From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
القلم أقوى من البندقية/محجوب ابوعنجة أبوراس
By
Apr 17, 2011, 10:54

القلم أقوى من البندقية

 

المكان قاهرة المعز, الزمان شتاء1999 ,  عنوان الندوة  قراءة فى أدب الشاعر فضيلى جماع

فى تقديرى أن هذه من أمتع الندوات التى اقيمت بالقاهرة أبان فترة المعارضة بالخارج فى شتاء ذلك العام,هذا الشاعر المرهف الحس الأديب الذى قلما يجود الزمان بأمثاله,هذا الشاعر الصادق السلس الكلمات المنتقاة من بيئته السودانوية الخالصة أدخل الدفء فى تلك الأمسية الشعرية التى يرجع تفاصيلها للخبر بجريدة الخرطوم بالقاهرة فى ذلك الزمن أن أبناء السودان بمصر موعودون بأمسية شعرية يلقيها الشاعر الأديب فضيلى جماع و ما أن أنتشر الخبر ألا و هيأ كل نفسه منتظرا الميعاد.

قد أتى الشاعر جماع فى ميعاده من عاصمة الضباب و حدد زمان و مكان الندوة الشعرية نعم الندوة الشعرية التى حملها الشاعر فى طياته من أرفع و أجود ما أنتجه من شعر عذب و كلمات صادقة و كأنه على ميعاد أن يقول للشعر و الكلمات هيا أخرجا من فمى فأنى على أنتظار شوق يرنو ليحتضن هذا الكم الهائل المنتظر من أبناء عمومته .لم تقام الندوة فى ميعادها و عاودت الجريدة الخرطوم أذاعة الخبر من جديد أنه قد تم تأجيل الندوة ألى أجل غير مسمى لماذا يا ترى الشاعر فضيلى جماع موجود بالقاهرة فما المشكلة؟ أولآ أتى الشاعر و هو فى ضيافة أحد أصدقائه ألآتحاديين ,ثانيا طلب منه تغيير أجندة الندوة الشعرية فرفض الشاعر, ثالثا واجه الشاعر ضغوطا مستمرة كى يرحل من مضيفه لآخر فرفض و أصرعلى البقاء مع زميله و أن تقام الندوة الشعرية حسبما وضعه هو و بالكيفية التى يريدها هو فهذا شعر و أدب.المهم بأصرار الشاعر قبل قياديو حزب الأمة أن تقام الندوة فى دارهم ,كانت فرحتى كبيرة لأننى من محبى شعر هذا الرجل  و تأتى تلك الندوة بعد فترة غياب طويلة منذ خروجه من السودان فكنت على شغف شديد أن أسمع من أدبه و أنحله أذ للرجل مكانة أدبية رفيعة عندى وكنت متسائلآ و أخوض فى مخيلتى ما الجديد القادم من لندن,كالعادة كنت من أوائل الحضور للقاعة و من حظى ان جلست على مقاعد المقدمة علنى أبصر مخارج كلمات الشاعر و ألتقط منها ما يهون لى سماعه و أن أتمكن من الأستجابة و التطاوع مع أنسياب شعره ما أمكن.

الندو فى مجملها عن غور الأزمة السودانية فى قالب ووعاء أدبى و شعرى رزين أستطاع فضيلى بحسه المرهف أن يثير غور المشكل السودانى و أنجلت عظمة شعره فى القصيدة التى أقرضها و أهداها للراحل د.جون قرنق دمبيور و فيها يطرق أذنىء قرنق أن القلم الذى يحملة الشاعر فضيلى أو أى شاعر آخر كالبندقية التى يحملها قرنق و أن ما تستطيع  البندقية فعله يستطيع القلم أيضا فعله ؟؟؟؟؟ و الكل حائر كيف يا فضيلى جماع؟؟ أستطاع الشاعر فى هذه الأمسية الشعرية النادرة أن يقلد القلم فى جو سرمدى أمتزجت فيه عذوبة شعره مع مشاعر الحضور فى هذا المكان الطلق الحر. و أقول الشاعر فضيلى أنه أختار المكان المناسب الذى أستطاع أن يصدح فيه بخياله البعيد فى أتون أغوار مشكلتنا السودانية.

بعد مضى اثنى عشرة عاما ترجعنى الذاكرة لتلك الندوة و أقلبها ببطء شديد ما ذا عنى الشاعر فضيلى جماع هل كان محقا فى كلماته ام لم أفهمه و الكثيرون مثلى فى ذلك اليوم و كيف يكون القلم كالبندقية و ربما أقوى؟؟؟؟ نعم قد صدق شاعرنا و أنظروا كيف أن القلم لعب دورا عجزت البندقية فى دارفور أن تلعبه,,,عندما قامت الحركات المسلحة فى أقليم دارفور  شأنها فى ذلك شأن المناطق المناطق الأخرى حاملة السلآح و أستطاعت أن تحدث حراكا عسكريا و سياسيا جعلت من قضية دارفور أجندة سياسية أقليمية وعالمية و ظلت تراوح مكانها بل تشعبت و بدات الأنقسامات تثقل كاهلها و تبرز قدرا كبيرا من الشد و الجذب فوجد المؤتمر الوطنى ضآلته فى كثير منها حتى أصبحت المعارضة العسكرية الدارفورية قآب قوسين و أدنى, و نسى المؤتمر الوطنى أن العالم الذى كان غافلآ عن أحداث ومأسآة أنسانية و جرائم حرب لأ يستهان دون رقيب أو حسيب مرت بالسودان من قبل لم يغمض العين عنها هذه المرة و كانت بالمرصاد عما يجرى فى هذا الأقليم و توافق ذلك مع تصاعد مواقف الحكومة السودانية تجاه المواطنين العزل فى الخيام و قرى السلأم ألى أن تدخل المجتمع الدولى موثق ما يمتلك من أدلة و شهود عيان, فكان أن صدرقرار المحكمة الجنائية الدولية. هذا القرار الذى لأ تعدو كلماته الثلأثون كلمة أدخل رئيس الدولة فى قفص الأتهام و تولى أوكامبو الحرب بالوكالة عن أبناء درافور فماذا كانت النتيجة حتى الآن.

بخروج الحركة الشعبية من المعادلة السياسية السودانية أرتفع ملف درافور الساخن من أصله فوق الملفات, و أصبحت الشغل الشاغل للمؤتمر الوطنى و رئيسه وتدفقت الأموال من كل فج عميق تلك الأموال التى كانت حرام على دارفور أصبحت تأتيها من حيث لأ تحتسب من أين ؟؟؟ جامعة الدول العربية, الخليج العربى و أتسعت رقعة الوظائف العليا و القيادية بالدولة لأبناء دارفور وكما أتسعت رقعة الترضيات الى ما لأ نهاية ليس ذلك بجهد البندقية و أنما القلم فالقلم أصدق انباءا من البندقية,,,, و لأ يزال الكرم و الجود من المؤتمر الوطنى ينساب و يغمر دارفور و هى تقول هل من مزيد يا عمر.....و يظل القلم الذى حرك أشجان و ضمائر قياديو المؤتمر الوطنى ليس حبا فى دارفور و أنما حلما يغازل مخيلتهم فى النأىء و البراءة بكل السبل عن التهم الموجهة للرئيس عمر حسن البشير حينها سيكون اليوم الذى يصدر فيه قرارا بشطب القضية بمثابة اليوم الذى أستولت فيه الأنقاذ على السلطة ,, هم ثقيل و أنزاح وقبل أن ستصبح  ولأية دارفور ولأية رقم واحد فى السودان  من حيث التنمية و البنى التحتية سيظل القرارموجود وألى أن يحسم أبناء دارفور وضعهم الأدارى فى ألأستفتاء الذى منحه الرئيس لدارفور زيادة خير و ما زالت مناقشات الدوحة تسير ولم تصل النهاية بعد ماذا لو قرر أبناء دارفور الأستقلأل؟؟؟هذا أذا أحسن أبناؤها التعاطى مع قرار أوكامبو و كذلك التعاطى مع سخاء الأنقاذ,,,,فقادة دارفور بالداخل الذين يجنون ثمار أبناءهم بالخارج بلأ جهد أن لأ تصبح الحكاية مثل طريق الأنقاذ الغربى الذى لم تعرف أين ذهبت أمواله,, الآن يتكرر المشهد بصورة أكبر و بقوة دفع أسرع و من ورائكم ,أوكامبو و قطر التى ستقطر كرونى بماء عذب فهلأ أستغلتم هذه الفرصة التى جاءت اليكم من قلم أوكامبو ,, لأ من بندقية شوقار و لأ أركو منى ولأ خليل و لأ أبكراى  فالتنمية الأقتصادية و البشرية و الأجتماعية تحتاج اجهودكم و أن لأ نحتاج للمثل القائل (تمشى لى كرونى يأكلى جوافة نىء).

السلأح و البندقية لم يأت بشىء فى دارفور لولأ قلم أوكامبو فالشاعر فضيلى جماع تأمل فى مشكلتنا بعمق و صدق و كأنه على موعد بقرار من المحكمة الجنائية الدولية تثبت ما جنح الشعر قوله و ألى أن يصبح العكس القلم أقوى من البندقية.

هياك الله أخى فضيلى جماع و أبقاءك صادقا فى كلمكتك التى لأ تخيب و أطال من عمرك حتى تسهم  فى ضمد جراح وطننا الحبيب و هو ينادى أبناءه الأوفياء صادقى الكلمات و الحس أن تنداح كلماتهم و تنساب فى ربوعه لتدغدغ مشاعر الحادبين لهذا الوطن العزيز

 

و الى اللقاء

 

 

محجوب ابوعنجة أبوراس

مدينة كونزلأند- أستراليا

 



© Copyright by sudaneseonline.com