| سيناريوهات قوي الاجماع الوطني وجيل الانترنيت من الشباب للاطاحة بنظام الانقاذ ؟
 
 ثروت قاسم
 
 [email protected]
 
 
 الشريف حسين الهندي :
 
 خلال السبعينيات , والشريف حسين الهندي يناطح دكتاتورية نميري من المنفي , بدأ الرجال المحيطين به يشعرون بالمسغبة , وقلة الدعم المالي ! خطب فيهم الشريف , ليرفع روحهم المعنوية , وختم مؤكدأ انهم مناضلين عندهم قضية وطنية ! ولا يسمحون لانفسهم بأن يدنسهم ذهب المعز ! ولن يسمح لنفسه بأن يوسخهم بالمال !
 
 شب احد المناضلين للشريف في حلقه , ولم يتركه يواصل , وقال مقاطعأ :
 
 عليك الله ياسيدنا الشريف وسخنا ؟
 
 في هذا السياق , ذكر السيد الامام أن من حظ بلاد السودان , واهل بلاد السودان أن :
 
 ( المعارضة عاقلة ومعتدلة ولا تتصرف برعونة )
 
 محذّراً من أن نظام الانقاذ , إذا لم يستجب لمطالب قوي الاجماع الوطني المشروعة فإنها :
 
 ( ستسلك طريقاً آخر ) !
 
 وبدورنا نقول للسيد الامام :
 
 عليك الله يا سيدنا الامام تصرف برعونة ! وما تخليك لا عاقل ولا معتدل ! واسلك طريقأ اخر ! والنشوف اخرتاه ؟
 
 البلطجة :
 
 الحلم الذي يبديه السيد الامام أمام صلف وعنجهية نظام الانقاذ , وعزيمة السيد الامام لحجز قوي المعارضة من التصرف برعونة في مقابل الاستبداد الانقاذي , يمكن ان نعزيه , في بعض جزئياته علي الاقل , الي عامل البلطجة !
 
 عامل البلطجة يختزل الاجراءات الاستباقية التي اتخذها نظام الانقاذ للتحوط ضد قيام اي اضرابات او اعتصامات يقوم بها جيل الانترنيت من الشباب ضد نظام الانقاذ !
 
 نذكر من هذه الاجراءات الاستباقية الشيطانية ما يلي :
 
 أولا :
 
 بدأ نظام الانقاذ في اعادة تكوين فرق البلطجية الحاملة السلاح , والتي يمكن ان ترتدي البسة مدنية أو عسكرية , حسب الحاجة ! ومهمة فرق البلطجية الحاملة للسلاح تنحصر في القمع الاستباقي للمظاهرات الشبابية الاحتجاجية !
 
 فرق البلطجية تتكون من الاتي :
 
 + قوات الدفاع الشعبي ... التي تم تجنيد 120 الف عنصر منها هذا الشهر ! والبقية تاتي تباعأ !
 
 + أمانة الشباب في المؤتمر الوطني الحاملة للسلاح ... وتحتوي علي مليشيات الدبابين !
 
 + الاتحاد العام للطلاب الحامل للسلاح ... داخل الجامعات !
 
 + الشرطة المجتمعية الحاملة للسلاح ... في المحليات والفرقان ! بالاضافة للسلاح المدفون !
 
 ثانيأ :
 
 بعد 9 يناير 2011 , بدأ الرئيس البشير وقادة الانقاذ يرفعون راية الشريعة , كمرجعية دينية حصرية للانقاذ !
 
 يريد الرئيس البشير ان يقول ان الذي مع الانقاذ فهو مع الاسلام ! والذي ضد الانقاذ فهو ضد الاسلام ! الانقاذ والمؤتمر الوطني والدين الاسلامي اصبحت كلمات مختلفة لنفس الشئ !
 
 أذن جيل الانترنيت من الشباب الذي يفكر في التظاهر السلمي ضد الانقاذ ! أنما يتظاهر ضد الدين الاسلامي , وضد الله ورسوله ! وبالتالي من اوجب واجبات كل مسلم قمع , بل قتل , كل من يتظاهر ضد الله ورسوله !
 
 ثالثأ :
 
 بدأ برنامج ساحات الفداء في جريدة الانتباهة , قبل أن يتحول للتلفزيون القومي ! ساحات الفداء كانت ترمز الي الجهاد في ساحات الجنوب , وضد الجنوبيين الكفرة ! الان ساحات الفداء ترمز الي اماكن تجمع الشباب للمظاهرات , وضد الشباب والشابات الكفرة الفجرة الذين يتظاهرون ضد الانقاذ ( أي ضد الاسلام اي ضد الله ورسوله ) !
 
 ساحات الفداء = محاكم تفتيش الانقاذ !
 
 رابعأ :
 
 دشن الرئيس البشير زيارات ميدانية لولايات دولة شمال السودان , بدأها بالقضارف , واخر زيارة كانت للدبة في المديرية الشمالية ! حشد المؤتمر الوطني الجماهير الكثيفة لهذه اللقاءات , بشتي المغريات , من ترحيلات مجانية , وساندوتشات وكوكا كولات "ساقطة" ! وتم عرض هذه اللقاءات في التلفزيون والراديو , وجرائد المؤتمر الوطني , بشكل مكثف !
 
 الغرض من هذه اللقاءات التعبئة الجماهيرية ضد اعداء الانقاذ , اي ضد اعداء الله ورسوله !
 
 خامسأ :
 
 يقوم نظام الانقاذ برصد مواقع الفيس بوك والتويتر والانترنيت , المعادية للانقاذ , بغرض تخذيلها , والشوشرة عليها , والقبض علي , وتعذيب مشغيليها !
 
 سادسأ :
 
 القبض علي كل شاب او شابة يشتيه , مجرد اشتباه , في تفكيره في المشاركة في تجمعات شبابية احتجاجية , وتعذيبهم في اقبية جهاز المخابرات !
 
 سابعأ :
 
 العودة الي انقاذ اوائل التسعينيات بكل ما يعني ذلك من معاني ومفاهيم شيطانية من بيوت اشباح , واختطافات , وتعذيب , وقتل , خصوصأ للشباب والطلاب ! كما حدث في جامعة سنار وجامعة زالنجي مؤخرأ ! وكما يحدث لمجموعة الشباب المقبوض عليهم , والجاري تعذيبهم , حاليأ , في اقبية جهاز الامن والاستخبارات !
 
 
 هل ياتري عامل البلطجة يفسر حلم السيد الامام ؟
 
 الرئيس اوباما
 
 في يوم الجمعة 14 يناير 2011 , هرب الرئيس زين الهاربين بن علي الي جدة ! في يوم السبت 15 يناير 2011 , عقد الرئيس اوباما اجتماعا استثنائيأ لمجلس الامن الوطني الامريكي , ولكبار مستشاريه ! طرح الرئيس اوباما موضوعأ واحدا , لا ثاني له , علي طاولة الاجتماع !
 
 ماهو احتمال ان يحدث الشئ نفسه للرئيس مبارك ؟ وبالايجاب , ماهي الاستراتيجية التي يجب علي ادارة اوباما أتباعها , من اليوم ( 15 يناير 2011) ؟
 
 أجمع كل المتحدثين أن الموقف في مصر مختلف جدا عنه في تونس ! وان الشعب المصري خنوع , ولا قبل له بالتضحية , وكسر حاجز الخوف ! واكد مدير وكالة الاستخبارات الامريكية للاجتماع بانه , وفي أسوأ السيناريوهات الكارثية , فان فرضية سقوط الرئيس مبارك لا تتجاوز حاجز ال 20% !
 
 طلب الاجتماع من الرئيس اوباما ان يرقد قفا , وينوم علي العسل !
 
 ولكن الرئيس اوباما لم ينم علي العسل ! تلفن الرئيس اوباما للرئيس مبارك , وللملك عبدالله , في الاردن وفي المغرب ! كما تلفن الي الطيب اوردوغان في تركيا !
 أكد الجميع , وبدون أستثناْء , للرئيس اوباما ان الرئيس مبارك في مأمن . ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون !
 
 بعدها ... بدأ الرئيس اوباما نومه علي العسل !
 
 حتي يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 ! عندما هبت العجاجة في مصر ... العجاجة التي كان الرئيس اوباما يحاول التحوط من هببانها يوم السبت 15 يناير 2011 , ولكن لم يستمع أليه أحد من مستشاريه !
 
 شعر كبار مستشاري اوباما بالخجل والاحراج امام اوباما ! ولكن رب ضارة نافعة ! فقد اصبح كبار مستشاري اوباما , واعضاء مجلس الامن الوطني الامريكي ينظرون الي اوباما بكثير من الفخر , والاعجاب , والتقدير , والاحترام !
 
 هل عرفت احد الاسباب التي تشرح انتخاب الشعب الامريكي لشاب اسود ليقودهم !
 
 وهل امنت ان امريكا بلاد الفرص ... وأنك يمكن أنت تصل وتعبر , اذا كنت تملك المؤهلات والخبرة اللازمتين ! بغض النظر عن اللون , والجنس , والدين , والعنصر !
 
 Yes, we can !
 
 غفلة ادارة اوباما :
 
 أتهمت مجلة نيوزويك ادارة اوباما بالغفلة لانها لم تحتسب لثورة 25 يناير ! ولذلك جاءت ردة فعل اوباما متقلبة , وغير مدروسة مسبقأ ! أذ بدأ اوباما بدعم ثورة 25 يناير , وطلب من الرئيس مبارك ان يرحل , حسب رغبة الراي العام المصري , ممثلا في ثورة 25 يناير ! ثم دخلت اسرائيل علي الخط , وكذلك بعض الدول الخليجية ! الذين طلبوا من اوباما عدم الضغط علي الرئيس مبارك , ولوحوا في وجه اوباما بفزاعة الاخوان المسلمين ! فكان ان غير اوباما موقفه 180 درجة , وطالب بان يستمر الرئيس مبارك , في السلطة , حتي سبتمبر2011 , عندما تنتهي دورة رئاسته الحالية !
 
 ولكن العجاجة الشبابية كنست الرئيس مبارك , ونائبه اللواء عمر سليمان الي مزبلة التاريخ و في يوم الجمعة 4 فبراير 2011 !
 
 وحل محل مبارك المجلس العسكري الاعلي !
 
 هل تمخضت ثورة 25 يناير الشعبية فولدت انقلابأ عسكريأ , اتي بالعسكر للسلطة في مكان نظام مبارك المدني ؟
 
 الاجابة علي هذا السؤال في مقالة قادمة !
 
 ولكن دعنا نركز في هذه المقالة علي حتمية ان تستفيد قوي الاجماع الوطني من اخطاء ادارة اوباما , في عدم التحسب لثورة 25 يناير ! والاستعداد الاستباقي لثورة النيم بأعداد عدة سيناريوهات للتعامل مع قوات الامن الذئبية , حسب المعطيات المتوقعة , وردات الفعل الانقاذية ؟
 فالعاقل من أتعظ باخطاء غيره !
 السيناريوهات المختلفة للاطاحة بنظام الانقاذ ؟
 تفعل قوي الاجماع الوطني وجيل الانترنيت من الشباب خيرأ , بالاتعاظ بأخطاء أدارة اوباما ! وتدرس , من الان , السيناريوهات المختلفة للاطاحة بنظام الانقاذ ! مستصحبة معها الاتي :
 
 أولا :
 
 سوف تركز ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) , خلال الفترة الانتقالية المنتهية في يوم السبت 9 يوليو 2011 , علي انفصال الجنوب , دستوريأ , في سلاسة وهدؤ , وعلي حلحلة المشاكل العالقة , وبالاخص مشكلة اقليم ابيي ! وبالتالي سوف لن تقدم ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) أي دعم لقوي الاجماع الوطني , للاطاحة بنظام الانقاذ , خلال الفترة الانتقالية !
 
 عليه يجب علي قوي الاجماع الوطني , خلال الفترة الانتقالية المنتهية في يوم السبت 9 يوليو 2011 , عدم الاعتماد علي اي دعم يمكن ان تقدمه ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) للاطاحة بنظام الانقاذ !
 ويبقي السؤال :
 هل تجمد قوي الاجماع الوطني سيناريوهات الاطاحة بنظام الانقاذ لما بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ؟ أم تمضي قدما في خططها , دون ان تاخذ في الاعتبار اي دعم من ادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) , كما وضحت تجربتي تونس ومصر , عدم فاعلية هكذا دعم ؟
 
 ثانيأ :
 
 رغبة الشعب في التغيير , وإدراك الجماهير الي ضرورة التخلص من نظام الانقاذ , لم تتشكلا بين ليلة وضحاها ! لكن ذلك كان ثمرة نفخ نظام الانقاذ في بالون الظلم والاستبداد طيلة عقدين من الزمان! صار البالون جاهزا للانفجار , بكل ما يحمله بداخله , من غبائن ومظالم , وابادات جماعية , وجرائم ضد الانسانية , وجرائم حرب , وضائقات معيشية , وعطالة , وشعور دفين بالظلم , ورفض للاستبداد !
 
 يحتاج البالون الي دبوس لكي يفجره ! بكل ما يحمله بداخله من غبائن وضغائن !
 ولكن تبرز اهمية تحديد النقطة الحرجة , والتوقيت المناسب , التي يتم فيها غرز الدبوسة في البالون !
 
 قد نصل الي هذه النقطة الحرجة عفويأ , ودون سابق تخطيط ! كما حدث في تونس وفي مصر ! ولكن من المفيد ان ناخذ في الاعتبار , من الان , العوامل التي تسهل , وتسرع , في عملية أستواء الطبخة , وفي جاهزية الشعب السوداني للقيام بثورة النيم !
 
 وهذه العوامل تشمل , ضمن عوامل اخري, الاتي :
 
 + اشتداد الضائقة المعيشية , خصوصأ بعد ان يفقد نظام الانقاذ بترول الجنوب في يوم السبت 9 يوليو 2011 ! ولن يستطيع نظام الانقاذ , بعدها , توفير ملياري دولار في السنة لشراء الجازولين , ومليار ونصف المليار في السنة لشراء القمح !
 
 + تازم مشكلة دارفور , خصوصأ ولا يزال 3 مليون نازح ولاجئ يعيشون كالسوائم في معسكرات الذل والهوان ! ومئات يستشهدون كل يوم بقنابل الانقاذ الحارقة !
 
 + تأزم الوضع في جنوب كردفان , وجنوب النيل الازرق , حيث الوضع ينذر بشرر كانه جمالات صفر ؟
 
 + عنجهية وازدراء وتغييب المؤتمر الوطني لكل محاولات قوي الاجماع الوطني في الوصول الي كلمة سواء حسب الاجندة الوطنية !
 
 ثالثأ :
 
 دراسة المفاضلة بين :
 
 + خيار اشراك حركات دارفور الحاملة للسلاح , وقوات الحركة الشعبية الحاملة للسلاح في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان في انتفاضة محمية !
 
 + أو خيار ان تكون الانتفاضة سلمية 100% كما كانت حالتي تونس ومصر ! الامر الذي دعي اوباما لان يركز علي كلمة ( سلمية ) في خطابه الاخير !
 
 رابعأ :
 
 يمكن لجيل الانترنيت من الشباب أن يكون في مقدمة الصفوف , بالتنسيق مع قوي الاجماع الوطني , والجبهة الوطنية العريضة !
 
 خامسأ :
 
 اقناع جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي بادانة محاولات مولانا الميرغني للانبراشة امام افاعي الانقاذ الوطني , مقابل حفنة جنيهات , لن يستطيع مولانا الميرغني حملها معه , عندما يلبس الثوب الذي لا جيوب له ؟ كثير من المراقبين يعتبرون مولانا الميرغني اكبر معوق لانتفاضة الشعب السوداني البطل !
 
 الخلاصة :
 
 حان الوقت لكي تدرس قوي الاجماع الوطني مبادرات وسيناريوهات الاطاحة بنظام الانقاذ , بدلا من التعامل بردود الافعال !
 
 وأهمية تحديد النقطة الحرجة التي يكون فيها السيل قد بلغ الزبي !
 
 تحديد النقطة الحرجة التي يمسك الشعب فيها بالدبوسة , لكي يغرزها في بالون نظام الانقاذ المنتفخ !
 
 وأهمية تحييد انفناسات مولانا الميرغني !
 
 أذا جاء نصر الله والفتح !
   |