From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
الحلو/شخصية لها رؤية وخبرة كافية لقيادة الشعب ويستطيع توحيد ابناء الولاية بمختلف اعراقهم وسحناتهم.أ/ عزيز كافى
By
Apr 17, 2011, 11:31

الحلو/شخصية لها رؤية وخبرة كافية لقيادة الشعب ويستطيع توحيد ابناء الولاية بمختلف اعراقهم وسحناتهم.أ/ عزيز كافى

مع إقتراب موعد الإنتخابات التكميلية في ولاية جنوب كردفان فقد بدأ العد التنازلي و إرتفعت وتيرة سباق الإنتخابات التي ستجري في الشهر القادم وبدأت حمي النهاية تظهر للعيان بصورة اوضح، حيث إنسحب حتي الآن كل من حزبي الامه القومي والعدالة الأصل في حين إشتعل التنافس بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الوطني وكثفوا من حملاتهم الإنتخابية في غياب تام لممثل المستقلين، المعروف ان الإنتخابات التكميلية هي نتاج جهد ونضال سنوات الحرب الطويلة التي اعقبتها فترة إنتقالية حسب إتفاقية السلام الشامل سته اعوم خلالها لم يجني شعب الولاية بكافة فصائلهم شيئاً سوي الإهمال الذي لحق بهم وظلت المنطقة خارج حسابات سطلة المركز لحقبة من الزمن جعلتها من اكثر الولايات تهميشاً، وهذه الإنتخابات تعتبر مهمه وتاتي درجة الاهمية لكونها مربوطة بالمشورة الشعبية للولاية.

المؤتمر الوطني لكي يضمن بقاءه علي سدة السلطة في الولاية بدأ حملته الإنتخابية بمواصلة الهواية المفضلة له في زعزعة الامن و خداع الامة ببرنامجه المضروبه، و يؤكد أن السلام هدف إستراتيجي وإنجاز تاريخي في رصيده لذا سيعمل بكل قوة على إستدامة السلام وتعزيز الإستقرار السياسي والأمني وإحداث نهضة تنموية كبرى بمناطق الولاية تحت شعار معاً لإستكمال النهضة و إستدامة السلام, ايضاً يتحدث عن قضية أبيي, والمشورة الشعبية, والمصالحة الإجتماعية الشاملة, وعودة ولاية غرب كردفان وعلاقات التمازج.بيد ان الملفت للنظر ان البرنامج يتحدث عن القضايا الثقافية والإجتماعية إذ يتحدث عن رعاية قيم التدين والعادات والتقاليد السمحة لمجتمع الولاية لبناء مجتمع متماسك بقيمة موروثاته ورعاية وإبراز التعدد والتنوع الثقافي والإثني وجعله مصدر قوة وثراء وإبرازه ولائياً وقومياً.

في هذه الجزئية من برنامج المؤتمر الوطني لجنوب كردفان تبدو المفارقة، إذ تعقبتها في الفقرات التي تتحدث عن مراعاة حقوق غير المسلمين وتأكيد حقهم في المشاركة العامة تأسيساً على حق المواطنة وإنشاء الآليات ووضع السياسات الملائمة التي تضمن ذلك، مكمن المفارقة يتأتي من ان السيد / البشير، رئيس حزب المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية وكل قياداتهم امثال والي الخرطوم ووزير الشباب كانوا قد حسموا امر التعددية والتنوع بوصفهما "دغمسة" وأكدوا على إسلامية وعروبة دولة شمال السودان بعد إنفصال الجنوب، وهنا يبرز السؤال ماذا سيفعل حزب المؤتمر الوطني و المؤيدون له في جنوب كردفان لإبراز وإعلاء التنوع الثقافي والإثني، وجعل المواطنة هي الآلية الوحيدة للمشاركة والإسهام في الحياة العامة؟

إذا نظرت الى ما يدعو له المؤمر الوطني من خلال برنامجه لا تلحظ فيه اي جديد يذكر مادامت السياسات الداخلية الحوار حولها راكد ومعلق،و البرنامج يحمل عبارات نمطية والوعود التي ظلت تطلق منذ إستيلاءهم علي السطلة في عام 1989بينما ممارسات الحكم على مدى 22 عاماً متصلة جعلت من العسير على المواطنين ان يصدقوا اكاذيبهم وما يبذل لهم من وعود إنشائية يقدمون وعود ويقولون كلام معسول دون تنفيذ من اجل كسب صوت الناخب ،كما نشير الى وجود إشكالات حقيقية تهدد الامن والإستقرار مثل الوجود الكثيف للقوات المسلحة في انحاء الولاية المختلفة بما يخالف الترتيبات الامنية في الاتفاقية، ولا ننسي بعض الإشارات التي كانت قد اشارت الى ان حسم المشورة الشعبية يجب ان يوكل الى الجيش.

 

في حقيقة الامر صورة الولاية كما تبدو الآن، تشعرنا انها على مفترق الطرق تماماً من خلال برنامج كل مرشح إذ إنحصر التنافس الإنتخابي فيها بين اطروحتين تقريباً، طرح مازال يقدم ويردد برامج الناس ملت منه، وطرح جديد بفكر جديد. ما قدمه المؤتمر الوطني حتي الان يبدو بعض فقراتها متناقضة حتى مع سياسة رئيس حزبه التي اعلنها من قبل ، وبين اطروحة السودان الجديد التي تقدمها الحركة الشعبية فالنظرة الى التعددية والتنوع تعتبر من صلب مفردات بناء السودان الجديد وليس فقط ككلمة إنشائية في خطاب حماسي في حشد جماهيري، كما ان المشورة الشعبية التي تم منحها لمواطني الولاية هذا حق طبيعي لبلورة تطلعاتهم وطموحاتهم في كيفة إدارة شأنهم بعيداً عن هيمنة ووصاية مركز السلطة في الشمال الذي ظلت علاقاته مع الولاية تقوم في مجملها على التهميش والإقصاء ونهب ثرواتها وإستغلال بعض مجموعات المهمشين لضرب رفاقهم في التهميش وقد كان لجنوب كردفان / جبال النوبة النصيب الاوفى في هذا المضمار فتعرض مواطنيها للحرب والنزوح واللجوء والتشرد.

الحركة الشعبية لتحرير السودان إذ تقدم في هذه الإنتخابات القائد/عبدالعزيز ادم الحلو، لمنصب الوالي ودفعت بممثلين لها للمجلس التشريعي على مختلف المستويات يسندها إرث نضالي شاق مواصلةً لما إبتدره مبكراً البطل / علي عبد اللطيف الذي ينحدر من جهة الام من جبال النوبة ثم الاب/ فيلب عباس غبوش الذي ظل طيلة حياته يدعو لإنصاف المهمشين في السودان وفي مناطق الجبال على وجه الخصوص من خلال نضالاته وثوراته ضد سلطة المركز في قلب العاصمة الخرطوم والتنظيم الشبابي كمولو ثم شهيد الحركة الشعبية القائد / يوسف كوة مكي، وغيرهم من ابناء النوبه الذين إنخرطوا في مسيرة التحرير المضنية منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر شروق الشمس من اعالي هامات الجبال.

القائد/ عزيز الحلو، يعتبر من اميز قادة الحركة الشعبية لجهة خصائصه الشخصية وتأهيله الاكاديمي الرفيع وخبرته ونشأته في مجتمع تعددي بل تفتح الوعي فيه على التعددية الحقيقية في منطقة جبال النوبة، فهو منفتح ليبرالي ديمقراطي عميق التدين على مستواه الشخصي وشديد الإحترام للطرق الصوفية بحكم نشأته في بيئة تجانية وهي إحدى الطرق الصوفية الواسعة الإنتشار في معظم مناطق غرب السودان يمتاز الى ذلك بحنكة تنظيمية واسعة لذلك ظلت قيادة الحركة الشعبية تسند إليه إدارة اصعب الملفات واكثرها تعقيداً. الى ذلك فهو منتم فعلي وفي اسلوب حياته الى مجموعات الفقراء والمهمشين وينأي بنفسه دوماً عن بؤر البهرجة الإعلامية او جذب الانظار فهو بثقافته العالية يجسد نموذج القائد الحق الذي يرجى منه قيادة شعبه الى تحقيق غاياته وطموحاته في حياة حرة وكريمة، الحلو شخصية لها رؤية وخبرة كافية لقيادة الشعب ويستطيع توحيد ابناء الولاية بمختلف اعراقهم وسحناتهم و يتمتع بقبول في الداخل والخارج ويستطيع العمل مع المجتمع الدولي لجلب الدعم لتنمية الولاية وهو الامل والتغيير فمن ينشد الامل والتغيير عليه ان يصوت للحلو لان لدية تاريخ ناصع كمناصر للمهمشين والوقوف مع قضاياهم وعلي مواطني الولاية عامة وشعب النوبه بصفة خاصة ان يضعوا هذا الامر نصب اعينهم وعدم التصويت لشخص سيظل حبيساً في الولاية " هارون " مع وضع إعتبار خاص لشخصية الحلو الذي وقف مع عدالة قضيتهم طيلة الفترة الماضية ،و من يريد التنمية و الحرية فليصوت للنجمة، ومن يريد سطلة المركز التي تخدم نفسها وتنسي الشعوب المهمشين ان يصوت لـرمز " الشجرة "

اذاً، امام شعب الولاية سانحة قد لا تتكرر قريباً  إذا ضاعت، وعلى طريق إستدامة السلام فعلياً وحسم قضايا الامن والتنمية البشرية والتنمية المادية عبر الية المشورة الشعبية التي يمكن ان تكون آداة حقيقية في ايدي مواطني الولاية ليقرروا بانفسهم ما يلائم وضعيتهم ويحقق طموحاتهم في كونهم آصلاء في تأسيس دولة الشمال السوداني بعد إنفصال الجنوب كل هذه المزايا يقدمها برنامج الحركة الشعبية لتحرير السودان مسنوداً –اي البرنامج – كما هو معلوم بتضحيات جسيمة ونضال شاق قدمه شعب الولاية في سبيل تحقيق العدالة والمساواة والحكم الرشيد وفي مقابل ذلك فان ذاكرة الشعب في الولاية لا بد ان تستحضر في مثل هذه الاوقات الوقائع المؤلمة والذكريات البغيضة لاسماء المتحركات الجهادية تحت رايات إسلامية وكانت نتائجها المفجعة حرق القرى وإختفاء المدنيين والتهجير القسري وإعادة التوطين والعمليات التي وصفت حينها بانها تطهير عرقي بحيث لم تتم التفرقة بين مسلم وغير مسلم وتعرض دور العبادة دون تمييز للقصف وتوقف العمل في المشاريع الزراعية وتشريد التلاميذ من مدارسهم وتفريغ القري من مواطنيها وتعطل الخدمات الصحية والعلاجية ونفوق الماشية وتدمير آبار مياه الشرب،كل تلك الذكريات المؤلمة ترتبط لدى مواطني الولاية بالجبهة التي يمثلها الان حزب المؤتمر الوطني ومرشحها " هارون" الذي يحاول الان كسب ود ابناء الولاية بتقديم نفسه للإختبار الشعبي ليؤمن نفسه من وجه العدالة وهنا تكمن فرصة اخرى لشعب الولاية ولكل قواه السياسية بان ينتقموا من سياسات سلطة المركز التي مارسها عليهم بتغيير الاتجاه هذه المرة غرباً و يخطو خطوة عملية وموضوعية صوب دعم البرنامج الذي يعيد الامل ويبشر بالتغيير وها هو آوان الإصباح يحين على الجبال و الولاية التي عانت طويلاً،وهل سينسي اهل جنوب كردفان " شعب النوبه الاصيل " المأسي ويكرر ذات الاخطاء التاريخية وذات الجرم بموالاة المؤتمر الوطني بالتصويت لمرشحهم " هارون" المجرم الهارب من وجه العدالة الدولية؟؟؟



© Copyright by sudaneseonline.com