From sudaneseonline.com

بقلم: عواطف عبد اللطيف
سفيرنا بالدوحة فقيري " محطات ساخنة .. ملفات مفتوحة “/عواطف عبداللطيف
By
Apr 17, 2011, 11:38

 

سفيرنا بالدوحة  فقيري " محطات ساخنة .. ملفات مفتوحة

*    الكثيرون لا يعرفون ان اول محطات عملي كانت بوابة  الخارجية السودانية قبل الانتداب للعمل مع د. منصور خالد الدبلوماسي المفكر السياسي المعروف اقليميا ودوليا واول وزير للشباب ووزير الخارجية مندوب السودان في الامم المتحدة ومستشار رئيس الجمهورية حاليا وأحد مهندسي اتفاقيات سلام اديس ابابا ونيفاشا والمستشار السياسي للحركة الشعبية .. اتاحت لي هذه البوابة وغيرها العمل وجيل الدبلوماسيين العمالقة والاطلاع على خبايا ودهاليزها وأغرف من ماعون " الدبلوماسية " ورحيق  فكرها وتواصلي ومنذ الثمانينات شبه مستدام وسفارتنا بالدوحة منذ ان قبعت باحدى بيوت  الايجار بمنطقة أسلطة القديمة  .. وحين صيرورتها لمبنى ابيض أنيق بالحي الدبلوماسي .. كتبت مقالا عنوانه شارحا لنفسه " ليس المهم من بناها .. المهم من يسكنها " وبمعنى أدق فبيت السودان وإن كان " راكوبة "  فان ساكنه إن إتقد فكرا وعملا سيغذيه بالحيوية والتفاعل وو.

*     نفس البوابة التي ادخلتني للخارجية أدخلتني ضمن اول مرحبين بسفيرنا الاخ ابراهيم عبدالله فقيري وهو يحط رحاه بدوحة الخير خلفا للسفير مصطفى الدابي الدبلوماسي والعسكري في قراراته وبصفتي أمينة للشوؤن الاجتماعية لرابطة ابناء دنقلا الكبرى واستمرت اللقاءات وتنوعت وفقيري " أخو أخوان " فرد جلبابه بقيم الزول لدرجة حسبت ان " البعض " تسرب عبر مساماتها لمبتغاه .. وكلا لما خلق له .. وكلا لما ارتضاه لنفسه .. وللوطن ولأهله .. وللناس في أمرهم شؤون.

*   قد تتاح سانحة لحديث ذكريات بمن عاصرناهم بسفارتنا او صديقاتنا من زوجات السفراء العرب والافارقة ولكن تبقى محطة " الفقيري " ابن ناوا أخت بلادي الغدار " واجدادي بشمال السودان هي المحطة الاكثر تلاقحا على الصعيد الشخصي .. فكثيرا ما دخلنا داره دون استئذان حيث حرمه الفاضلة نفيسة بت فقيري بيض الله وجهها  نحملها له هموم طالب علم او عامل او راعي أوقف راتبه او تمددت احدهن على فراش مرض عضال  إنحيازا لقضايا الشأن الاجتماعية الانساني التي إرتضيناها لمساراتنا نالت اهتمامه وبعضه تعثر فنالت السفارة وساكنيها من أحبارنا " الشين والزين " لقناعة اننا شركاء في النار والعشب والماء وليس متفرجين ولا مطبلين ..

*   فقيري" حمال شيل "  كيف لا .. والدوحة في يومنا هذا.. في زماننا هذا منطقة شدة وسخونة ورقم سياسي مهم في محيطها الخليجي العربي ودورها محوريا على الصعيد السياسي العالمي .. كيف لا .. والدوحة الساخنة تلبس في نفس الوقت ثوب الدعة وترفل في دلال مترع بالرخاء وتستنار سماؤها لحظة واخرى بكل ما يخلب القلوب وياسر الاعين ..

*  لذلك تبقى الدوحة " للفقيري " محطة ساخنة بلغة أهل الاعلام .. ومنطقة عمليات بلغة حاملي السلاح  .. ومنطقة شدة بلغة بلدياتنا في ربوع السودان الشاسع .. وسفيرنا جاء لقطر وعلاقات سياسية اقتصادية  تتمدد بينها والخرطوم .. وهي جاذبة للزولات عابريها للخليج او للصين والفلبين .. جاء لقطر قادما من منطقة مشتعلة حيث عمل بالعراق الشقيق .. جاء والملف الاكثر سخونة " دارفور"  مفتوح على كل الاتجاهات فكان فقيري  "  حمال تقيلة  وجمل شيل "  ما ان يستقبل وفدا للتفاوض إلا ويودع اخر .. ينزل من منصة ليذهب لاخرى .. وبينهما فروض وواجبات ضمن نسيج عمل يحتم المشاركة في فعاليات تحتضنها الدوحة او تقيمها سفارات دول شقيقة وصديقة ..

*   إن نقل السفير السوداني بقطر وفي هذا الوقت بالذات إنتقاص من حظ سلام دارفور أتقن دروبه وألم بتفاصيله ولعب دورا لتتدفق مياه لتغذي سلامه هذا اولا.. وثانيا من حق جاليتنا والتي قدمت الكثير ان تساند من الخرطوم ببقاء فقيري  ليكمل معها طموحاتها للعب دورا محوريا على الصعيد السياسي بالوطن الذي يحتاج للتوافق ولملمة الجراحات كمؤشرات لانفراجات مترقبة او بقطر التي تستحق واميرها ان يرد لهم جمائلهم بعمل متفرد يتم التدارس حوله .. وثالثا من حق " فقيري " ان يخضب اياديه وجهده وعمله المرهق بحضور توقيع وثيقة السلام المرتقب فطالما دمعت عيناه فرحا يوم وقعت الاتفاقيات الاطارية او بث احد طرفي المفاوضات  بشارات للسلام ..

*  أننا ومن هذا المنبر نناشد الوزير النشط الاستاذ علي كرتي والذي تلوح في الافق بشائر جهده المكوكي لمقاربة علاقات السودان الاقليمية والدولية ويعلم أكثر مننا أهمية محطة قطر ودورها المتعاظم ان يمدد لبقاء " الفقيري " بحسبان استيعابه الدقيق لملف دارفور وما نسجه من علاقات وطيدة ومعرفة لصيقة بقيادات الحركات فردا فردا .. وبممثلي منظمات المجتمع المدني الدارفوري وبالخبراء والاستشاريين وقنوات التواصل بالخارجية القطرية وقياداتها " زنقة زنقة " ومكتب مكتب بدلا من سفير جديد قطعا يحتاج لفترة طويلة لكي يجلس في مقعد الانجاز الساخن الذي جلس عليه " فقيري  ".  

*   وإن كان من ضرورات ملحة للنقل ووفق انضباط انظمة العمل التي دائما ما نحض عليها فإن المرحلة تحتم تعيين سفير من قبيلة الاقتصاديين كقاطرة تقفز بالعلاقات بين البلدين لمرابع الاستثمار في الارض والبشر .. سفير بحجم مسارات قطر المفتوحة عالميا على بوابات التعليم النوعي والاستثمار في العنصر البشري .. وإن كان من ضرورات فمحطة الدوحة تحتاج لاقتصادي اكثر من حوجتها لمستشار أمن فالامن ولله الحمد مستتب ولا هي بحاجة لمستشار اعلامي فدولة قطر أطرت للاعلام المفتوح الحر ..

*   اننا نناشد الوزير كرتي فتح ملف الجالية السودانية بقطر ليسجل النقاط البيضاء لصالح " فقيري " الذي ادفق جهدا انسانيا وضحى باوقات راحته لبناء علاقات تخدم مصالح الوطن ودولة المقر وبرغم تباين وجهات نظرنا المتواضعة بمجريات الاحداث فلم تكن أحبارنا ولا أعيننا تغض الطرف عن هنة او هفوة  تقبل بعضها " بتكشيرة مصلحة  " دون إخلال بميزان الاختلاف .. واخرى احتواها بصدر رحب هي ايضا ضمن جلبابه ناصع البياض الواسع الذي حوى الكثيرون او تسربوا عبر مساماته كيفما شاؤا .. فكل له قناعاته ولله في خلقه شؤون .. ذلك لانه السفير الذي عنيناه بمقالنا قبل سنوات  " ليس المهم من بناها .. المهم من يسكنها " .       

*    فهل يجد مقالنا طريقه لمكتب وزير الخارجية السوداني لارجاء النقل حتى كمال سلام دارفور فهي فرحة وطن يستحق " الفقيري " ان يرصع بها كتفه المرهق بهذه الدوحة المشاكسة بأمانة القلم والمترعة بالرفاهية والعمل الطموح ليكون السودان فوق فوق.. والله من وراء القصد .

   

             عواطف عبداللطيف   awatifderar [email protected]

 

همسة :  جاء الهرمزي الوزير الفارسي يبحث عن عمر"رضى الله عنه" فوجده نائما تحت شجرة عليه قميص مرقع بلا حراسة ، فهز راسه وقال : حكمت فعدلت فأمنت فنمت ".

 

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com