From sudaneseonline.com

بقلم : الطيب الزين/ السويد
وجه الشبه بين الصادق المهدي والطيب مصطفى /الطيب الزين
By
Feb 18, 2011, 20:37

وجه الشبه بين الصادق المهدي والطيب مصطفى

في البدء لا بد من الاعتراف ان لا علم لي بوجود علاقة تجمع بين الصادق المهدي والطيب مصطفى سوى حرصهم على بقاء نظام الانقاذ ممسكاً بزمام السلطة ولكل منهما بالطبع  اجندته ومصالحه، الطيب مصطفى بحكم انه خال رئيس النظام، فهو ينطلق في كتاباته من منطلقات عنصرية بحتة لذلك يستخدم عبارات مقززة لا تصدر إلا عن امثاله من العنصريين والانتهازيين. اما الصادق المهدي، برغم أنه يتزعم حزب الامه المتوقع منه ان يطلع بدور جدير بحق الامة، إلا أنه يقوم بدور خطير في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد في ظاهره معارضة لكن في جوهره تأييد ومباركة ومساندة لنظام الانقاذ، ولعل المتابع لحديثه يلحظ هذا الامر، وحتى آخر حديث له في هذا الصدد، منشور في موقع تجمع كردفان للتنمية (كاد) يقول فيه ان استلهام نموذجي تونس ومصر يؤدي الى صوملة السودان. كلام غريب جداً..! كيف لشخص تقع عليه مسؤولية الشعب باعتباره آخر رئيس وزراء للسودان الديمقراطي يتحدث مثل هذا الحديث حتى لو افترضنا ان ذهاب الانقاذ يقود السودان للصوملة..؟

 من الذي خلق مناخ الصوملة في السودان..؟ أليس نظام الانقاذ الذي قسم الناس الى قبائل وعشائر واديان وطوائف ..؟ ام هو النظام الديمقراطي الذي كان يتبوأ رئاسة وزرائه الصادق المهدي..؟  وإذا كان الصادق المهدي حقاً تهمه مصلحة الشعب فلماذا فرط في الديمقراطية بممارساته التي اتسمت بالمماطلة والتسويف وكثرة الحديث وحب الظهور في الاعلام  دون الالتفات لهموم الشعب اليومية، وقضاياه المصيرية..؟ اين الصادق المهدي من المبادرة التاريخية التي دعا اليها السيد علي محمود حسنين التي تكللت بتكوين الجبهة الوطنية العريضة والتي طرحت برنامجاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فيه استجابة حقيقية للمظالم التي جعلت السودان في زمن الانقاذ التعيس هذا يمتلأ بالحركات المسلحة والتي يحذر منها الصادق المهدي هذه الايام..؟ هذه الحركات فرضتها الظروف والشروط غير المقبولة التي عاشها السودان خلال ماسمي بالاستقلال ولاسيما في العقديين الاخيريين، والذي تحول فيه الامر الى استغلال للاغلبية من قبل اقلية اثبتت الايام مهما اختلفت شعاراتها وواجاتها إلا ان موردها واحداً لذلك تاتي تحذيرات الصادق المتكررة في سياقها الطبيعي لجهة المصالح التي تجمع بينه ونظام الانقاذ . لذلك اتوجه بالسؤال الهام والملح ويتطلب الاجابة عليه من الصادق المهدي  أين أنت من نبض الشارع السوداني ..؟ اين انت من الاغلبية المنهوكة بالفقر والبطالة، التي تحاصرها الافاق المسدودة..؟ اين انت مما حل وسيحل بالسودان وشعبه اذا ما استمر نظام الانقاذ ممسكا بالسلطة لفترة عام او عامين اضافيين..؟

ان الديمقراطية التي تأتي بالصوملة هي افضل من الشمولية التي تأتي بالعنصرة والصلبطة والبلطجة  والمظلمة التي اصحبت واقعاً يعيشه الناس في كل مفردات حياتهم اليومية في السودان. ان كل يوم يمرعلى نظام في السلطة هو خسارة كبيرة للشعب والوطن لان فيه تسارع وتصاعد لمخاطر التقسيم والتشظي بعد تاكد خروج جنوب السودان من خارطة السودان القديم الذي ظلت تتحكم في قراره مجموعات بعينها للحد الذي اوصل الازمة الوطنية حداً لا ينفع معها التسكين والترقيع.

 ان الازمة السودانية الحالية لا حل لها سوى استلهام نموذجي ثورة تونس ومصر المجيدتين وحيا الله شعبهما. لذلك على الشعب السوداني ان اراد ان يتجاوز انفصال غرب السودان وشرقه هو القيام بالثورة  اليوم قبل الغد لأن كل الشعوب التي ثارت أو التي في طريقها للثورة مقارنة بظروف السودان فهي تعيش ظروف افضل مما يعيشه شعب السودان، لذلك الشعب مطالب بتحقيق ثورته ومن ثم بناء نظام فيدرالي حقيقي تشارك فيه اقاليم السودان المتبقية، في السلطة والثروة بنسب عادلة، وبناء المؤسسات الديمقراطية التي تضمن حقوق وحريات المواطنين بصرف النظر عن انتمائهم العرقي والديني واتخاذ الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اقرته الامم المتحدة اساساً للنظام الديمقراطي  المنشود، على انقاض نظام الانقاذ المرفوض، اما غير هذا فهو ضحك على العقول وتعميق للازمة الوطنية لذلك على الصادق المهدي وغيره من قادة الاحزاب المتهالكة ان يتخذوا موقفا مشرفاً تحتمه المصلحة الوطنية الصرفة وليس المصالح الخاصة كما يفعل  هو ومحمد عثمان المرغني هذه الايام.

انك  وغيرك بمواقفكم المتناقضة هذه تقترفون جرماً بحق الشعب والوطن وسوف لن يغفره لكم الشعب ابداً وتأكدوا ان الثورة قادمة وان رياح التغيير لن يوقفها نظام الانقاذ وكل المستفيدين منه، انها ارادة الشعب وحركة التاريخ فلتتشابك ايادي كل الوطنيين احزاباً ومنظمات وافراداً وجماعات من اجل تحقيق هذا الهدف السامي فهو السبيل الوحيد لبناء سودان حر وموحد ينعم فيه المواطنون كافة بالحرية والسعادة والرفاه.

الطيب الزين

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com