From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
شرق السودان تحت رحمة الطيران الإسرائيلي والبلد غفيرو نائم. الحلقة (2) بقلم/عثمان همد
By
Apr 17, 2011, 10:24

شرق السودان تحت رحمة الطيران الإسرائيلي والبلد غفيرو نائم.
الحلقة (2)
بقلم/عثمان همد
كما أسلفنا في الحلقة الأولي من المقال أن الحكومة السودانية احتفظت برد مناسب لنفسها. وتنمني أن يكون هذا الرد أو الفعل علي إسرائيل مساويٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه  والجزاء من جنس العمل.من اجل استعادة جزء من كرامة الإنسان السوداني التي أهدرت تحت ضربات صواريخ الإسرائيليين في بورتسودان،ولنؤكد للعالم أننا لسنا دولة فاشلة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً كما تصنفنا مؤسسات الشفافية العالمية.غارة الثلاثاء الإسرائيلية  المشئومة علي  بورتسودان ، قتلت ظلماً وعدوناً  وبدم بارد أثنين من أبناء البجا.  وأعتقد الشهيدين لم يكونا من تنظيم قاعدة الجهاد العالمية ولا حركة حماس الفلسطينية ولا حتي من كتائب نافع ومندور الإستراتيجية التي كونت لتدمير شباب التغيير من الفيسبوكيين السودانيين الذين يسعون لقلب نظام المؤتمر الوطني الحاكم . من حقنا أن نتساءل من المسئول عن دماء البجا التي تسيل علي ارض البحر الأحمر الطاهرة ؟ هل وضع البجا بحكم موقعهم الجغرافي والإستراتيجي ضحية  رخيصة لمؤامرات محلية وإقليمية ودولية ؟ وهل أصبح شرق السودان ارض خصبة لتصفية علي احسابات اللعبة الدولية بين الدول والحركات والأجهزة الأمنية وعصابات التهريب في منطقة الشرق الأوسط؟ وهل الحكومة السودانية علي علم بما يجري في شرق السودان وضالعة فيه وتلعب علي الحبلين ولذا تغظ الطرف وتلتزم الصمت لشئ في نفس يعقوب.هذه التساؤلات وأخري تكمن في النفس يوجهها شعب البجا للحكومة السودانية لكشف المستور عنها، وبشفافية تامة وتحميل المسئولين الذين قصروا في أداء واجباتهم السياسية والعسكرية والأمنية ومحاسبتهم.مهما كان شأنهم في الدولة وتطاولت مناصبهم المرموقة في الحزب.لأن حادثاً بهذه الضخامة الكبيرة والخسارة الفاضحة والاختراق الأمني والعسكري المريع يستوجب مساءلة ومحاسبة ومحاكمة...أين صوت أعضاء المجلس الوطني كنواب للشعب ؟ أين أعضاء الكتلة البرلمانية لنواب الشرق من الغارة الإسرائيلية علي بورتسودان؟ لماذا لا يستدعي كل من وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والاستخبارات ويحاسبا ويجردا من منصبيهما لأنهما قصرا في داء مهامهما ، وفشلا في اوجب واجباتهما في توفير الحماية والأمن والدفاع عن الأرض والإنسان من العدوان الخارجي .والمضحك المبكي أن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بدل أن يشرح لنا عن ملابسات الحادث وكيف حدث ومن يتحمل المسؤولية في التقصير الأمني والإختراق العسكري الخطير الذي يتهدد البلاد، ظل يردد تلك الأسطوانة المشروخة والفزاعة المفضوحة التي يكذبها حتي الأطفال والمجانين .هي إن  سبب الغارات الإسرائيلية علي السودان تطبيقه للشريعة الإسلامية. وزير الدفاع رجل فاشل في أداء واجباته والسودانيون يذكرون جيداً انهيار عمارة جامعة الرباط الوطني عندما كان وزيراً للداخلية .وبعد استراحة محاربة قصيرة علي قول الرئيس البشير جاء  بقدرة قادر وزيراً للدفاع  لداهمنا  في عهده قوات العدل والمساواة في قلب امدرمان وعلي بعد أمتار من القصر الجمهوري والنتيجة  مزيد من (لحس الكوع والدغمسة  والرئيس مبسوط مني  ومد اللسان وصلاة العصر عند بني قريظة ).فبني قريظة  يا قوم صلوا عندنا العشاء في بورتسودان وأمطروا أرضنا المكشوفة بصواريخهم  ومزقوا صدورنا العارية بقاذفاتهم الجوية .وستغاث أهل البحر الأحمر بمعتصماه ولا حياة لمن تنادي. فمعتصم الدولة السودانية خارج الشبكة إلي أجل غير مسمي.علي وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن  إن كان فيهما ذرة من المسؤولية والأخلاق والنخوة والخوف من الله أن يستقيلا فوراً من منصبيهما اليوم قبل غداً.وعلي حكومة المؤتمر الوطني المنوط بها حفظ البلاد والعباد في بلاد السودان .أن تتحمل المسئولية والتقصير في مهامها وتقدم اعتذارا واضحاً للشعب السوداني علي ما حدث في بوتسودان. وفتح تحقق جدي في الحادث لتقديم تقرير شفاف لوضع الرأي العام السوداني علي حقيقة ما يجري في بلدهم سياسياً وأمنياُ وعسكرياً ،حتي ولو أدان التقرير شخصيات نافذة من دوائر الحزب والدولة ضالعة في هذه حوادث المتكررة تتكسب وتتاجر بدماء البجا. وأن تقديم الحجج الواهية والتستر وراء عنوان تطبيق الشريعة الإسلامية لم يكن مبرراً مقنعاً لإخفاء الحقيقة المرة  التي يدفع ثمنها أهلنا البجا في شرق السودان من جراء الغارات الإسرائيلية علي مناطقهم .كما أن الشريعة الإسلامية في السودان مفتري عليها من قبل حزب المؤتمر الوطني وهي مجرد عنوان عريض وستار لدغدغة مشاعر السودانيين الدينية .يمارس تحتها كل أشكال الغش والكذب والمحسوبية والرشوة والواسطة والقتل والظلم ،وسرقة أموال الشعب والعنصرية ومصادرة الحقوق والحريات،والفساد الاقتصادي والسياسي ولإداري والفشل العسكري والأمني والاجتماعي.ولو كانت شريعة الله مطبقة قولاً وفعلاً وتقريراً في السودان لطالت الحاكم قبل المحكوم والمسئول قبل المواطن والقطط السمان التي تضخمت وتكرّشت من أكل الأموال الحرام قبل المواطنين المعدمين .ولقطعة الرؤوس القاتلة لمواطنيها والأيادي السارقة لقوت لشعبها .هذه الشريعة الإسلامية الواضحة والبينة في الكتاب والسنة وإجماع فقهاء المسلمين تصلح لكل زمان ومكان.وليست شريعة المناسبات والدعاية الإعلامية من جل التستر والتغطية علي الإخفاق والفشل والفساد. فدولة إسرائيل ليست غبية ولا فشلة..ولست لها علاقة بشريعة السودان وتطبيقها من معدمه.بل تبحث عن أعداءها وخصومها وتلاحقهم أمنياً وعسكرياً للحفاظ علي أمنها الاستراتيجي ووجودها الجغرافي.فهل السودان يحافظ علي أمنه الإستراتيجي بنفس المستوي؟..كما أن فزّاعة تطبيق الشريعة في السودان ليست كما هي مطبقة في السعودية .ولا عروبة السودان أكثرة من عروبة الأردن. ولا القوة العسكرية والأمنية السودانية اقوي من قوة مصر. ولا الوجود الجغرافي والتماس الأمني السودانى أشد تأثيراً من سوريا ولبنان علي أمن إسرائيل . إذاً لماذا تستهدفت إسرائيل السودان الإجابة علي هذا السؤال تجيب علي الحكومتين الإسرائيلية والسودانية...؟ 


© Copyright by sudaneseonline.com