكم لتحرروا بلادكم من طغمة الفاسدين، لأنكم نصف الحاضر وكل المستقبل، وتبنوا السودان الحديث، السودان المعاصر، سودان العدل والحرية والديمقراطية والسلام ، سودان الثورة التي لا خيار غيرها لبقاء السودان، ذلك الوطن الذي عرفناه وادمنا حبه.

الطيب الزين



© Copyright by sudaneseonline.com