From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
موسيفيني وأفورقي وبيوت العنكبوت!!/الطيب مصطفى
By
Apr 17, 2011, 10:47

زفرات حرى

الطيب مصطفى

موسيفيني وأفورقي وبيوت العنكبوت!!

 

زار وزير الخارجية علي كرتي يوغندا وقال خالد موسى الناطق باسم الخارجية «كالعادة» إن الزيارة «كانت ناجحة بكل المقاييس حيث اتسم الحوار مع الرئيس موسيفيني بالوضوح والشفافية مما أسهم في إزالة اللبس الذي علق بمسار العلاقات الثنائية» وأضاف «إن البلدين اتفقا على فتح صفحة جديدة للتعاون وتكثيف اللقاءات المشتركة» وأشار خالد موسى إلى أن «السودان يقدِّر تعهُّدات الرئيس اليوغندي بأنه لن يسمح بدعم وإيواء حركات دارفور في يوغندا»!!

اسمحوا لي إخوتي واعتبروا حلفي بالطلاق لغوًا لا يؤاخذ الله تعالى عليه إن شاء الله ويمكن أن يُكفَّر عن الوقوع فيه وفقاً لفتوى علماء ثقات فهذه العادة الذميمة «تتاورني» عندما تشتد الحاجة إليها وأُضطر إلى اقترافها: «عليّ الطلاق يا علي كرتي لم أصدقك ولن أصدقك فيما يتعلق بتحسُّن العلاقة مع موسيفيني ولن أصدق أن صفحة جديدة قد فُتحت للتعاون كما لن أصدِّق تعهُّدات الرئيس اليوغندي بأنه لن يسمح بدعم وإيواء حركات دارفور!! بل إني أقول إنك لم تفعل أكثر من «تدليك» الدرب وإضاعة الوقت والمال في رحلة لو أمضيتَ وقتها نائماً لكان ذلك أكثر فائدة»!!

بالله عليكم هل شهدت العلاقات منذ أن وطئت قَدَمَا هذا العدو اللدود سدة الرئاسة في يوغندا.. هل شهدت غير الشرّ والكيد والعداء للسودان الشمالي؟! ثم ألم تقرأوا تصريحات د. أمين حسن عمر قبل سفر كرتي إلى كمبالا بيومين والتي اتّهم فيها يوغندا بإيواء ودعم متمردي دارفور؟!

أقول للأخ كرتي إن رئيس الجمهورية زار موسيفيني أو التقى به عدة مرات فهل خفّف ذلك من غلواء الرجل وكراهيته للشمال؟! هل نسيتم تهديده بالقبض على الرئيس وتوعُّد وزرائه وزيارات أوكامبو لكمبالا وتنسيقه مع موسيفيني والذي جعل البشير يُحجم عن زيارة كمبالا وحضور المؤتمر الذي انعقد بها خلال العام المنصرم؟!

إن عداء موسيفيني للسودان الشمالي يقوم على «عقيدة» الإفريقانية المبغضة للإسلام والعروبة فهو عداء إستراتيجي فكري ثابت لا يمكن مقارنته البتة بالعداء التكتيكي الذي يتغير بتغيُّر الظروف والمصالح والذي يمكن أن نصف به حالة الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي لا ينطوي على إستراتيجية تسعى إلى إعادة هيكلة السودان أو تغيير نظام الحكم.

موسيفيني يا إخوتي الكرام في وزارة الخارجية وفي المؤتمر الوطني انغرست في نفسه العقيدة الإفريقانية التي بلورها بعضُ الزعماء الأفارقة انحيازاً اثنياً للزنْوَجَة ليس على أساس فكري أو انطلاقاً من هُوية ذلك أنه لا توجد هُوية مشتركة تجمع بين الأفارقة وقامت كثيرٌ من النضالات والتمردات انحيازًا لهذه النظرية المنفعلة بمعاناة الحقبة الاستعمارية التي ولَّدت شعوراً معادياً لكل ماهو غير زنجي فكانت ثورة جنوب إفريقيا ضد حكم البيض وحركات التحرُّر الوطني في معظم أقطار القارة الإفريقية ضد الاستعمار.

بالنسبة لموسيفيني فقد كان من سوء الحظ أنه رافق قرنق خلال فترة دراستهما في دار السلام بتنزانيا وشهدا عمليات التطهير العرقي التي جرت للعرب في زنجبار عام 1964م قُبيل تكوين جمهورية تنزانيا وانفعلا بتلك الحادثة التي مثّلت الخلفية التي أقام عليها قرنق مشروع السودان الجديد لاستئصال العروبة والإسلام من السودان.

لذلك فمن الخطأ التعويل على موسيفيني وإضاعة الوقت والجهد والمال معه ذلك أن الرجل سيظل يكيد للشمال ما دام حاكمًا ليوغندا ولن يجدي معه إلا «العين الحمراء» التي تخلَّت عنها الإنقاذ منذ أن ألقت السلاح بتوقيع نيفاشا ولذلك لا غرو أن يتطاول عليها الأقزام من أصحاب بيوت الزجاج مثل أفورقي ديكتاتور إرتريا وموسيفيني رئيس يوغندا.

بمقدور الإنقاذ أن تؤدِّب أفورقي الذي صنعته بيديها ولن يكلِّفها ذلك كثيراً وأعجب والله أن يعقد أفورقي المؤتمرات لبعض القوى السياسية السودانية في إرتريا ويتوسط في الشأن السوداني ويستضيف المعارضة السودانية بينما نطرد نحن المعارضة الإرترية بالرغم من أن أفورقي يقيم في بيت عنكبوت لا يقوى على مجابهة كوم من التراب يُقذف به ناهيك عن العواصف الهوجاء.

الرئيس الإثيوبي الخلوق مليس زناوي صبر طويلاً على تحرُّشات أفورقي ولكنه أعدَّ العدة وقام بتأديبه ولولا التدخُّلات الأجنبية لدخل أسمرا وها هو يتوعَّدُه من جديد بعد أن قام أفورقي ببعض التصرُّفات التي أغاظت زيناوي مؤخراً وأجزم أنه من الغباء المقارنة بين شخصيتي زيناوي رجل المواقف الأخلاقية وأفورقي المتآمر اللئيم أو المقارنة بين إثيوبيا أرض السبعين مليون نسمة وإرتريا أرض الثلاثة ملايين ولذلك ينبغي ألاّ نتردد البتة في الانحياز إلى إثيوبيا التي أعلن رئيسُها أنه سيعمل على اقتلاع أفورقي.

إن مارشح من أنباء حول المؤامرات التي يحيكها أفورقي يشيب لهولها الولدان وأظن أن السودان لن ينعم بالاستقرار طالما ظلّ محاطًا بجيران السوء والفرصة مواتية للتعاون مع إثيوبيا لإسقاط أفورقي أمّا موسيفيني فإنه أعجز من أن يواجه جيش الرب أو المعارضة السياسية التي تتزايد عليه وبدلاً من «تحنيسه» لكي لا يدعم حركات دارفور ينبغي أن نُعمل معه مبدأ العين بالعين والسن بالسن وبمقدور جيش الرب أن يلقنه درساً يجعله يزور السودان متودِّداً بدلاً من هرولتنا نحوه والتي جُرِّبت كثيرًا بلا فائدة فأمثال موسيفيني وأفورقي لا تجدي معهم الحسنى.

لقد تمكّن د. غازي صلاح الدين بحنكة واقتدار من إطفاء لهيب جبهة تشاد وأظن أن الحكومة أفلحت في تعميق أسس التعاون مع ديبي من خلال التعويل على تمتين المصالح وإقامة بعض المشاريع على الحدود كما أن فِرْعون ليبيا يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد زال فِرعون مصر فهلاّ أمّنّا الجبهة الشرقية من خلال إزالة عرش العنكبوت الذي يقيم فيه أفورقي حتى نضيِّق الخناق على المتمردين الذين يُغريهم وجود هؤلاء الأعداء للاستمرار في تمرُّدهم وهلاّ غيّرنا من إستراتيجية التعامل مع موسيفيني الذي لُدغنا من جحره مئات المرات!

 



© Copyright by sudaneseonline.com