From sudaneseonline.com

مناظير بقلم: د. زهير السراج
أهلااااان .. يا دكتور ..!!/زهير السراج
By
Feb 18, 2011, 08:56

مناظير

زهير السراج

 

أهلااااان .. يا دكتور ..!!

 

* اتحدث اليوم بلغة بسيطة حتى يفهمها كل أحد داعيا النظام الحاكم فى السودان للتعامل مع مرحلة التغيير التى يشهدها العالم الثالث بموضوعية وحكمة وعقل بدلا عن دفن الرؤوس فى الرمال وتبرير ما حدث لمبارك وبن على بالخضوع  لسيطرة الغرب وعلمانية القوانين وعلاقة النظام المصرى باسرائيل، كما قال المستشار الرئاسى  الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل  بمنطقة رومي البكري بالولاية الشمالية قبل بضعة ايام، وهو بالطبع تبرير مضحك، ومحاولة لتطمين النفس ليس إلا، فالكل يعرف، حتى الانسان البسيط، ان ما حدث فى الدولتين ويحدث الان فى العديد من الدول، يعود الى فساد انظمة الحكم واحتكارها للسلطة والثروة وعزل الآخرين وانتفاء الحريات والمساواة والعدالة الاجتماعية ..!!

 

* من المفيد ألا يخدع قادة هذا النظام أنفسهم بمبررات واهية لا صلة لها البتة بالحقيقة، بل يجب ان يأخذوا الدرس من ما حدث فى تونس ومصر ويحاولوا بقدر الإمكان، مهما كان ذلك موجعا ، أن يجنحوا الى التغيير قبل ان يحدوا انفسهم مرغمين عليه، ان لم يكن ما هو أسوأ من ذلك، وهنالك الكثير الذى يمكن أن يفعلوه .. مما قلناه وتطرقنا اليه كثيرا فى أحاديثنا المكتوبة والمسموعة بدون أن يصغى إلينا أحد، ولكن لا بأس من إلاعادة مرة بل مرات ــ ( والتكرار يعلم ....) ــ خاصة ونحن مقبلون على مرحلة جديدة لم نشهد لها مثيلا فى تاريخنا الحديث وهى التى سيولد فيها سودان جغرافى سياسى اقتصادى اجتماعى جديد تماما بانفصال جنوبه الضخم بما له من أهمية إقتصادية واستراتيجية وبشرية لا يستهان بها.

 

* بالإضافة الى ذلك، وكما يعرف الجميع،  فان هنالك الكثير من المشاكل والقضايا المعلقة التى لم تحل بعد بين الطرفين ( الشمال والجنوب) ولا يعرف احد كيف ستحل وعماذا ستتمخض بينما لم يتبق من الفترة الانتقالية سوى خمسة أشهر لا تكفى لحل مشكلة واحدة فقط مثل ترسيم الحدود، دعك من جملة قضايا معقدة جدا.

 

* كل ذلك ــ ( ولادة السودان الجديد وحل المشاكل والقضايا المعلقة مع الجنوب) ــ  يتطلب الكثير من الجهد والتعاون والصبر، والأهم من ذلك الاستقرار الكامل سواء فى الشمال أو الجنوب ..!!

 

* وبكل صراحة ووضوح أقول إن الاستقرار المطلوب مستحيل فى ظل الظروف الحالية المعقدة والصعبة والسيئة فى كل المجالات بدءا بالسياسة وانتهاءا بحياة المواطن اليومية ..!!

 

* ولكى تتغير هذه الظروف الى الأفضل لا بد أولا ان تعترف الحكومة بكل جرأة بوجود مشاكل حقيقية تتطلب الحل، وان معظم هذه المشاكل ناجم من احتكارها المطلق للسلطة والثروة وعزل الاخرين وانتفاء الحريات والعدالة الاجتماعية الى آخر ما يعرفه الجميع ــ وعندما أقول إحتكار السلطة والثروة، فاننى لا ادعو لفتح باب المشاركة فى الحكومة للاحزاب والقوى السياسية الأخرى بالطريقة التى يسعى اليها البعض ، بل الى وجود مفاهيم و تشريعات وقوانين وآليات ووسائل جديدة ومقبولة من الجميع فى اتخاذ القرار ومراقبة التفيذ والمحاسبة، وهو ما يتطلب إجراء تغييرات كبيرة جدا تفتح الباب  لتأسيس نظام حكم ديمقراطى حقيقى يقود الى الاستقرار المنشود ..!!

 

* هذا هو المطلوب، أما دس الرؤوس فى الرمال والتبريرات الواهية والمضحكة فلن تنجى صاحبها من المأزق الذى يواجهه، وإلا كانت النعامة أفلح..!!

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com