From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
أبيي : من الذى سيخرج من المُولِد بلا حمص ؟! ( 1- 2)/خميس كات ميول / جوبا – جنوبى السودان
By
Apr 18, 2011, 10:24

 

 

خميس كات ميول / جوبا – جنوبى السودان

[email protected]

         قضية أبيى واضحة وضوح الشمس لا تحتاج إلى فتاوى تجتهد أصحابها ليجدو حلا ناجعاً لها سوى توفر الإرادة السياسية للمؤتمر الوطنى ، برتكول أبيي نصت على ان  المنطقة مملوكة للدينكا نقوك وما السودانيين الآخرين المنصوص فيه الا ضيوف هاجروا اليها وفقاً لظروف مختلفة ولوقوعها داخل الحدود الجغرافية السودانية وفى عالم ملئ بالهجرات والتنقلات لاتوجد بقعة فى الأرض تسكنها عرقية واحدة دون وافد من مناطق بعيدة أو مجاورة .

         فى 1905 لم تكن هناك مسيرية تتبع للجنوب وحولت إدارتها للشمال بل تم تحويل إدارة مشائخ الدينكا نقوك التسع لشمال السودان وفقاً لظروف تلك المرحلة .

تبقى أقل من تسعين يوم وتنتهى الفترة الإنتقالية بين الشمال والجنوب وما انقضاء هذه الفترة وقضية أبيى لم تغادر محطتها المعتادة  قد تتغير إسلوب الحوار من طاولة المفاوضات إلى ميادين المبارزة ؟ ! وهل الشمال مستعد لذلك ؟!

      الظروف الإقليمية والدولية لم تكن فى مصلحة المؤتمر الوطنى ليدخل فى حرب خاسرة فى كل النواحى مع جنوب السودان  بسبب منطقة لا تتبع لها جغرافياً وبشرياً .  نرى النيران تقترب من الإشتعال فى إقليم جبال النوبة توقدها المطلوب للعدالة الدولية أحمد هارون المنفذ الفعلى لجرائم الحرب والإبادة الجماعية فى إقليم دارفور ومنفذ خطة حرق قرى شمال منطقة أبيي مع أخيه فى الاجرام صلاح قوش .

       الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقائها الغربيين تود ان تكافح الخرطوم على الاستفتاء السلمى التى جرت فى يناير المنصرم برفع إسم السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ ثلاثة عقود مضت الانقاذ تراهن على الصين كحليف لها وبما ان الصين ليست دولة اسلامية كإيران تناصر السودان بسبب العرق او الدين بل الصين دافعت عن السودان فى المحافل الدولية  الفترات الماضية بسبب مصالحها الإقتصادية  وإستثماراتها البترولية فى السودان والآن البترول ستذهب الى الجنوب لذلك شاهدنا مؤخراً الموقف المتحول من الصين تجاه السودان .

 

      المظاهرات التى تعم العالم العربى وبالأخص شمال إفريقيا لم تسلم منها الانقاذ فالإنقاذ ستذهب مع الانظمة العربية التى سقطت تحت ضغط شعوبها وفى تقديرى لا توجد مقارنة بين نظام البشير الذى قتل  "عشرة ألف بس فى دارفور" ونظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك.

     الحركة الشعبية قطاع الشمال تراقب الاوضاع فى السودان بحذر وتنتظر موعد اعلان دولة جنوب السودان والإفراغ  من المشورة الشعبية فى إقليمى جبال النوبة وجبال الأنقسنا ومن ثم ستنضم الى المظاهرات المؤيدة لرحيل النظام خصوصاً بعد إعلان بعض قيادات الوطنى أن السودان المتبقى دولة عربية إسلامية ولا مجال للحديث عن التعددية العرقية والدينية .

    جنوبية أبيى لا تحتاج لإجتهادات فكرية بل واقع تثبته الجغرافيا والإنسان العائش فيها

.       قال صديقى بقادى من قبيلة المسيرية عبر رسالة فى موقع التواصل الإجتماعى ال " Facebook    " أنهم كقبيلة أكثر المتضررين فى السودان بصفة عامة وقضية أبيي بصفة خاصة بسبب 18 شخص من قيادات المسيرية فى المؤتمر الوطنى ينفذ اجندتهم فقراء شباب المسيرية الذين لا يملكون الماشية وليس لهم مصالح مع الدينكا نقوك فى جنوب السودان كما جاء فى رسالته المذكورة ، لذلك يسهل عملية تجنديهم كمليشيات مسلحة ليكونوا دمية فى يد قيادات الوطنى والمتضرر الأول والأخير هى قبيلته وسأل هل يجوز أن أبصق فى الماء الذى أشرب منها ؟ وأجاب بالنفى وأضاف الهجمات على الآمنين فى قرى الدينكا نقوك هى بمثابة البصق فى الزير الذى يشرب فيه باصقه ،

        وذكر أن لدي عائلته اكثر من ألفين رأس من الماشية فقدوا منها فى مارس الماضى أكثر من 400 رأس بسبب قرار الدينكا نقوك بمنع أبقار المسيرية على ضفاف نهر كير هذا العام كوسيلة للضغط على الطرف الآخر بسبب تعنته على حل القضية جذرياً .

    نواصل ’’’’’

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com