From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
زلزال مصر.. أول الغيث قطرة ؟!/الطيب مصطفى
By
Feb 18, 2011, 22:33

زفرات حرى

الطيب مصطفى

[email protected]

زلزال مصر.. أول الغيث قطرة ؟!

 

لا أحد كان يتوقع أن تدبّ العافية أو أن يبدأ التحوُّل في العلاقات السودانية المصرية بهذه السرعة ذلك أن المجلس العسكري الأعلى في مصر مطلوب منه معالجة قضايا داخلية ليس من بينها ملفات خارجية كالملف السوداني المصري لكن نحمد الله كثيراًً.. نحمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه أن تبدأ عودة الروح إلى جسد النظام المصري الذي كان حربًا على أمته وأمناً وسلاماً على إسرائيل وأعداء الأمة من جبابرة الأرض.

فقد ورد أن السلطات المصرية طلبت من حركات دارفور المتمردة الموجودة على الأراضي المصرية والتي كان يستضيفها نظام مبارك مغادرة أراضيها الأمر الذي جعل المتمرد خليل إبراهيم يبدي قلقه وانزعاجه حول مصير كوادره بمصر بعد التغيير الذي حدث في تلك البلاد.

لعل القراء يذكرون كيف كان مبارك يعوِّق محاولات حل أزمة دارفور وكان يتحالف مع السفاح الهالك قرنق ضد الحكومة السودانية ولكم كاد مبارك للسودان وقدّم سلاحاً تالفاً للقوات المسلحة السودانية مما رأيته بعيني بالرغم من أن الحكومة السودانية كانت تسدِّد قيمة تلك الأسلحة «على دائر المليم»، بل إن الحكومة المصرية كانت تضع العراقيل أمام الوساطة القطرية حول أزمة دارفور ولن ينسى الشعب السوداني مقولة حسام زكي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حيث أكد وعلى رؤوس الأشهاد أن مصر لا تسمح بتجاوزها في الشأن السوداني ومن يريد أن يتدخل في أمر السودان عليه أن يأتي عبر البوابة المصرية كما لو كان السودان حماراً في حظيرة مبارك الذي سخر من الرئيس السوداني حين رآه «يعرض» بين جماهيره فقال: «يرقص وشعبه جيعان».. فاللهم لا شماتة!!

لعل القرّاء يعلمون أن سبب توقف «الإنتباهة» لمدة ثلاثة أشهر أنها تحدثت عن الطواغيت العرب الجاثمين على صدور جماهيرهم ونحمد الله أنه بعد مصر وتونس فإننا نرى الحبل على الجرار ففي جمعة الأمس رأينا كيف زلزلت الأرض زلزالها في عدد من المدن ضد أحد أكبر فراعنة التاريخ البشري وستجتاح الثورة عاصمة تلك البلاد قريباً بإذن الله.

كما ذكرنا من قبل: إنه عام الخير لهذه الأمة الصابرة.. العام الذي يشهد بداية مرحلة جديدة أو سمِّها دورة جديدة من دورات التاريخ تستعيد الأمة فيها عافيتها وهل من عافية أكبر من أن يطول التغيير مصر أرض صلاح الدين الأيوبي وقطز وسيد قطب وأن تتحرك مسيرة التاريخ من جديد بعد أن أوقف زحفها الأقزام؟!

لكم تأثرت حين رأيت الشيخ القرضاوي يصلي بالملايين في ميدان التحرير في جمعة الأمس وعاد القرضاوي بعد أن رحل مبارك وقبلها عاد راشد الغنوشي إلى تونس بعد أن رحل طاغيتها فسبحان مغيِّر الأحوال وسيرحل قريباً كبير الطواغيت والفراعنة إن شاء الله.

يأتي هذا التغيير في مصر وتونس وغيرهما من البلاد التي تشهد ثورات الخير متزامناً مع انفصال جنوب السودان وليس صدفة أن يأتي الانفصال في عام الخير هذا ليحسم هُوية السودان الشمالي التي كان الجنوب يعطِّلها ويسعى إلى اقتلاعها وطمْسها، وهل كان ما حدث في تونس ومصر إلا صراعاً على هُوية هذين البلدين تماماً كما هو الحال في السودان الذي يشهد الآن عصر الجمهورية الثانية وفق مرجعية حضارية معلومة لا تختلف عن تلك التي تتشكل اليوم في مصر وتونس في أعقاب هزيمة نظامي مبارك وبن علي؟!

اللهم لك الحمد ملء السموات والأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.

أتلفت أبحث

 

 السر علي الهادي.. مجاهد قديم متجدِّد لم يُلقِ سلاحه حتى اليوم ولن يضعه إن شاء الله حتى يأتيه اليقين.. السر هذا يحب دائماً أن يعقد المقارنة بين المثال الذي لطالما عمل من أجله والواقع الأليم الذي يراه بعين الحسرة رغم أنه لا يزال عضواً في المؤتمر الوطني ينشد الإصلاح ويعمل من أجل عودة ذلك المثال:

 أتلفتُ أبحثُ عن المؤتمر الوطني في آخر أضابير انتخاباته فأجد التقارير الشاخصة للقاصي والداني والعابر والمتنصّت أنه يعاني من شروخ حادّة لدرجة الصرع للاقتراب من المعتمديات والمحليات بالسكر والخدمات والعلاقات البينية.. نفس مضابط آخر ليل إسحق أحمد فضل الله بتاريخ 12/2/2011م نسخة مكررة في كل ناحية.

 أتلفت أبحث عن الحركة الإسلامية فأجدها كلمات مبعثرة بين البيعة والواقع تجد في الرئيس بصيص أمل تشتّته الممارسة ويُرهقه البحث عن التعادل في الزمن الإضافي قبل صافرة النهاية، وبين هذا وذاك تغلي المدرجات العاطلة.. وتظهر صورة «أب عاج» في حكاياتنا مايو في شعاراتنا مايو وهي تنقض غزلها في مشاطات الونسة والاستثمار.

 أتلفت أبحث عن المنظمات الخيرية فأجدها في شبكة العلاقات والتسيير تتبع جحر منظمات الأمم المتحدة وشيء من سدر قليل، مساحيق للوجه بقشور البصلة وفجوات الصلة وبؤر المشروع الحضاري.

 أتلفت أبحث عن المشاريع الزراعية الحية.. فأجد العلف يتصدر قائمة «المسكيت» والقمح مثل «المس كول» والشتاء يعصف بأضلع الصحاري والضهاري والفقر يسكن أودية السدر والحراز ومن لا يمكن الوصول إليهم رغم تكرار الاتصال إلا بشبكة الجمع والحشد عند اللزوم.

 أتلفت أبحث عن الحكومة فأجدها مشغولة بالفتق والرتق والحياكة، مشغولة بالتجهيز للأعياد وحلويات وخبائز الأحزاب والحركات مقروءة مع مواد التلفت السابقة لأجد أن الحصيلة مراحل تسيير لا تغيير.

 أتلفت فأجد أني أحتاج لشدّ الفقرات والثغرات بعملية جراحية يُجريها البروفيسور الخليفة عمر بن عبد العزيز في مستوصف «إيد الروى» بضواحي بحري لتوفير المحاليل والطرق المنقذة للحياة بخريف العام السابق لحفير الناس والدواب.

 أتلفت أبحث عن منظومة للحلول المتكاملة، فأجدها متعددة الأغراض في شبكة المصالح المرسلة بديباجات التوصية والجاه والوجاهة وحتمية القبول، فأجد الحل يعاني الإعسار، فيساهم في تراكمات واحتقانات الانفراج.. ولم يتبقَّ إلا مسكِّنات الشعار والتصريحات التي تعمل على تأجيل النهضة والتغيير كلما ذهب الخوف لتعود لإدارة دولاب أحلامها.

 سيدي الرئيس النهضة وحلانه بالترطيب.

السر علي الهادي

 



© Copyright by sudaneseonline.com