From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
بت..نقط/د.أنور شمبال
By
Apr 17, 2011, 11:55

أحداث ومؤشرات

د.أنور شمبال

[email protected]

 

بت..نقط

(الماسورة)، و(النقاطة) بت..نقط، فأما الماسورة (فبتنقط) ماء ، وتعاني الخرطوم في هذه الأيام ضعفاً في الامداد المائي، في كثير من أحياء المدن الثلاث، نسبة لدخول فصل الصيف ايذاناً ببداية مرحلة (الشخير)، وربنا لا جابها هذا العام، وان صار واقعا معاشا ببعض الاحياء.

وأما (النقاطة) وما ادراك ما (النقاطة) ثم ما ادراك ما (النقاطة) انها (بتنقط) قروش لرفع دخل الاسر، وهي مفردة سودانية خالصة، وتعني النشاط الاستثماري لرب الاسرة، من غير النشاط الرسمي الذي يمارسه، لزيادة دخل الاسرة، من ايجارات، جزء من المنزل، أو دكان المنزل، او تشغيل مركز خدمات، أو امجاد أو نشاط مهني مهاري وفني (نجارة، سباكة، ورسم، وغناء،...) وغيرها من الانشطة التي يمارسها رب الاسره الموظف، الى الدرجة التي زاحموا فيها الذين يمتهنون هذه الانشطة بصورة رسمية.

الملاحظ ان الضائقة المعيشية جعلت كل الاحياء السكنية هي عبارة عن اسواق يتكسب منها الناس، فلا يوجد بيت الا وتم ايجار نصفه، وانزوى أهله في ركن قصي، أو تشييد عدد من الدكاكين فيه لايجارها او تشغيلها لمواجهة متطلبات الحياة اليومية والتي كلما تصبح صباح ترتفع معه الاسعار، والتي بدورها جعلت هذه (النقاطة) تنقط بدلاً عن (تصب المال صبا).

اذا كنت عزيزي القاريء في الخرطوم أو مدن السودان الكبيرة، انظر على يمين الشارع الذي تسير فيه ويساره هل تجد منزلاً من غير دكان، فاذا وجدته فاذاً ان ذلك المنزل مقسم الى اجزاء عدة لتأجيره أو الورثة، او يمارس بداخله نشاط آخر مشتل او حدادة أو غيره... انها الظروف الاقتصادية هي التي فرضت على المواطنين لاتباع هذا السلوك غير المنظم وبدعم من اصحاب الاستثمارات الكبيرة، والذين يحاولون توسيع انشطتهم داخل الاحياء، وانه اذا سارت الامور بهذه الكيفية ربما محيت اسواق من الوجود، وهناك مثل سوداني يقول (السوق قدح النبي) أي ان أي شخص ينال منه حاجته.

فالذي لا يختلف عليه اثنان ان النشاط الجانبي لأية مهنة قد يؤثر عليه سلبا الا في الانشطة ذات الارتباط، كما ان السماح للكل الدخول في العمل التجاري يضر بممارسي المهنة بجانب أنه يحجم فرص تشغيل العاطلين عن العمل، وانه يمثل بوابة فساد لسلوك الموظفين بصورة او أخرى ... فهي ظاهرة جديرة بالدراسة من جهات الاختصاص، والاكاديميين.

 



© Copyright by sudaneseonline.com