From sudaneseonline.com

بقلم :شوقى بدرى
محن سودانية ..75 ..الترماج بقا يمشى القماير /شوقي بدري
By
Apr 18, 2011, 10:47

محن سودانية ..75 ..الترماج بقا يمشى القماير 


الاستاذ محمد الامين نافع . اصر على ان يدخل فيما لا يعلم، أو يعرف.ونشر موضوعاً و تكلم عن دجاجة الخلاء و دجاجة البيت ، على محمود حسنين. و تكلم عن ان الاستاذ علي محمود حسنين ( قد فاز بقصب السبق السياسي و القانوني و الاعلامي فوزاً عظيماً , و حسنين مدعوماً و مدججاً بحجه و اسانيده القانونية و المنطقية و بادر الى التسجيل فأصبح في السيف سايد و ترك شوقي و جماعة قريعتي راحت في الصقيعة و الصقيع بلا مأوى و لا غطاء قانوني يقيهم برد لندن القارص أو ينير لهم الطريق في ضبابها الكثيف ) .

اوربا التى اتاها على محمود حسنين اخيراً عرفناها نحن بما يقارب الخمسه عقود من الزمان . وعرفناها شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً . وناطحنا حكامها وبوليسها وقضاتها . وسجلنا فيها شركات وخلفنا فيها الابناء والاحفاد . اوربا هى حارتنا وسكنا ومراتع شبابنا . ونتحدث لغات اهلها ، ونعرف كيف تتنفس .

وكتب الاستاذ محمد الامين (ظل الاستاذ شوقي يعترف دائما بأنه لا يعرف السياسة ), هذه محنة سودانية . الاستاذ راكب الترماج عشان يمشي القماير , الاستاذ محمد الامين راكب غلط . الترماج ما بمشي القماير . متى اعترفت انا شوقي بدري أنني لا أعرف السياسة .

1 ) انا شوقي ابراهيم بدري اول من كتب رواية سياسية في السودان تحت اسم الحنق .
و لقد كتبتها و انا في الثامن عشر من عمري و نشرت و انا في العشرين . و أعيد نشرها عدة مرات . ماذا كتب علي محمود حسنين في ذلك الوقت ؟ . عقد نفقة مثلاً ؟!. 

لقد درست علوم سياسية في تشسلوفاكيا . و لقد ناطحنا البروفيسرات في شرق اوربا، و انتقدنا النظام السياسي . و النظام الشيوعي المطبق . و قلنا اننا نرحب بالاشتراكية و لكنا نرفض الشمولية بأنواعها . كما كتبت , فلقد رفضت اقحام دور الاتحاد السوفيتي العظيم في القانون الدولي في كل مناسبة , و قلت ان الاتحاد السوفيتي لا يزيد عن كونه دولة من مائة و خمسين دولة , و أن الاتحاد السوفيتي قد تكون من قبل 75 سنة . القانون الدولي هو نتاج ممارسات و تقاليد و اتفاقيات لها الاف السنين . و وقفت في مؤتمر طلابي و طالبت بإدانة الاحتلال السوفيتي لجمهورية تشسلوفاكيا، والدبابات الروسية كانت لا تزال في الشارع . و هرب البعض من قاعة الاجتماع .
ولقد كنت فى لجنة عشره ، فى مدينه الطلاب الجامعيه استراهلوف فى براغ التى تضم سته الف ساكن . وناضلنا ودخلنا فى مشاكل مع الطلبه الشيك لتصرفات عنصريه . وكنت فى رأس المجموعه التى سيرت اول مظاهره فى تشسلوفاكيا منذ الحرب العالميه . وكنت على رأس الطلاب الاجانب اللذين اعتصموا فى مكتب عميد كليه العلوم السياسيه الرفيق المرهوب سفيراك وعندما شخط فينا قلت له ليس من اللائق ان تشخط فينا لان عندنا قضيه ونحن طلبتك وبعض هؤلاء قد يصيرون زعماء فى بلادهم .فتراجع وطلب تكوين لجنه . ولقد قال لى الاستاذ احمد اسماعيل النضيف متعه الله بالصحه ، يعنى انت الوحيد من كل الناس الرديت على العميد ، ليه ما اتكلموا الثانيين . وعن هذه الاحداث يمكن ان يسأل من درس فى تشسلوفاكيا . 
لقد اعتقلت , ثم طردت من تشسلوفاكيا . بتهمة معاداة الدولة الاشتراكية , و الانتماء الى منظمة المخابرات الأمريكية و كان وقتها السفير هو مصطفى مدني ابشر , الذي صار وزيراً للخارجية . و كان السكرتير هو الاخ الشاعر محمد المكي متعه الله بالصحة . انا لم أعتقل بتهمة السرقة و التحرش الجنسي , و أنما اعتقلت و طردت بسبب السياسة . نحن نشأنا في امدرمان , و فطمنا على السياسة . طيلة حياتنا نتعاطى مع السياسة. الوالد ابراهيم بدرى كان سياسياً ، وهو من مؤسسى الحزب الجمهورى الاشتراكى وفى منزلنا كنا نشاهد الناظر ابو سن والدرديرى نقد وبوس ديو وجوشوا ملوال وكسموس ربابا والاستاذ محمد خير البدوى والمحامى مالك ابراهيم مالك والمحامى احمد جمعه والامير نقد الله والسيد اسماعيل الازهرى والاستاذ مبارك زروق ومحمد الخليفه شريف وحسن عوض الله والتقلاوى وسرور رملى ويوسف العجب واستانسلاوس عبد الله بساما وسرسيو ايرو والمحامى مالك ابراهيم مالك وزين العابدين صالح والاستاذ محمود محمد طه والاستاذ بشير محمد سعيد وعشرات السياسيين . وكان الوالد يعلمنا احترام الآخرين والابتعاد عن العنصريه والشوفينيه . وعندما رفضت احدى الزائرات ان نأكل نحن ابناء المفتش مع الخدم جون وموسى والسائق محمد ، نادانا ابراهيم بدرى فى المساء وقال لنا ان اللذين يعملون هم الشرفاء فى المجتمع . وان الخادم والسائق هم من الشرفاء لانهم يكسبون عملهم من عمل جبينهم . 
كنا نناقش الكتاب و الصحفيين و البروفسيرات في شرق اوربا بلغتهم . و ناقشنا اهل اسكندنيفيا في الجامعات و كل المجموعات السياسية المتواجدة من بروفوكس , و فوضويين , و نازيين جدد , و فاشيين , و ماويين و تروتسكيين و وجودويين, و فابييين ,و اشتراكيين ديموقراطيين . و لقد استضفت في السويد في برامج , اشترك فيها حتى بروفسيرات في النقاش . و لا ازال احتفظ في منزلي بألاف الكتب أغلبها سياسي . و لكن نعرف ان السياسة لها وجه قذر . و كثيراً ما يتعاطاها أهل اللؤم و الانانية . وكنت اقول اننى لا احب ولا اصلح للعمل السياسى لاننى ملم بالسياسه . دراسه وممارسه. ولهذا ابتعد عن مزالقها ، خاصه بعد تخطى مرحلة الشباب . لان من تعدى الستين لا يصلح احتلال مناصب سياسيه .
وانا فى السنه الاولى فى الجامعه فى براغ انتخبت باكبر اصوات وصرت عضواً فى سكرتاريه الاتحاد . بدعم الشيوعيين .الا اننى رفضت ان انضم للحزب الشيوعى . وكنت اقول وقتها ان النظام المطبق فى شرق اوربا نظام سيئ . وسينهار عاجلاً او آجلاً . لان من يظنون انهم قد بنوا النعيم لا يمكن ان يبنوا اسواراً حول النعيم ويمنعوا الآخرين من السفر والتنقل . وان الشيوعيين اذا حسبوا نفسهم على حق فلماذا يمنعون الآخرين من التعبير عن رأيهم ولماذا يمنعون المعارضه . ولقد حاربنى الشيوعيون . وكان منهم شقيقى الشيوعى المميز الشنقيطى بدرى ، وآخرين اكن لهم كل الحب والموده ولقد اثر بعضهم فى حياتى وافكارى . احدهم الدكتور محمد محجوب عثمان رحمة الله عليه . والى الآن اكن انا كل الاحترام للشيوعيين السودانيين ، وان كنت اختلف معهم . 

2 ) التسجيل الذي قام به علي محمود حسنين , للجبهة العريضة , يمكن ان يبله و يشرب مويته . لقد اثار سخرية و ضحك المحامين البريطانيين . مجموعتنا الجبهة العريضة جبهة التسيير موجودة و ستكون موجودة , و تدير فى هذه اللحظه مؤتمرها . و ما قام به علي محمود حسنين هو كركبة قيراونات أو فرفرة مذبوح . و هو لا يمكن ان يمنعنا من استعمال هذا الاسم . و لكنه قد كشف نفسه , و شنق نفسه سياسياً . و حتى من تبعه قد بداؤ بالاحتجاج , بأنهم صاروا اتباع علي محمود حسنين . هنالك فرق بين تسجيل اسم تجاري ، و منظمة سياسية او خيرية او اجتماعية . و حتى اذا أراد ان يسجل الجبهة الوطنية كأسم تجاري كما طالب و عمل الاستاذ علي محمود , فيكفي اضافة لجنة التسيير الى اسم الجبهة العريضة . بالمناسبة اسم المؤتمر الوطني , هذا الاسم مسجل لحزب سوداني كان على رأسه مولانا عبد المجيد امام عبد الله رحمة الله عليه . و هذا الأسم مسجل , و لكن هذا لم يمنع الانقاذ من استخدام الأسم . والجبهه العريضه لجنه التسيير مقرها ليس انجلترا . واللذين اتوا للمشاركه فى المؤتمر اتوا من السودان . فالمعركه هى السودان ، وليست لندن .

3 ) ما قلته انا انني لا آخذ التعامل بالسياسة من منطلق ان احصل على مركز او المع نفسي , لأن جيلنا قد تعدى مرحلة المناصب و العمل السياسي . و لقد رفضت منصب نائب الرئيس لأن الدور للشباب و خاصة النساء . و لكن من اصر على ترشيحي كان يقول لي أن علي محمود انسان دكتاتوري بطبعه , و أن وجودي قد يحد من روحه المحبة للسيطرة . فليعلم الاستاذ محمد الامين انهم راكبين غلط . 

4 ) والآن ينعقد مؤتمر الجبهة الوطنية لجنة التسيير . و ستعطى فرصة للشباب فقط , و خاصة ابناء الهامش . فلا وجود لسيطرة من يحسبون انفسهم من المتنورين و النخبة . و هذه الجبهة تقودها سيدة كأمين عام , و هي الاستاذة زينب كباشي . و الرئيس هو الدكتور الاخصائي أحمد عباس ابوشام . و نائب الرئيس هو الأبن ابراهيم احمد ابراهيم . و هو من مناضلي دارفور . و لقد تمكنت الانقاذ من اعتقاله و طرده من الامارات العربية , و هو الان مهدد من الانتربول العربي . 

نحن نعرف السياسة النظيفة . سياسة ان تضحي لبلدك , و ان تبذل كل غالي و نفيس بسببها . و لا نقبل سياسة تلميع الذات و انتظار الغنائم . و نرفض سياسة الحيران و السادة , و آكلي الفتة , و حملة الاباريق . و نحن ليس عندنا ما نفقده , لاننا لم نكن نتوقع أي مكسب أو منصب . لقد قال عمنا الكد رحمة الله عليه والد المناضل خالد الكد ( ان النضال ضد الاستعمار أو التعرض الى السجن أو المشاركة في تكوين احزاب سياسية لا يعني ان الشخص مناسب لأن يكون وزيراً في حكومة الاستقلال . لأن النضال شئ و التنظيم السياسي شئ , و الحكم شئ مختلف تماماً ) . هذه هي مشكلة الدول العربية و أفريقيا . لقد صار جوموا كنياتا رئيس كينيا امبراطوراً . و صار موقابي حاكماً مدى الحياة في زمبابوي . و نصب بوكاسا نفسه امبراطوراً ووضع على رأسه تاجاً من الذهب و الجواهر في افريقيا الوسطى . لأنهم حسب شرعهم قد أتو بالاستقلال . و لكن السؤال هل كانوا صالحين ليحكموا بلادهم ؟. و الجواب طبعا لا . 

5 ) هل كان علي محمود حسنين يريد ان يشارك لتكوين جبهة ليقول هذه جبهتي , كما سمعناه في التلفزيون .و يصدر المراسيم الملكية قائلاً صدر تحت توقيعي و ختمي. ما هو شعور الذين يتبعونه ؟ و هم اعضاء في تنظيمه . كيف يقبلون أن يمسح علي محمود ارادتهم , و ان يسجل الجبهة بأسمه . وإن كان التسجيل لا يعني أي شئ , سوى انه يكشف مرض يسيطر على علي محمود حسنين , و أغلب سياسيي السودان ( انا ربكم الأعلى ) . 
لقد كان عندي احساس ان علي محمود حسنين يعاني من مركب نقص . هل لأن حزبه قد رفضه و همشه , و اراد بأن يأتي بجبهة او منظمة يناطح بها حزبه ، أو ليجد مكاناً تحت الشمس . هذه تصرفات انسان يحتاج الى طبيب نفساني . نحن كأفراد لا نريد ان نصل الى سلطة , أو ان ناخذ مواقع قيادية أو ان نسيطر على أي شئ , يكفينا ان نسيطر على انفسنا . نحن مدفوعون بولائنا الى السودان الذي علمنا و رعانا , و أعطانا طفولة رائعة , و صباً جيداً , و سعادة طاغية في بداية شبابنا و كل حياتنا. وسعدنا ببشر من معلمين و جيران و أهل و اصدقاء و زملاء دراسة , اعطونا حباً كبيراً . و لذا لا نريد شيئاً لأنفسنا , ما يهمنا هو الوطن . و لهذا قررنا أن ننسى علي محمود حسنين , و ستمضي سفينتنا يقودها الشباب و النساء السودانيان الذين لم يجدوا ابدا فرصة كافية في قيادة السودان . لقد انتهى دور الشيوخ الذين في عمرنا أو اكبر منا , هؤلاء يجب ان يتنازلوا , لقد انتهى دورنا , لقد اخذنا حقنا و ليس لنا حق في اخذ حق الاخرين . و من المحن السودانية ان الناس لا تعرف كيف تتوقف . و البعض يصر على ان يركب غلط بدون ان يلم أو يعطي نفسه فرصة .

التحية ع س شوقي بدري عضو الجبهة العريضة لجنة التسيير . 



© Copyright by sudaneseonline.com