From sudaneseonline.com

كلام عابر بقلم : عبدالله علقم
حدث في ماليزيا/عبدالله علقم
By
Feb 19, 2011, 07:01

(كلام عابر)

حدث في ماليزيا

سيدة سودانية مقيمة في المملكة العربية السعودية سافرت لظرف ما لماليزيا. في أول يوم لها في كوالا لمبور العاصمة تعرضت لسطو مسلح في الشارع أمام الفندق الذي تقيم فيه فقدت فيه حقيبة يدها التي كانت تحتوي على قروشها وجواز سفرها وتذكرة سفرها وفي نفس الحقيبة فقدت كذلك جواز سفر ابن أختها اليافع المرافق لها وتذكرة سفره. في مكتب الشرطة التي تعامل مسئولوه ببرود ولا مبالاة قبيحة  أصدروا لها شهادة بالحادث وطلبوا إليها أن تذهب لسفارة بلادها في كوالا لمبور ليستخرج لها جواز سفر بديل. في السفارة السودانية اكتفت بمقابلة أحد الموظفين لأن القنصل "مشغول" وقال لها إن السفارة ليس في مخزونها أي دفتر جواز سفر فاستخرجوا لها وثيقة سفر اضطرارية وقالوا لها لا بد من دفع رسوم الوثيقة رغم واقعة السطو المسلح وتقرير الشرطة الماليزية الذي يقول أنها فقدت كل ما كانت تملكه من مال . تبرعت زميلتها المرافقة ، وهي ليست سودانية، بدفع الرسوم  لأنها،أي السيدة السودانية، أصبحت "على الحديدة" بعد أن فقدت حقيبتها. وجهوها بعد ذلك للذهاب لإدارة الجوازات الماليزية، رجتهم أن يوصلوها بسيارة من سياراتهم المصطفة بجانب السفارة ، ولكن الموظف اعتذر  لعدم وجود سيارة "فاضية" في كل  السفارة. قامت مرافقتها مرة أخرى وبنفس الكرم بدفع أجرة السيارة من السفارة السودانية إلى إدارة الجوازات الماليزية. تصادف أن كان في إدارة الجوازات الماليزية في ذلك الوقت مواطن سعودي فقد جواز سفره هو الآخر وفقد معه مبالغ مالية. استخرجت السفارة السعودية جواز سفر مجاني لمواطنها وأوصلته بسيارتها للجوازات الماليزية، ليس ذلك فحسب، بل  بعثت معه مندوبا من السفارة ليقف بنفسه على الاجراءات.

توجهت السيدة السودانية بعد تكملة اجراءاتها في الجوازات الماليزية والتي استغرقت وقتا طويلا بسبب عدم وجود مندوب من السفارة السودانية،فللماليزيين روتينهم وتعقيداتهم، توجهت إلى السفارة السعودية ومرة ثالثة تكفلت رفيقتها الكريمة بدفع أجرة السيارة. في السفارة السعودية وجدت باب القنصل  مفتوحا كعادتهم.أحسن الرجل استقبالها  وأحاط الرجل بأبعاد المشكلة تماما وقام بلا تعقيد أو تردد باصدار تأشيرة دخول لها ولابن اختها للمملكة العربية السعودية ،مجانا،وعلى مسئوليته الشخصية لأن وثيقة السفر الاضطرارية التي أصدرتها لها السفارة السودانية تمكن حاملها من دخول السودان فقط  وليس أي بلد آخر. ثم، وبنفس شهامة أهل البادية، خصص لها سيارة من سيارات السفارة السعودية  لتوصلها إلى مكان سكنها. في مطار وصولها في السعودية سمحوا لها بالدخول بعد المراجعة اللازمة  لسجل إقامتها وإقامة زوجها وطلبوا إليها سرعة استخراج جواز جديد. وانتهت رحلة المعاناة.

والصورة شديدة الوضوح والسفارة السودانية في ماليزيا ليست حالة  استثنائية  والأمثلة  كثيرة.

وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا عزاء للمواطن.

(عبدالله علقم)

[email protected]



© Copyright by sudaneseonline.com