From sudaneseonline.com

بقلم: إسحق احمد فضل الله
مــــــلامـــح معــركــة/إسحق احمد فضل الله
By
Apr 17, 2011, 11:15

مــــــلامـــح معــركــة

إسحق احمد فضل الله

 

وما يقود السودان إلى الأحضان الفرنسية هو ..[العصا] الأمريكية

وفي صراعها مع أمريكا حول منطقة غرب ووسط أفريقيا [بما فيها دارفور وتشاد وأفريقيا الوسطى] فرنسا تعيد قراءة الأرض

ثم

فرنسا تجد أن خط الأنابيب السوداني التشادي هو حلقوم نفط آسيا الجديد

وفرنسا تجد أن القذافي حليف تمرد دارفور.. وبالتالي الحركة الشعبية وأمريكا هو رجل يذهب والتمرد يذهب

وفرنسا ترسل [النغمات] للخرطوم

وفرنسا تطرد عبد الواحد

وفرنسا التي تعتقل [باغبو] في أفريقيا الوسطى لصالح [الحسن وترا] تعرف ان وترا.. محبوب الخرطوم.. يصبح رسولاً جيداً

وبالفعل .. الخرطوم تستقبل أمس الاول.. وسراً.. أول مبعوث يرسله رئيس افريقيا الوسطى الى أي مكان

وبصحبته .. وليس مصادفة.. وفد تشادي

والسودان الذي يرد التحية يستقبل شركات التنقيب الفرنسية [عن الذهب .. وعن البترول]

وأمريكا التي ترسل طائرة بورتسودان لقصف العربة .. وعلنًا.. تجد رداً من السودان.. والقوات المسلحة تدخل مقر قيادة خليل ابراهيم.

وأول ابريل هذا نحدث أن الجنوب وفي منتصف ابريل هذا يستقبل حدثاً ضخماً.. وأمس الاول منتصف أبريل كل الجهات الجنوبية [بقيادة المنشقين عن الحركة] تطالب بحكومة جديدة

والأحداث والحوار اشياء تتجارى في لهوجة وكل منها يسابق حدوث ما يخشى

 ومعركة الفيض عبد الله في جنوب كردفان تشعلها مجموعة الحلو حتى تتعثر عملية الاستفتاء هناك بعد أن تبين تماماً أن الحلو يخسر

والفيض عبد الله .. التي شهدت بداية  الحلو منذ أن كان صبياً والتي شهدت أول عملية عسكرية للحلو بعد انضمامه للحركة.. الحلو قاد مدفعيته لقصف القرية التي نشأ فيها .. الفيض عبد الله هذه تشهد الآن نهاية الحلو.

وعرمان الذي يخسر الآن كل شيء ويجد أنه يُعتقل بتهمة الخيانة العظمى إن هبط الخرطوم يحتمي بظهر سلفا كير فالسيد عرمان يسعى لاقامة [محادثات] ..ما قلتو مش عايزين..؟؟؟ بين البشير وسلفا كير في الخرطوم حتى يعود هو إلى الخرطوم [دبلوماسياً] ضمن

وفد سلفا كير

ومعارك لا تنتهي تتجارى الآن في الخرطوم

لكن العيون التي تجمع وتطرح المعارك هذه تصل الى نتيجة وتحتها خطان وهي

أن [المعركة الآن .. معركة استخبارات]

والنماذج الواسعة مملة.. لكن مسرحية بورتسودان كانت تجمع كل شيء

ومساء الخميس من الشهر هذا كان العريف.. شرطة محمد البلولة يدخل مكتبه بشرطة البحر الأحمر حين سمع أزيز طائرتين فوق رأسه.

وبغريزة ضابط الأمن الرجل يسأل نفسه.. كيف تطير هاتان الطائرتان .. دون إضاءة على الإطلاق..

في الساعة ذاتها الشاب أحمد جبريل الذي يخرج من بيته بحي المطار يقود عربة السيد هداب على بعد عشرة أميال من مطار بورتسودان.. على الطريق الدولي.. العربة كان صاحبها عيسى هداب قد اشتراها قبل يومين من صاحبها عبد الرحمن بدوي التاجر بسوق السجانة.

الرجل كان يعلم أن عربته الأخرى تحت المراقبة.. لكن الرجل لم يخطر له ان هذه ايضاً قد اصبحت تحت العيون وأن العربة ورقمها.. ورقم هاتف عيسى كلها قد اصبحت في أيدي المخابرات الإسرائيلية.

والتحقيق بعد القصف يكشف أن عيسى استقبل مكالمة قبل عشر دقائق من القصف.. مما يعني أن المكالمة كانت وسيلة لالتقاط موقع العربة [وبطارية هاتفك الموبايل تكشف لبعض الاجهزة موقعك .. بدقة]

لما كان جبريل الشاب ذو اللحية السوداء المحبوكة يخرج من بيته عصر الخامس من أبريل كانت إحدى سفن الأسطول الإسرائيلي في البحر الاحمر تضع اللمسات النهائية لقصف العربة.

[وفي البحر الحمر الآن تقبع أساطيل تابعة لسبع عشرة دولة]

و..و...

والعميد [سليم ديمو] خبير المتفجرات الذي كان في بيته في الخرطوم في الساعة ذاتها هو الذي سوف يسجل في إفادته بقية ما حدث

وما حدث يعني أن معركة استخبارات هائلة هي ما يدير السودان الآن

استخبارات إذن هي المعركة

لكن الاستخبارات ذاتها يذهب مخططها الى جعل العامة يعتقدون أن المعركة عسكرية.

فالمخابرات تعلم أن كسب المعركة هو أن تجعل العدو يضرب [ظلال أفكاره على الحائط] ويجهل تماماً طبيعة العدو واسلوبه.

وكل هذا تحصل عليه إسرائيل وأمريكا.. والى درجة ان الصحافة السودانية تمور منذ الاسبوع الاول من ابريل هذا تطلب من [الجيش] ان يعمل..

ويعمل ماذا؟

[2]

- ومعركة الاستخبارات هذه تجعل السودان يتساءل عن أن:

اسرائيل قصفت عربات داخل السودان للمرة الثانية.. الأولى كانت هي قصف عشرين عربة.. ثم أربع عشرة عربة في مارس الماضي

والآن عربة بورتسودان.

والسودان يجد أن عربات مارس الماضي كانت تحمل أسلحة يذهب بها المهربون الى [غزة] .. عبر مصر

لماذا اذن لم تقم اسرائيل بقصف العربات هذه داخل الأراضي المصرية ـ والسودان يتساءل عما اذا كانت مخابرات مبارك هي الجهة التي كانت /عبر وسائلها الالكترونية/ تقود هجوم خليل ابراهيم على امدرمان

والسودان يتساءل عما اذا كانت مخابرات مصر.. ما تزال جهة فيها تتعامل مع اسرائيل

وعما اذا كانت دولة أخرى.. عربية لها ضلع في هذا؟

 وسباق وزحام لا ينتهي من الغمغمات .. ينتهي كله الى اشياء منها:

أن المعركة الآن ضد السودان أو مع السودان تشتعل بقوة

وأن المعركة الامريكية الفرنسية الاسرائيلية على النفوذ في المنطقة هي معركة ترسل رسائلها بكل اللغات.

وأن المعركة هذه سوف تذهب في الأيام القادمة لشراء صحف وكتاب وشخصيات .. وشبكات استخبارات .. وسوف تشتعل في كل مكان في السودان.

وأن بعض الكتابات سوف تذهب الى أنه [يجب على السودان أن يتخلى عن دعمه لمنظمة حماس حتى يحظى بالعطف الأمريكي الإسرائيلي وأنه لا  قبل للسودان بمناطحة أمريكا و .]

لكن سوء حظ السؤال هذا يجعله يقابل  في الحال بسؤال آخر وهو:

متى قدمت أمريكا ثمن شيء حصلت عليه؟؟

وماذا بقي للسودان إن هو تخلى عن حماس والمشروع المسلم؟!

والمعركة تبدأ



© Copyright by sudaneseonline.com