From sudaneseonline.com

بقلم: أمين زكريا إسماعيل/ أمريكا
لماذا يصر المؤتمر الوطنى فرض أحمد هارون على جنوب كردفان؟/أمين زكريا اسماعيل/ امريكا
By
Apr 17, 2011, 10:44

لماذا يصر المؤتمر الوطنى فرض أحمد هارون على جنوب كردفان؟

أمين زكريا اسماعيل/ امريكا

[email protected]

سؤال يدور فى أذهان جميع أبناء الولاية و السودانيين بصفة عامة بمختلف اثنياتهم و الوان طيفهم السياسى بما فيهم المنتمين للمؤتمر الوطنى، و تقاطعات اجابته يعلم الكثير منها اعضاء المؤتمر الوطنى و لكن لاسباب نعلمها لايستطيعون مواجهتها، و حتى نبسط الصورة نعود لعرض سريع لاسماء الولاة الذين مروا على الولاية منذ 1994م الى الان 2011م، وكيف تعامل المركز معهم .فبدات الولاية بجبيب احمد مختوم و هو طبيب بيطرى، ثم باب اللواء باب اللة بريمة و هو مهندس، ثم مجذوب يوسف بابكر و هو محامى، ثم محمد مركزو كوكو و هو ضابط امن، ثم سومى زيدان عطية و هو قاضى، ثم اسماعيل خميس جلاب و هو لواء فى الجيش الشعبى، ثم عمر سليمان ادم و هو معلم مرحلة ثانوية و موظفا فى ادارة السلام و الدعوة الاسلامية، ثم احمد محمد هارون  و هو قاضى و شغل عدد من الوظائف الامنية و الدستورية.  

أما مايجمع هؤلاء الولاة هو انتماء جميعهم للانقاذ و المؤتمر الوطنى باستثناء اللواء اسماعيل خميس جلاب المنتمى للحركة و الجيش الشعبى لتحرير السودان، و باستثناء جلاب و اللواء بريمة فالباقين ينتمون للحركة الاسلامية بدرجات متفاوته من الولاء، و بريمة تم الزج به للتخلص منه اذ انه كان من المفترض ان يكون قائدا لسلاح الطيران نسبة لاقدميتة و مؤهلاته، و لكن الانقاذيين كان يرون ان هذا الموقع اى قائد سلاح الطيران موقع سيتخدم ضد ابناء الاقليم و المناطق المهمشة الاخرى و بالتالى لا ينبغى ان يكون شخصا من جنوب كردفان قائدا له، لانه سيتعرف على ادق تفاصيل المؤامرة، و بالتالى عين واليا لفترة محددة، اذ ان العسكريين يجب ان يحالوا للمعاش بعد فقدانهم اى وظيفة دستورية حتى و لو كانت شهرا وذاك لما حدث لبريمة. و باستثناء حبيب مختوم و مجذوب بابكر و احمد هارون، فبقية الولاة المذكورين يتنمون للاقليم.

 فلماذا لم ينجح كل الولاة من ابناء الاقليم فى تحقيق اى نجاحات ملموسة بل انتهت فترات معظمهم بتقارير امنية و رفض جماهيرى؟:               

1- قصد المؤتمر الوطنى تفشيلهم مركزيا لارسال رسالة ان ابناء الولاية حتى المنضمين للمؤتمر الوطنى غير مؤهلين لحكم اقليمهم و بالتالى تصدير ولاة بعقلية امنية تدميرية، حيث عمد المركز على تاخير المرتبات و التقاضى عن اموال التنمية و الخدمات، و خلق فتن و صراعات قبلية، تنتهى برفض جماهير الولاية لابنهم. كما ان فترات معظمهم  لم تتجاوز العام و النصف.

2- سياسة المؤتمر الوطنى المركزية اعتمدت على الزعزعة الامنية المتطرفة و اعادة الانتاج المتكامل، و الوقوف العلنى ضد مصالح المنطقة، بمعنى تشويه الصورة و التاريخ الاجتماعى و السياسى، و هو ما لا يتناسب مع اى شخص فيه ذرة من اخلاق و تربية و انتماء للمنطقة، و بالتالى فان الحكمة، او قضايا التصالح او نقض اى سياسة مركزية تدميرية مربوطة بذهاب الوالى المعنى. و كل الولاة من ابناء الاقليم الذين مروا على الولاية و خاصة المنتمين للمؤتمر الوطنى انتهت فتراتهم بتشويهات اعلامية و قتل سياسى، و منح لوظائف شكلية مركزيا من اجل المعاش و اعادة الانتاج او الوضع على الرفوف.

اهتم الانقاذيون بحبيب مختوم و مجذوب بابكر فى اطار عمل تكتيكى لتأكيد تلك الرسالة التدميرية و القبضة الامنية و بالتالى دعمهم اعلاميا ولف بعض المنتفعين و المطبلين من ابناء المنطقة حولهما و بتسهيلات مالية ذهب معظمها فى اطار مصالح شخصية، و لكنهما لم يقدما اى عمل تنموى و خدمى يذكر.

فلماذا يصر المؤتمر فرض احمد محمد هارون على ولاية جنوب كردفان؟

أحمد محمد هارون: قاضى و اسلامى، عمل مديرا لادارة السلام بالاقليم و هى ادارة امنية و رحل عبرها عشرات الالاف من قرى المنطقة فى اطار سياسة المناطق المحروقة و الابدال السكانى، عمل فى الدفاع الشعبى ثم وزيرا للشئون الاجتماعية بولاية جنوب كردفان و مسئولا عن الملفات الامنية بالمؤتمر الوطنى بجنوب كردفان و دارفور ثم مديرا للشرطة الشعبية بالسودان فوزير دولة بالداخلية، ثم وزير دولة بالشئون الانسانية، يعتبر صاحب اسوا ملفات فى انتهاكات حقوق الانسان و خاصة فى جبال النوبة و دارفور، و هو اول شخص فى تاريخ السودان مطلوب القبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية و الانتربول بتهم تتعلق بالابادة العرقية و الجرائم ضد الانسانيةـ عبر ضغط دولى تمت ازاحته من وزارة الشئون الانسانية، و بعد اختيار الحركة الشعبية للحلو نائبا لوالى جنوب كردفان و وزيرا للحكم المحلى، استبدل المؤتمر الوطنى عمر سليمان باحمد هارون، واصفا سليمان بالضعف و عدم المقدرة على مواجهة الحلو.

و لقد وصف تقرير دولى نشر قبل فترة احمد محمد هارون فى احدى فقراته بالنص  الاتى:

(اختتم التقرير ببروفايل وسيرة ذاتية وتحليل نفسى لأحمد محمد هارون والى ولاية جنوب كردفان الحالى الذى أشار التقرير الى انه أول سودانى فى تاريخ السودان  القديم و الحديث يطلب دوليا للعدالة العالمية لما اقترفه من جرائم إبادة عرقية و تهجير فى دارفور وقبلها فى جنوب كردفان حينما كان مديرا لادارة السلام و هى ادارة امنية و من ثم وزيرا للرعاية الاجتماعية و نائبا للوالى بجنوب كردفان ثم مديرا للشرطة الشعبية فوزيرا للدولة بوزارة الداخلية ثم وزيرا للدولة بالشئون الانسانية. و اشار التقرير ان صقور المؤتمر الوطنى بعدما رضخوا للضغوطات الدولية بعزل هارون من وزارة الشئون الانسانية اختلفوا حول كيفية التعامل معه و خاصة ان موضوع الرئيس البشير لم يصل الى التعقيدات التى وصل اليها الان، حيث رأت مجموعة متطرفة نيلية بالمؤتمر الوطنى تسليم هارون كعربون لصفقة دولية باعتبار ان هارون تصرف فى دارفور من تلقاء نفسه من دون توجهات مركزية، خاصة ان هارون القاضى و السياسى كان يوجه شفهيا لتنفيذ مخططات المركز فى دارفور، و بالتالى قد لا تكون لديه المستندات الرسمية لتوريط الدولة فى حالة تسليمه، مجموعة أخرى ترى أهمية التخلص منه بطريقة او باخرى كما فعلت بقيادات اخرى لنفاذ المهمة التى أوكلت اليه و التخلص من الضغوطات الدولية، بينما رأت مجموعة أخرى اغراقه بمبالغ مالية كبيرة و تسهيلات فى العمل التجارى و الاختفاء عن العمل السياسي نهائيا، الا ان هذه المجموعه تخوفت من احتمال القاء القبض عليه كما انها تعلم طموحاته السياسية الذائدة. و كان رأى المجموعة الاخيرة هو تعيينه واليا لجنوب كردفان ، و هذه المجموعة ترى ان وجود هارون فى تلك الولاية سيبعد عنه الانظار الدولية، كما انها فرصة تصحيح اخطائه التاريخية فى دارفور و جنوب كردفان، و فى حالة نشوب أى خلافات او حرب فأن هارون سيسلم من الدولة للمحكمة الجنائية كصفقة باعتباره كرر نفس الاخطاء من دون توجيهات عليا، و ذكر التقرير ان شعب جبال النوبة و دارفور سيوجهون دعوة لهارون ليكون شاهد ملك فى المحكمة الجنائية. التقرير اشار الى ان هارون يدرك كل السناريوهات و لكنه اطمان قليلا بعد اعلان امر قبض الرئيس من قبل المحكمة الدولية، رغم من انه يعلم ان وضعية الرئيس تختلف تماما عنه، فهارون الذى رفضت ان تعطيه السعودية تأشيرة اداء الحج و العمرة يزورها البشير اكثر من مرة فى السنة كما يزور عدد من الدول العربية و الافريقية التى لا يتجرأ هارون للذهاب الى سفاراتها. وبالتالى يرى التقرير ان هارون محاصر دوليا و لا يصلح لقيادة اقليم جبال النوبة/ جنوب كردفان لتحقيق تطلعات شعب الاقليم فيما يتعلق بالمشورة الشعبية التى تطلب تواصلا اقليميا و دوليا من اجل الدعم و التنمية و الخدمات و المنح و البعثات الدولية و توقيع القروض و المعاهدات ...الخ. ولكن التقرير اشار الى ان هارون رغم الاختلاف حوله داخل المؤتمر الوطنى الا انه يعرف كيف يبعد خصومة من دوائر المنافسة الداخلية بالمؤتمر الوطنى، حيث استطاع هارون بذكاء ابعاد أحمد الصالح صلوحه الذى كان من التيار الذى وقف ضد ترشيح هارون للانتخابات القادمة لمنصب الوالى، و كان صلوحة رغم فشلة فى ادارة صندوق تنمية غرب كردفان الذى انشأئه المؤتمر الوطنى و تناسى الصندوق القومى للتنمية وفقا لاتفاق السلام فى محاولة لاستفزاز النوبة و خلق عداءات بين المسيرية و النوبة و خاصة الحركة الشعبية، الا ان الحركة الشعبية تعاملت بحكمة كبيرة فى هذا الامر ذاكرة بانه اذا تمت تنمية جزء من الولاية فى المنطقة الغربية فهو عامل جيد لازالة التهميش فى جزء عزيز و يتيح مجالا فى حالة توفر دعومات اخرى لمناطق مهمشة اخرى من الولاية، الا ان صندوق غرب كردفان اصبح ماكله و وسيلة للمعاش فثار ضده سكان غرب كردفان أنفسهم. فلذا فان هارون بعد ان تأكد له ان صلوحة يعقد اجتماعات لبعض قيادات المؤتمر الوطنى من جنوب كردفان فى مناطق كمدينة بارا بشمال كردفان لابعاده من منصب الوالى و الترشيح مستقبلا، عمل هارون على ابعاد صلوحة بزجه فى قائمة حزبية بالخرطوم مضمونة التزوير لركنه فى الجهاز التشريعى و تحطيم طموحاته فى الاجهزة التنفيذية بما فيها صندوقه السابق، و استطاع هارون التخلص من الدكتور عيسى بشرى بنفس الطريقة حيث فاز فى دائرة الازهرى و دخل البرلمان، الا ان هارون يعلم خبث عيسى بشرى فرفع من وزير دولة فى وزارة التقانة الى وزير لنفس الوزارة بعد تعيين وزيرها السابق ابراهيم احمد عمر مستشارا للرئيس. فى جانب تحليلى نفسى لهارون اشار التقرير الى ان هارون يعيش حالة نفسية صعبة، ربما لشعوره بالذنب فى قتل الابرياء و تشريدهم من قراهم فى دارفور و جبال النوبة وخاصة بعد منعه من السفر الى السعودية للحج الذى كان يعتقد ان ذلك سيكفر من سيئاته، كما انه يعيش حالة خوف من مستقبله السياسي و مواجهة المجتمع الدولى بجانب ان هارون يعانى العديد من الامراض، ورغم ذلك اشار التقرير ان هارون يتميز بعقلية حربائية متلونة يستطيع ان يوهم كل من لا يعرفه بانه ملاك و له دهاء سياسى و روح انتقامية حتى من اقرب الناس اليه و يوصف باللؤم احيانا) .

و حتى نبسط الصورة لاهلنا فى جنوب كردفان حتى لا يقعوا فى خطأ تاريخى يندموا عليه فاليكم قراءة لواقع تعامل المركز مع ملفات الولاية عبر هارون:

1- فالمركز و حكومة المؤتمر الوطنى فى عهد هارون بدات فى تنفيذ سياسات تعتقد انها ستغير عقلية شعب الولاية، حيث ضخ لهارون جزء من المال لبداية مشروعات تنموية، لايهام شعب الولاية  ان استكمال تلك المشروعات مرتبط باستمرارية هارون رغم انف شعبها، و هذا النهج سيعجل برحيل المؤتمر الوطنى من كل السودان، لان حقوق الشعوب لا تعطى كمنحة او كوسيلة للضغط، انما مسئولية الدولة ان توفر التنمية و الخدمات و الفصل الاول و غيرها و فقا لتعداد السكان، كما ان المشاركة فى السلطات المحلية و الاقليمية و على مستوى المركز تضبطها قوانين و دستور و نظم، و ليس هبات كما يصور المؤتمر الوطنى ذلك للشعب. لا تسقنى كأس الحياة بذلة    بل اسقنى بالعز كأس الحنظل

كأس الحياة بذلة كجهنم      و جهنم بالعز أفضل منزل

2- تفريط المؤتمر الوطنى فى ثلث مساحة و سكان السودان عبر التلاعب فى حقوق شعب جنوب السودان و عدم التطبيق الامثل لاتفاقية السلام الشامل قادت الى انفصال جنوب السودان، و بالتالى يعتقد المؤتمر الوطنى ان فوزه فى جنوب كردفان سيخفف من الهزيمة النفسية و السياسية و الاقتصادية بفقدان جنوب السودان، و فرض مشروعه الحضارى المزعوم.

3- يعتقد المؤتمر الوطنى ان ثروات جنوب كردفان البترولية و المعدنية و الزراعية و الحيوانية و الغابية يجب السيطرة عليها بشكلها الحالى او بصورة اسوأـ لان العقود و التنمية التى نفذت فى مثلث حمدى العنصرى بضمانات البترول، و بذهاب الجنوب سينهار النظام اقتصاديا و يدخل فى اشكالية جدولة الديون بنسب ارباح عالية، بجانب خروج الشعب للشارع بسبب الغلاء الذى بدأت ملامحمه تتفاقم يوما بعد يوم فى كل أنحاء السودان، و بالتالى يرى المؤتمر الوطنى ان السيطرة على تلك الثروات يجب ان تتم عبر شخصية مطيعة و منفذه لسياساته حرفيا كأحمد هارون، على حساب مصالح شعب الاقليم الذى يسعى لانتزاعها عبر مشورة شعبية حقيقية.

4- يعتقد المؤتمر الوطنى ان هارون المتورط و المطلوب من المحكمة الجنائية و الانتربول يجب ان يفوز لان ذلك حسب اعتقادهم  بمثابة رسالة للمجتمع الدولى  بان القضية سياسية أكثر من كونها قانونية.

5- ولاية جنوب كردفان لها اطول شريط حدودى مع دولة السودان الجنوبى فى 9 يوليو القادم حيث تحد اربعة ولايات و معظم مناطق انتاج بترول الجنوب تحد الولاية و معظم انابيب البترول  تمر بالولاية، و بالتالى فى حالة عدم اتفاق دولة الجنوب السودانى و المؤتمر الوطنى فى قضايا الحدود و البترول و ابيي و غيرها، فان هارون هو الشخص المؤهل، لقيادة الحرب فى المنطقة و دعم المليشيات الشمالية و الجنوبية فى الشريط الحدودى و زعزعة امن السودان الجنوبى و هو ما يتضرر منه مواطنى الدولتين و خاصة ساكنى الشريط الحدودى، من حيث الاستقرار و الانشطة الاقتصادية سواء كانت زراعية او رعوية او تعدينية و غيرها.

6- يعتقد المؤتمر الوطنى ان هارون كشخص مطيع للمركز و مكبل بقيود الجنائية، و يمكن ان يتم المساومة به كما اشار التقرير و ليس له علاقة مباشرة بالاقليم تسئ لاسرته و تاريخها عبر الاجيال، بجانب ملفاته السيئة فى دارفور و قبلها فى جنوب كردفان، فانه الشخص المناسب للعب الادوار الخبيثة فى الاقليم.

فما هى الاساليب و السناريوهات التى ينتجها المؤتمر الوطنى لدعم هارون لتحقيق اهدافه:

1- الدعم التنموى غير المكتمل: لايهام الشعب بان هارون هو الشخص المناسب لاستكمال تلك المشروعات.

2- الوقف المؤقت لنشاط المليشيات التى تم تسليحها من المؤتمر الوطنى، عبر مؤتمرات صلح عقدت فى الفترة السابقة قادت الى هدوء امنى و قد تستخدم فى اى وقت آخر،كما حدث فى منطقة الفيض أم عبدالله فى منطقة تقلى ، و هى مسقط رأس عبد العزيز الحلو كمحاولة استفزازية للعودة لمربعات الحرب حيث قتل عدد 26 من الاطفال و النساء معظمهم حرقا و جرح أكثر من 74 شخص و حرق اكثر من 500 منزل فى 4 أحياء.

3- استخدام المؤتمر الوطنى الاعلام المفرك و المشوه عبر الاذاعة و التلفزيون و الصحف و الندوات لتضليل المواطنيين، عبر البيانات المفبركة و خطابات التحريض التى تم نشرها المتعلقة بحزب جاد الديمقراطى و الجنوبييين الجدد و غيرها..

4- الدعم المالى: حيث اجتمع حوالى 14 والى فى مدينة الابيض قبل ثلاثة اسابيع و قدموا دعما كبيرا قدر بعشرات المليارات من ولايتهم و وسائل حركة فاقت المئات من السيارات، مستغلين امكانيات الدولة فى عمل سياسى انتخابى، فى الوقت الذى لم يقدم احد هؤلاء الولاة دعما لبناء عنبرا او فصلا او حفر بئرا او مضخة مياة. و هذا بخلاف دعم المؤتمر الوطنى.

5- شراء الذمم و العملة المزورة: ضخ المؤتمر الوطنى مليارات الجنيهات السودانية معظمهما مزورة بغرض شراء الذمم و الوصول الى اغراضه بعد تزييف ارادة الجماهير و تزوير الانتخابات، و من ثم عدم اتاحة الفرصة لضعاف النفوس و باعى الذمم من الاستفادة من تلك المبالغ المزورة فى الحالتين، فى حالة الفوز بالتزوير او الخسارة، و قد تقود هؤلاء لمساءلات قانونية تزج بهم فى السجون.

6- الدعم السياسى: عملت كل القيادات السياسية للمؤتمر الوطنى مستقلة كل امكانات الدولة فى حملة دعم هارون و كان اولها زيارة نافع فى افتتاح الحملة الانتخابية فى 4/4/2011 و التى شكلت احباطا للمؤتمر الوطنى (حتى بعد جلبه لعناصر من خارج المنطقة و الاقليم و تحميمه لعمال الذهب القادمين من ولايات اخرى وزج بهم فى استاد كادقلى)، خاصة بعد مقارنتها بتدشين حملة الحركة الشعبية فى 7/4/2011م التى لم يسعها استاد كادقلى و لا ساحاته الخارجية، و هو ما قاد لاستدعاء أحمد هارون الى الخرطوم و توجيهه بالقيام باغتيالات و كان اول تنفيذ له فى قرية الفيض ام عبدالله فى 13/4 الثامنة صباحا منفذه باثنين لاندكروزر تاتشر و عدد من الجمال، قبض على ثلاثة منهم و يتلقون العلاج و جارى التحرى معهم و قد اقفوا من محاولة للهروب. كما كانت محاولة اغتيال الاستاذ/ على كوكو الذى كان وزيرسابق للثقافة و الاعلام فى فترة عمر سليمان، و مستشارا فى فترة هارون، الا ان هارون رفته و عين مدير مكتبه بدلا عنه بعد ان اعتبره يتآمر عليه مع مجموعة محمد الصالح صلوحة التى اجتمعت فى بارا رافضة ترشيح هارون لمنصب الوالى، و لقد وصف هارون على كوكو بوصفات بذيئة نعف عن ذكرها احتراما للاستاذ على كوكو الذى ذهب و استقر فى قريته بهيبان لاكثر من عام مزاولا مهنة الزراعة، و لقد تفاجأ المؤتمر الوطنى فى حملته بهيبان التى جاءها من كادقلى ب 12 سيارة الا ان عدد مستقبليه لن يعدو 11 شخص جاءوا مجاملة، و اشارت اصابيع اتهام الوفد ان كوكو هو الذى قام بتحريض المواطنيين على الرغم من ان المنطقة تعد من المناطق المحررة المقفولة لصالح الحركة الشعبية، كما ان كوكو رغم انه ينتمى للمؤتمر الوطنى الا انه انزوى عن العمل السياسى بعد خلافه من احمد هارون، و بالتالى فان المستهدفين ارادوا شل حركة على كوكو عبر تصويب 103 طلقة فى سيارته الخاصة دون المساس باى روح، و استطاعت السلطات المحلية فى هيبان القاء القبض على بعض المتهمين.

و سيستمر دعم المؤتمر الوطنى السياسى لهارون فى زيارتين يقوم بهما كل من على عثمان طه و عمر البشير فى خلال الاسبوعين القادمين.

الطامة الكبرى و الضربة القاضية لهارون و المؤتمر الوطنى هى التى وجهها شعب المسيرية فى المنطقة الغربية. فجانب احداث الفولة التى يعلمها الجميع  اشار تقرير دولى نشر قبل ايام  الاتى نصه:

( و من ناحية أخرى تعرض والى ولاية جنوب كردفان أحمد محمد هارون المطلوب للعدالة الدولية بتهمة جرائم الحرب و الجرائم ضد الانسانية متضمنة القتل و الابادة و التهجير و الاغتصاب لوابل من الرصاص من ابناء المسيرية اثناء مخاطبتهم أمس بالميرم و محاولة خداعهم عبر وعود كاذبة كررها اكثر من مرة و سبق ان زور هارون 38 ألف صوت باسم مسيرية الميرم فى السجل الانتخابى، ضبطتها القوى السياسية بالولاية و اعترف المؤتمر الوطنى بالتزوير و قامت مفوضية الانتخابات بالغائها. و سبق ان استقبل هارون قبل يومين باقل من 150 شخص فى مدينة بابنوسة احد منارات منطقة المسيرية، و وصفوا هارون بالهوان الذى قتل اهله بدارفور و المطارد دوليا فكيف له ان يكون رؤفا بالمسيرية و النوبة و الحوازمة و بقية سكان الولاية متسائلين اين نصيب المنطقة من بترولها طيلة السته اعوام السابقة.                                    

و يؤكد مراقبون دوليون ان حظوظ هارون و المؤتمر الوطنى فى الفوز فى انتخابات الولاية اصبحت ضعيفة او شبه معدومة  وفقا للوقفة الجماهيرية الكبيرة لمواطنى جنوب كردفان مع مرشحى الحركة الشعبية لتحرير السودان لمنصب الوالى و المجلس التشريعى، من خلال تدشين الحملة الانتخابية فى مدن الولاية المختلفة و التى كانت اليوم بمدينة الدلنج التى ضاق استادها و شوارعها بدعم مرشحى الحركة الشعبية، و  كان لتدشين حملة الحركة الشعبية بمدينة كادقلى فى السابع من الشهر الجارى اكبر صدمة للمؤتمر الوطنى مقارنة بالحملة التى دشنها نافع على نافع فى الرابع من نفس الشهر، هذا وقد هنأ بعض عقلاء المؤتمر الوطنى الحركة الشعبية بالفوز المقدم وفقا للدعم الجماهيرى الكبير الذى اظهره الشعب. و حول تصريحات حاج ماجد سوار مسئول التعبئة و قائد الدبابين التى قالها فى العباسية قبل يومين فيما يتعلق بالحركة الشعبية و تطبيق الشريعة الاسلامية و الجهاد ، قال مراقبون دوليون انهم سوف يفتحون ملفات حاج ماجد سوار و كل المعلومات الامنية و السياسية المنطوقة و المكتوبة التى ذود بها المجتمع الدولى بعد خلافات القصر و المنشية و انشقاقه مع الترابى الذى ذكر فى احدى مقولاته واصفا البشير بالطرطور الذى تنكر لفضائل شيخه ذاكرا انه( اذا دخل الترابى فى جحر ضبط لدخلنا معه)، و سيكشف التقرير ايضا ما وصفة حاج ماجد سوار لما تعرض له من مراقبة و مطاردة من أجهزة أمن عمر البشير، و التعذيب الذى وجده محمد ابن اخيه ضو البيت و الحالة التى كان يمر بها و هو على ظهر دراجة بخارية بين الحاج يوسف مكان سكنه و مواقع أخرى، بجانب الحالة الاقتصادية الصعبة التى كان يمر بها، و خسارته فى صفقة الصمغ و مساوة المؤتمر الوطنى له بالشيكات الطائرة و السجن او ملئ استمارة العضوية للمؤتمر الوطنى، و سيفصل التقرير الجانب التكتيكى لعودة حاج ماجد محمد سوار الى حظيرة المؤتمر الوطنى التى يشغل فيها الان منصب التعبئة السياسية و وزيرا للشباب و الرياضة) ( انتهى التقرير).

و فى الختام نأمل ان يكون المؤتمر الوطنى به من عقلاء يحترمون ارادة شعب الولاية و ان العالم اصبح بفضل ثورة التكنلوجيا قرية صغيرة، و الا فان الثورة الشعبية سوف تنطلق فى كافة انحاء السودان و ان قمعها سيواجه دوليا كما حدث فى العديد من بلدان العالم، نامل ان يخرج الشعب السودانى فى العاشر من مايو فى مسيرة سلمية للنصر و التغيير و امل ان تكون مفتاحا لكل القوى السياسية و الشباب و الطلاب و منظمات المجتمع المدنى حتى  يشارك الجميع فى وضع دستور يحترم تنوعه ويحقق امنا و استقرارا للسودان، و يعيد هيكلة الدولة السودانية بما يرضى تطلعات كل الشعب السودانى و ينشأ نظاما ديمقراطيا و خدمة مدنية خالية من المحسوبية و الفساد و يحل قضية دارفور العادلة و المعيشة الطاحنة، و ينشل اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب و الفاشلة، و يعفى ديونه.

امين زكريا إسماعيل/ أمريكا

              18/4/2011م

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com