From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
السود في ليبيا ما بين المطرقة والسندان \ مالك معاذ سليمان \ اريزونا
By
Apr 18, 2011, 23:57

السود في ليبيا

ما بين المطرقة والسندان

عندما اراد ثوار ليبيا الحياة, قرروا من تلقاء انفسهم ان يكسروا القيد الجاثم على رقابهم نيف واربعون سنة , تحدوهم الرغبة العارمة والتحدي العنيف لنيل الحرية والتمتع برؤية الصبح

الذي لابد ان ينجلي. فانبثقت اولى شرارات المقاومة والرفض في مدينة بنغازي وما تلاها من المدن الليبية, فتعاطف كل محبي الحرية والديمقراطية في العالم مع الثوار الليبيين وهم يطالبون

بحقوق طبيعية يرون انها قد انتزعت منهم عنوة من قبل النظام الحاكم. وكرد فعل متوقع, حشد القذافي كل ما يملك من وسائل دفاع بشري ومادي لصد هجمات الثوار . وكان من ضمن هذه

الوسائل التي استعان بها القذافي فئة قليلة من ابناء افريقيا السوداء, ارتضوا طواعية أن يبيعوا انفسهم كمرتزقة لحماية النظام. مما كان له اسوأ الأثر على الغالبية العظمى من أبناء افريقيا المقيمين

في ليبيا ممثلا في ما شاهدناه من قتل و تعذيب وملاحقات ومصادرة ممنلكات كل عنصر افريقي اسود من قبل الثوار الذين لم يضعوا اعتبارا حتى لأولئك الذين افنوا زهرة شبابهم في ليبيا

مساهمين في اعمارها وبنائها ومتخذين من ليبيا موطنا بديلا لهم بعد ان انجبوا فيها اطفالا يعتبرون بحكم القانون مواطنون ليبيون, فكان ذنبهم الوحيد انهم سود البشرة, فذبحوا كما تذبح الشاة

وشردوا واهينوا نتيجة لذلك. فيا ثوار ليبيا اتقوا دعوة المظلوم لأنه ليس بينها وبين الله حجاب. والمظلوم هنا مواطن افريقي برئ تغرب عن اهله ودياره من اجل توفير لقمة عيش كريمة او

رسم بسمة على شفاه اطفاله واهله الذين ينتظرون عودته ظافرا غانما وليس محمولا على آلة حدباء او مقهورا صفر اليدين. وكأني بكم تنهون عن خلق (الظلم) وتأتون بأبشع منه بما ترتكبونه

من جرم واضح في حق السود في بلدكم. فيا طلاب العدل والحرية في ليبيا طبقوا العدل على غيركم من البشر قبل أن تطالبوا به احدا وانأوا بأنفسكم عن الظلم لأن الظلم ظلمات. وراعوا حقوق

جيرانكم الافارقة واحفظوها, لأنهم سيكونون الجبل الوحيد الذي ستأوون اليه ليعصمكم من الطوفان الذي لاحت بوادره في عالمنا الذي تغيرت فيه الموازين وانقلبت فيه الامور راسا على

عقب بين عشية وضحاها. وحينها لا سمح الله لن تجدوا حضنا دافئا أو ملاذا آمنا تلجأون اليه غير ديار هذا الاسود الذي تسومونه سوء العذاب وترهبونه ايما ارهاب, غير مبالين فيه ذمة ولا

رأفة رغم براءته مما يجري براءة الذئب من دم ابن يعقوب, حيث لا ناقة له فيما يدور ولا (ارنب). فارحموه ما دام في ارضكم يرحمكم من في السماء.

مالك معاذ سليمان \ اريزونا

 



© Copyright by sudaneseonline.com