From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
الحلو.. ما حلو/د. ياسر محجوب الحسين
By
Apr 18, 2011, 10:43

أمواج ناعمة

الحلو.. ما حلو

 

 

 

 

د. ياسر محجوب الحسين

هل اتهامات المؤتمر الوطني لمرشح الحركة الشعبية لمنصب والي جنوب كردفان بضلوع اسرائيل في تمويل حملته الانتخابية، مجرد اتهامات كيدية فرضها واقع استعار المنافسة؟!.. إن كان ذلك صحيحا فإن عبد العزيز الحلو ليس حلواّ ولعل ما أسموه بالحلو أصيب بخيبات أمل عظيمة لأن الأسماء في السودان لها دلالات ليس كما هو الحال عند الغربيين حيث لا تحمل الأسماء الشخصية لديهم أي معانٍ واضحة لأبنائهم.. لا يعني يعني مثلا اسم توني أي شيء ولا يمكن أن تفهم شيئا سواء كان ذلك الشخص اسمه أريك أو كرس أو جون.. أما أسماءنا تحمل دائما معاني واضحة ومفهومة مثل حلو أو صالح أو عادل أو حميد.. تصرفات الحلو يميزها التسرع والارتباك خاصة بعد ما أدت الخلافات التي نشبت داخل لجنة دعم الانتخابات التي كونتها الحركة الشعبية إلى نسف الحملة الانتخابية برمتها والتي تأخر موعد انطلاقها المضروب في الخامس من أبريل الحالي.. مشكلة الحلو أنه يريد أن يرهن كل منطقة النوبة للحركة الشعبية المهم عنده أن يفوز وفوزه دونه كل مصالح جبال النوبة الاستراتيجية.. تيار قوي وسط أبناء المنطقة يعارض بشدة تولي القيادي بقطاع الشمال وليد حامد مسؤولية ترحيل الكوادر من ولايات بعينها بالشمال لجنوب كردفان لأنه في نظرهم ليس من أبناء النوبة بل ينفذ أجندة أخرى تسعى لاستغلال أبناء النوبة لتحقيق أهداف بعينها لصالح الحركة الشعبية.. رئيس مكوك جبال النوبة رفض فكرة إعطاء منبر تحالف جوبا أي اسهام في الانتخابات وقال"هذا البرنامج اجتماعي وهؤلاء يريدون أن يروجوا لبضاعتهم عبر أبناء جبال النوبة" أعتبر أن قوى جوبا ليست لها أي جماهير بجبال النوبة وجنوب كردفان.. الحلو يفترض أنه سياسي ذكي لكن شيئا من ذلك لا يبدو فقد فتح جبهة مواجهة مع الزعماء التقليديين في جبال النوبة.. ما يعرف بمجموعة الكمولو تحاول تجاوز السلاطين والمكوك بغرض إحراجهم مع الجماهير عبر استيلائهم على كافة مظاهر الدعم المادي واللوجستي الذي قدمته اسرائيل عبر الحركة الشعبية للجنة المشورة الشعبية لإظهار أنهم أصحاب الجماهير والقواعد وليس السلاطين والمكوك!!.

لاشك أن المنطقة تئن بالمشاكل والقضايا التنموية الأمر الذي كان يتطلب من الحلو المرتبك الحديث عنها وتبصير المواطنين بخططه لحلها بدلا من الربط بين انفصال جنوب السودان وبينما ما يمكن أن تسفر عنه المشورة الشعبية.. ذهب الحلو بعيدا وأخذ يزايد على قضية المسيرية قائلا أن المسيرية سيكتشفون قريبا استغلالهم في الصراع الدائر حول أبيي ونسي الرجل أن يذكر أن الحركة الشعبية هي التي تستغل أبناء جبال النوبة استغلالا بشعا.

مشكلة الحلو الكبرى أنه يواجه منافسا قويا مثل أحمد هارون.. فهارون له كسبه السياسي والشعبي في المنطقة، كسب اعترف به المناوئون قبل المؤيدين.. بصمات الرجل في مختلف مناح الحياة في جنوب كردفان واضحة للعيان لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. فوق ذلك الحلو ضعيف جدا أمام المعاملة الراقية التي حظي بها من منافسه هارون، فالأول واليا لجنوب كردفان والثاني نائبا له.. قبل أن ينجلي غبار معركة الانتخابات نرجو أن يوافق شنٌّ طبقه ويعود الحلو حلواً.

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com