From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
شــــرُّ البليـّــةِ مــا يُضحِــك..!!/الطيب مصطفى
By
Apr 18, 2011, 01:20

زفرات حرى

الطيب مصطفى

 

شــــرُّ البليـّــةِ مــا يُضحِــك..!!

أستعرض معكم اليوم مسخرة تدشين حملة عبد العزيز الحلو الانتخابية في مدينة كادقلي ولن أنقل الخبر من «الإنتباهة» التي تبغضها الحركة الشعبية حتى لا أُتّهم بالكذب وإنما أنقل إليكم الوقائع من صحيفة الحركة الشعبية الصادرة بتاريخ 14/4/2011م وكل الذي أرجوه منكم أن تكفّوا عن الضحك أو البكاء خلال القراءة حتى لا يصرفكم ذلك عن التركيز على فصول المسرحية الهزلية التي شهدها مسرح إستاد كادقلي!!

أعجب ما في الأمر أن حملة الحلو المرشح لمنصب والي جنوب كردفان شهدها وشارك فيها جيمس واني إيقا رئيس برلمان الجنوب وأرملة قرنق «ربيكا» الأجنبيان اللذان يحملان جنسية دولة جنوب السودان بعد أن قرر الجنوب أن «يفرز عيشته» فعندما انتقد الناس مشاركة هؤلاء الأجانب في تدشين حملة عبد العزيز الحلو وسمَّوهم «الوفد الأجنبي المشارك» ردَّ الحلو بأنَّ: «هذا وصف مغلوط ومتناقض وقال إن السودان لا يزال موحداً وسيظل كذلك حتى التاسع من يوليو وقال إن الحركة لم تعترض على زيارات شخصيات شهيرة بالحركة الإسلامية العالمية للسودان بغرض دعم المؤتمر الوطني وأنشطته المختلفة ودلَّل على ذلك بزيارة الشيخ القرضاوي»!!

هذا ما هرف به الحلو مما نشرته «أجراس الحرية» وأود أن أسأل هل شارك القرضاوي في تدشين حملة المؤتمر الوطني الانتخابية وهل شاركت شخصيات شهيرة بالحركة الإسلامية في حملة الرئيس البشير الانتخابية؟!

إنه المنطق الأعرج والمعوجّ.. إنه التدليس الذي يكشف عن ضعف الحجّة والقرار في الحركة الشعبية الأمر الذي يُحرج الحلو ومرشحي الدوائر الجغرافية ويدمِّرهم تدميراً ونحمد الله أن «نُبتلى» بأمثال الحلو وعرمان وعقار حتى نفضحهم ونبيِّن عمالتهم بمثل هذه التصرفات الصبيانية التي ساقهم الله إليها رحمةً منه بنا حتى يسهِّل من مهمتنا في تدميرهم وكشف عمالتهم وإخراجهم من مستقبل السودان الشمالي.

إن زيارة القرضاوي لا تختلف عن زيارة أيِّ كائن حي للسودان وهي مجرد زيارات دعوية لا يمكن بأي حال مقارنتها بحملة الحركة الشعبية ممثلة في قياداتها الجنوبية لدعم الحلو.

الحلو يقول إن جيمس واني وربيكا قرنق وغيرهما من القيادات الجنوبية المشاركة في تدشين حملته الانتخابية ليسوا أجانب حتى التاسع من يوليو!!

طيِّب، دعنا نقول إنهم ليسوا أجانب الآن.. هل تستطيع أن تنفي أنهم بالقطع وبدون أدنى شك سيكونون أجانب بعد أقل من ثلاثة أشهر؟! إذا كانت الإجابة بنعم فلماذا يشارك أناسٌ يحتلون الآن مواقع ومناصب دستورية في دولة أجنبية في دعوة مواطني الشمال إلى التصويت لرجل أو مرشحين لا علاقة لهم بهم هذا بالطبع إذا غضضْنا النظر عن أن الحركة تسعى إلى إقامة مشروع عنصري مناهض لهُوية السودان الشمالي.

أهم ما ورد في تغطية «أجراس الحرية» لحملة الحلو أن الرجل لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة حول أبيي وهل يملك أن يقول إنها تتبع للشمال وهو يقف «انتباه» بين زعمائه وسادته من القيادات الجنوبية التي تُغدق عليه وتصرف على حملته وتوظِّفه لخدمة أجندتها وأهدافها وإستراتيجياتها السياسية؟!

بالله عليكم كيف تبلغ الجرأة برجل يسعى إلى اقتطاع أرض الشمال وضمِّها إلى الجنوب.. كيف تبلغ به الجرأة أن يطلب إلى المسيرية أو غيرهم من أبناء الشمال أن يصوِّتوا له وينصبوه حاكماً ووالياً عليهم وهو الذي يعمل على ضم أبيي إلى جنوب السودان؟! كيف يمنح المسيرية وأبناء السودان الشمالي أصواتهم لعميل يعمل لخدمة أجندة دولة أجنبية ويدشِّن حملته الانتخابية أجانبُ يطلبون من أبناء الشمال الذين يكيدون لهم ويعملون على انتزاع أرضهم... يطلبون منهم بكل قلة أدب التصويت لعميلهم حتى ينتزع أرض السودان الشمالي ويضمَّها إلى الجنوب؟!

غباء هؤلاء وحقدُهم الأعمى يجعلهم يخسرون معركتهم ولم يقتصر غباؤهم على تدشين حملة الحلو بعد أن انفصلوا بدولتهم وإنما يتجلّى ذلك في خطابهم السياسي.. خذ مثلاً خطاب ربيكا التي تُصرُّ على إظهار كراهيتها للعرب الذين تطمع في أن يمنحوا أصواتهم للحلو فقد قالت إن 69% من سكان السودان غير عرب!! بالرغم من أن هذه الإحصائية الكاذبة والمضللة التي ظل قرنق يهرف بها قبل مصرعه كانت سابقة لانفصال جنوب السودان إلا أنني لن أتوقف فيها وإنما أودُّ أن أسأل: لماذا أصلاً التعرُّض لهذه القضية التي ستُوغر صدور من يفاخرون بانتمائهم العربي؟! ألم تستعدِ هذه اللغة مرشح الحركة في المجلد عبد الرحمن جبارة المنتمي للمسيرية وتجعله يكتشف عداء الحركة للعروبة والإسلام؟!

ثم ماذا تفيد عبارة ربيكا «عبد العزيز الحلو ده ولد بتاعي»؟! على أن الطامّة الكبرى كانت في تكأكؤ الشيوعيين خلف الحلو رغم أنه يورِّطُهم في موقف لن ينساه لهم التاريخ حول تبعية أبيي للجنوب التي يدعو إليها الحلو وقياداتُ الجنوب الداعمين للحلو!!

كما ذكرتُ مراراً أنه مما يُحمد للحركة أنها تدمِّر كل من يقترب منها ولطالما حذَّرنا السيد الصادق المهدي من تشويه سمعة حزبه من خلال الاقتراب من عرمان وحركته البغيضة ويُحمد لأحزاب الإجماع الوطني أنها أعلنت عن أنها لم تساند الحلو في جنوب كردفان خوفًا من أن يورِّطها في موقف سيحاسبُها عليه التاريخ لكن اسمعوا لصديق يوسف الشيوعي «المسيكين» الذي شهد تدشين حملة الحلو واتّخذ موقفاً سيحاسب التاريخ عليه حزبَه فقد قال الرجل «فُضَّ فوه»: «نحن في قوى الإجماع الوطني نؤيِّد ترشيح الحلو وبرنامجه برنامجنا» ثم زاد: «الحلو رمزٌ لهذا البرنامج الذي يحقِّق السلام والتنمية»!!

صديق هذا نسي أنه لا يمثل قوى الإجماع الوطني وإنما يمثل حزبه الشيوعي الذي شارك كثيرٌ من قياداته وأتباعه في تدشين حملة الحلو ومنهم الواثق كمير وعبد العزيز خالد ومحمد معتصم حاكم ممَّن يصعب تصنيفُهم هل هم شيوعيون أم منتمون إلى الحركة الشعبية؟!



© Copyright by sudaneseonline.com