From sudaneseonline.com

تقارير
الاتحاديون.. فرقة لا تبشّر بوحدة
By
Apr 18, 2011, 10:41

 

الاتحاديون.. فرقة لا تبشّر بوحدة

 

تقرير: عادل حسون

 

الاسم ونقيضه ينطبق على الحزب القديم، وفي تفسير شهير أن تكوين الحزب الاتحادي مطلع الخمسينات في منزل الرئيس المصري الراحل، اللواء محمد نجيب، بالقاهرة، من شتات أحزاب التقت في فكرة وحدة وادي النيل، كان بمثابة "اللعنة" في عدم توحيد الحزب بتجميع أحزابه الأربعة، مرة أخرى، مطلع الألفية الثالثة، وصولاً إلى اليوم. أبحث عن المستفيد من فرقة الأحزاب الاتحادية تجد التعليل الأكثر واقعية. الجمعة الماضية شهدت فصلا آخر من تراجيديا الانقسام الاتحادي، إلا أن المستفيد المعني كان حاضرا بأكثر كثافة من الاتحاديين الآخرين. ألم أقل لكم إنها مأساة. في مسجد الأبرار بضاحية شمبات الراقية، عُقد قرآن نجل الشريف صديق الهندي، القيادي البارز في الاتحادي المسجل. كان نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون التنظيمية، د. نافع علي نافع، وكيلاً للعريس، فيما غاب رموز الاتحادي الأصل بزعامة مولانا الميرغني، إلا من حضور متأخر للقيادي الأستاذ عثمان عمر الشريف، بعد انصراف المهنئين. أصحاب الدعوة رموز الاتحادي المسجل كانوا هناك بطبيعة الحال، الوزير د. السماني الوسيلة، والدكتور أحمد بلال عثمان، ود. مضوي الترابي. وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي، كان حاضرا، وكذا أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني، د. قطبي المهدي، وفي تعليل ذلك، أختلف بعض النظارة في كون الحضور "الوطني" الطاغي، كان للمناسبة الاجتماعية ليس إلا. إلا أن البعض فسّر ذلك، بإظهار المحبة والدعم للشريف الهندي، بخاصة والرجل لم يتعافى بعد من صدمة حادثة الدمازين الأخيرة. الحادثة- حيث منع أفراد يرتدون الزي المدني أربعة سيارات من موكب الشريف الدخول إلى ولاية النيل الأزرق لإقامة مخاطبة سياسية قبل أسبوعين- سريعاً أشتبه في مسئولية المؤتمر الوطني عنها. ولكن أصابع الاتهام مضت بثقة ناحية الدكتور جلال الدقير، نائب الأمين العام للاتحادي المسجل، الراحل الشريف زين العابدين الهندي، والمنافس الشرس للصديق الهندي. فالاتحادي المسجل هو ذاته انقسم على نفسه، وهي لعنة الانقسام تلك فيما يبدو. جنينة الشريف الهندي بحلة كوكو، انتقلت إليها الجموع لتناول طعام الغداء، وفي الطريق إلى تكملة طقوس المناسبة، سمعت قرينة مضافة "الأصل غير جاد في الوحدة.. الوحدة الاتحادية باتت مستحيلة"، هكذا قطع القيادي بالاتحادي الموحّد، الأستاذ محمد عصمت، بداخل سيارته الفارهة، في حديثه لـ(الأخبار)، ويقول بأن آخر اجتماع لبحث الوحدة في أكتوبر الماضي بدار الخريجين مقر المركز العام للاتحادي المسجل بأم درمان، رفض ممثل الأصل التوقيع على إعلان الوحدة بدعوى أنه ليس مفوضاً من الميرغني. ويضيف عصمت "تذكرون تصريح السيد محمد عثمان، في مطار الخرطوم حينما غادر البلاد، والذي تساءل فيه عن اختفاء الملايين التي استقبلته في كسلا، وما إذا كان القاش قد حملها معه في فيضانه الموسمي، ولكن بعد جلوسنا لإصدار بيان حول تزوير الانتخابات، رفض ممثل الحزب الأصل، د. أبو الحسن فرح، التوقيع عليه، فماذا يعنى هذا؟!". الشريف صديق الهندي، كان يرحب بالجموع المهنئة متحاشياً الحديث عن حادثة الدمازين أو وحدة الأحزاب الاتحادية، وفي المقدمة وحدة حزبه هو أولاً، إلى الجوار منه كان يقف القيادي الوفي بحزب الأصل، الأستاذ ميرغني مساعد، وبالقرب منهما كان هناك د. يوسف الدقير، والبروفيسور معاوية شداد، رمز الوطني الاتحادي، لكن منادي الحفل، وقت تقديمه للفرقة التي قدمت مجموعة من الترانيم النبوية، سمى الشريف بقائد الحركة الاتحادية، وأمل عاليا أن تتوحد الأحزاب الاتحادية تحت قيادته، وسط امتعاض خفي من رموز الأحزاب المهنئة. إذن أين حق البقية الباقية من زعامات الأحزاب الاتحادية الأخرى، الأصل، الموّحد، والوطني الاتحادي، في قيادة هذه الحركة؟. قديماً قال الشريف حسين الهندي، في خطاب للزعيم الأزهري، وقت كان الأخير حبيسا في معتقلات ثورة مايو، "تركت لي حزباً كله زعماء"، إذن هي لعنة مضافة للعنة الفرقة!. القيادي بالمسجل، الأستاذ المحامي، محمد أبو عاقلة، يقول لـ(الأخبار) أن ما حدث في الدمازين يُعد جريمة دستورية وقانونية. يضيف ليبين" مجموعة ترتدي أزياء مدنية لا نشك في انتماءها لإحدى الأجهزة الرسمية، تقوم بمنع موكبنا المسالم من الدخول لعاصمة ولاية النيل الأزرق، عني لنا انتهاك للحق الدستوري في التنقل والإقامة وحرية التعبير". من وراء هذا الانتهاك الدستوري؟، يجيب أبو عاقلة، "نحن نعرف من هو وهو يعرف نفسه، وكان غرضنا رد التحية لمن آزر الشريف حسين، وقت التجاءه لتلك المناطق هرباً من البطش المايوي"، ويكمل آسفا "العمل السياسي يقوم على المبادرات وزيارة الدمازين في أصلها مبادرة وفرصة للشريف صديق، أن يتواصل مع الشعب ويقدم خطابه السياسي، فكيف لكائن كان أن يستخدم قوات رسمية لوقف هذه المبادرة؟". النزاع بين زعيمي المسجل، حول قيام المؤتمر العام، طبقا لمراقبين، بعدما جمّد د. الدقير، المؤتمر وصار أميناً عاماً بالنتيجة لكونه نائباً للأمين العام الراحل. الاتحادي الأصل، قام بتوزيع ارانيك العضوية استعدادا لمؤتمره العام. الاتحادي الموحّد، قنع من خير الوحدة واكتفى بمسماه الوحدوي. الوطني الاتحادي، غاب بغياب الجادين في شأن الوحدة. يا لها من فرقة!. ونحن نقرأ الفاتحة بجوار قبر الشريف زين العابدين، بجوار النيل وإلى الغرب من مدخل الجنينة المترامية الأطراف، تحّسر الناشط بمنظمة الشباب بالاتحادي المسجل، الأستاذ علي يوسف، من افتراق شمل الاتحاديين، لكنه اتفق في حديثه لـ(الأخبار) "كون الأمر لا يخلو من عصبية شخصية لها جذور في تكوين الحزب الاتحادي من مجموعة أحزاب اتحادية اختلفت في مكونها لكنها اجتمعت في مبدأ الوحدة". بيد أنها ليست الوحدة العضوية بل هي وحدة وادي النيل المتوهمة، وهي يوتوبيا أخرى يطول شرحها!!.     



© Copyright by sudaneseonline.com