From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
شوفوا سودانا وصل وين!/ كمال الهِدي
By
Apr 18, 2011, 10:32

 تأملات

شوفوا سودانا وصل وين!

 كمال الهِدي

[email protected]   

 

·         يسعد جميع خلق الله كلما أصبح عليهم صبحاً جديداً  لأنهم يتوقعون فيه الجديد، إلا نحن أبناء السودان.

 

·          فقبل أن يتوجه الواحد منا إلى فراشه ليلاً يكاد يجزم بأن صباح الغد سيأتيه بأخبار عن بلده أكثر سوءاً عما كان عليه الحال في اليوم المنتهي.

 

·         وبدون تطويل في المقدمة دعوني استعرض معكم ما طالعته صبيحة اليوم فقط وفي مكان وحيد هو موقع مجلة النخبة السودانية عن الحال والأحوال في سوداننا الحبيب الذي يتراجع كل دقيقة بسرعة تقول للصاروخ ( انت شفت سرعة !).

 

·         الخبر الأول الذي طالعته أقر فيه وزير داخليتنا المبجل بأن هناك عصابات سودانية تعمل في تهريب الأسلحة إلى حركة حماس، لكنه نفى تورط الحكومة في عمليات التهريب.

 

·         ثم أشار الوزير إلى وجود مكايدات سودانية ضد السودان.

 

·         وهب أننا صدقنا حسن نواياكم وعدم تورط حكومتكم الرشيدة في تهريب السلاح يا معالي الوزير، فهل تظن أننا سنتعاطف معكم ونلوم إسرائيل على هجومها بالطائرات على مهربي السلاح طالما أنكم عاجزين عن إيقاف عمليات التهريب التي يقومون بها؟!

 

·         ما دام البلد وأجوائها ( طالقة ) ساكت وطالما أنكم لا تملكون القدرة على وقف عمليات التهريب فمن حق إسرائيل وغيرها الدفاع عن أنفسهم بالطريقة التي يرونها.

 

·         هانت ( الزلابية) وعشنا وشفنا وزراء يحرضون الشباب يوماً بطريقة غير مباشرة على تعاطي الحشيش باعتباره ليس مخدراً قبل أن يعترفون ضمنياً في اليوم الذي يليه بعدم قدرتهم على مواجهة مهربي السلاح.. هذا إن كان هناك تهريب فعلاً!

 

·         تعمقت حالة الحزن اليومية لدي وأنا أدلف من خبر وزير الداخلية إلى تقرير يتناول حال المدارس الخاصة في السودان.

 

·         ذكر التقرير الكثير مما يدمي القلب مثل الطريقة التي يتعامل بها أولياء الأمور الأثرياء مع أساتذة وإدارات المدارس الخاصة.

 

·         فإحدى السيدات الثريات عندما طلبها أحد المعلمين ليحدثها عن تراجع مستوى إبنها قالت له " انت عارف نحن بندفع كم عشان تهين الولد دا! دا فاتح ليك بيتك .. نحن بندفع ليك قروش هينة؟!.

 

·         وعندما أصر المعلم على موقفه بأن مستوى الطالب في تراجع ما كان منها إلا أن أضافت في صلف وغرور زائفين " هو نحن بندفع ليكم قروش عشان شنو؟"

 

·         وفي مشهد آخر لا يقل فظاعة عن سابقه يخاطب طالب معلمته التي وبخته على خطأ اغترفه بالقول " يا مس حا أكلم ليك أمي."

 

·         وأشار التقرير إلى أن أساتذة هذه المدارس يتعرضون لإهانات دائمة من طلابهم الذين يرون أنهم بمثابة الأبقار الحلوبة التي بدونها سيعاني هؤلاء الأساتذة من الفاقة.

 

·         وهي مشاهد تعكس حالة التردي التي نعيشها في سودان العز والكرامة.

 

·         ومن يعتقد أن مثل هذا العبث الذي تشهده المدارس الخاصة وغيرها من مؤسساتنا التعليمية ناتج عن ظروف محددة أو أخطاء بعينها يكون مخطئ تماماً.

 

·         فالتدهور الذي أصاب العملية التعليمية برمتها عمل مخطط ومدروس بدأ في تنفيذه بعناية فائقة أبالسة منذ سنوات عديدة بغرض إيصالنا إلى ما نحن فيه اليوم.

 

·         لم يتحول السودانيون إلى مجتمع استهلاكي فارغ لا هم لبناته سوى تلوين الوجوه ووضع أفخر وأغلى أنواع الماكياج وانشغال شبابه بتوافه الأمور صدفة، بل هو هدف خططت له حكومتنا منذ أول يوم تولت فيه أمور البلاد.

 

·         خبر آخر يملأ الفؤاد حسرة على ضياع القيم والبعد كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف رغم إصرار بعض الكذبة والمنافقين على رفع الشعارات الدينية والحديث عن دولة الشريعة.. الخبر المعني حدثنا عن شاب من منطقة الحاج يوسف أطلق ثلاث رصاصات على نفسه بسبب خلاف مع فتاة ربطته بها علاقة عاطفية.

 

·      منذ متى كان السودانيون يعالجون مشاكلهم بهذه الطريقة!

 

·         ومشهد آخر يمزق القلب ويملأ النفس حزناً تمثل في إلقاء شاب نفسه داخل النيل بعد أن رفضت فتاة كانت برفقته الزواج منه.

 

·         وتقول تفاصيل الخبر أن الشاب تعرف على الفتاة داخل الحرم الجامعي ووافقت على تأسيس علاقة معه لاعتقادها بأنه زميل لها.

 

·         لكن حين خرجت معه وعرفت أنه يعمل بالحرس الجامعي رفضت الزواج منه فما كان منه إلا أن أنهى حياته بتلك الصورة المأساوية.

 

·         يعكس هذا الخبر أيضاً حالة التردي الأخلاقي التي وصلنا لها في دولة المشروع الحضاري، حيث لم نكن في سابق عهودنا نقيم العلاقات مع الآخرين قبل أن نعرف عنهم شيئاً.

 

·         كما أننا لم نكن نلجأ للانتحار كحل لأي مشكلة نواجهها في هذه الحياة.

 

·         مشهد آخر يتضمن حالة انتحار أخرى لشاب سوداني يعمل كراع بمحافظة عفيف السعودية.

 

·          قام الفتى أثناء تأدية عمله اليومي بلف حبل حول رقبته وعلق نفسه في شجرة كبيرة في مرعى أغنامه.

 

·         يبدو واضحاً أن هذا الشباب أيضاً سئم الحياة بسبب مشاكل ومصاعب الغربة المفروضة على غالبية أبناء السودان بعد أن استأثرت فئة محدودة بكل ثروات البلد وتركت لهم الفتات ( هذا إن كانت قد تركت شيئاً أصلاً).

 

·         كل ما سبق يحدث لأبناء وطننا المكلوم وما زال رئيس دولتنا ومسئولوه يحدثوننا عن اكتشافهم لحالات فساد في المكان الفلاني أو سوء إدارة في المكان العلاني .

 

·         قبل أيام قال السيد الرئيس أن بعض الدستوريين الولائيين لا يعملون شيئاً ناسياً سيادته أن الغالبية العظمى من أعضاء حكومتنا الموقرة لا يفعلون شيئاً سوى مص دماء الغلابة.

 

·         وبدلاً من البدء بالدستوريين الولائيين كان يفترض أن يستهل السيد المشير عملية ( الرفت ) المفترضة من مكتبه العامر بالقصر الجمهوري.

 

·         هل سأل السيد الرئيس نفسه ما هي المهام التي يقوم بها الدستوريون بمكتبه وكم يتقاضون نظيرها!

 

·         كان الله في عونك يا سودان.

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com