From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
بعد فشل المشروع الحضارى ... الحل مشروع السودان الجديد. بقلم: عادل احمد موسى.
By
Apr 16, 2011, 13:06

بعد فشل المشروع الحضارى ...  الحل مشروع السودان الجديد.

 

بقلم:  عادل احمد موسى.    

 

فى بدايات ستينات القرن الماضى بدأت الحركة الاسلامية لجماعة الاخوان المسلمين بالسودان، على حسب ما استوردت الفكرة من جماعة الاخوان المسلمين فى مصر،  كتقليد السودانيين للمصريين فى كل شىء، حتى فى وشم النساء، والعادات الضارة مثل الختان الفرعونى للاناث ، وتبعية الحزب الاتحادى الديمقراطى، وحتى سياسات حزب المؤتمر الوطنى تقلد الحزب الوطنى البائد، والموضة المصرية نقلدها تقليد اعمى فى السودان، لا تجد زول حائم بالشارع اثناء عرض حلقات المسلسل المصرى بالتلفاز السودانى.

السودانيين قاموا بثورتين فى التاريخ الحديث، اكتوبر 64م وابريل 85م، وربما يقلد  السودانيين المصريون فى ثورة 25 يناير من هذا العام الذى انفتحت فيه ابواب السماء للمستضعفين والمهمشين فى دول المنطقة.

منذ بواكير الاستقلال لم نتوصل لهوية سودانية تشعرنا بسودانويتنا مائة بالمائة، وتلمنا باريحية بالسودان، ضحك علينا العرب منذ عهد المماليك، واستهزأ بنا الافارقة منذ عهد نكروما، وصفونا العرب بالعبيد، واطلقوا علينا الافارقة رجل افريقيا المريض، واستهبتنا شعوب العالم.

لاننا استهبلنا هويتنا السودنوية وطمسنا معالمها، ولعنتنا ثقافة العروبة وسخرية الزنجة معا.

مثلا عبارة كثيرا ما تردد بالسودان : باركوها يا جماعة إنتو اولاد عرب. ويا ليتها كانت "باركوها يا جماعة انتو أولاد بلد"، كما نحت الاستعلائية الوهمية منحا خطيرً، وهو منحى التصنيفات الجهوية والعرقية، فمثلا يطلق على مواطن الشرق (أدروب) ، ومواطن الغرب (غرابي) ،  وذو البشرة الفاتحة (حلبي) ، ومواطن الجزيرة ) عربي جزيرة( ، ومواطن جبال النوبة )نوباوي  (وبالشمال النيلى )عربي شندي وعبيد شايقية) ، اضافة للتصنيفات التي إتخذت طابع ولون سياسي.

 فمثلا لفظ "النجور" يطلق على مواطن الجنوب في شمال السودان، ولفظ  "الجلابي"  يطلق على مواطن الشمال في جنوب السودان، ولفظ  "الجنجويد"  يطلق على مجموعات دارفور العربية!، هذا الهراء الطبقى الاجتماعى والافتراء السياسى لم يدل على قصور وادراك وفهم لطبيعة إنسجام المجموعات السودانية وحسب، بل ان دل على شىء انما يدل على ان مشروع الهوية والكيان السوداني فى ظل المشروع الحضارى  بعيدة المنال.

حتى الجنوبيين اطلقنا عليهم لقب العبيد، واثروا الانفصال حفاظا على ماء وجههم.

 وفشل المشروع الحضارى برمته،

البديل اذا هو مشروع السودان الجديد.

 

 نجح الاسلامويون فى حكم دولة السودان فى عقد الثمانيات، ولم ينجحوا فى ادارة شئون العباد والبلاد وصون وحده اراضيها وانقسموا على المشروع الحضارى ، وانفصل الجنوب نتيجة المشروع المشوه.

 وفشل المشروع الحضارى برمته،

البديل اذا هو مشروع السودان الجديد.

 

فشل المشروع الحضارى منذ عام   1995م عندما انقسم اسلاميو السودان بين زنجة  وعرب ، وعند قيام فعاليات المؤتمر القومى العام للمؤتمر الحاكم  فى 1997م، تم ترشيح القيادى الشفيع احمد محمد من ابناء دارفور لامانة المؤتمر، لكن الامانة العامة آلت الى القيادى غازى صلاح الدين عتبانى بالتزوير، وظل الصراع بين الاسلاميين عرقيا اكثر مما يكون اداريا الى ان تفجر الوضع عام 99م فيما ُعرف بالمفاصلة.

وفشل المشروع الحضارى برمته،

 البديل اذا هو مشروع السودان الجديد.

 

عمل حزب المؤتمر الشعبى، او الزنوج المسلمين على تاليف الكتاب الاسود، وانصهر المؤتمر الوطنى او الزنوج العرب المسلمين فى المشروع الحضارى، وانهزم المشروعان معا لانهما وجهان لعملة واحدة.

 جاء الكتاب الاسود عنصريا يطابق المشروع الحضارى الاحادي ولا يمكن فى اى حال من الاحوال ان يكون بديلا له، لانهما يتفقان فى نفس التوجه الاحادى العنصرى مع القاسم المشترك الايدولوجى.

وفشل المشروعان برمتهما،

اذا البديل هو مشروع السودان الجديد الذى يدعوا الى تقنيين السودنوية، والعدالة الاجتماعية، ومن ثم التنمية المتوازنة والشاملة والمستدامة وبزوغ عصر النهضة السودانية.

السودان الجديد ليس تغييرًا ديموغرافيا للتركيبة السياسية باستيلاء المجموعات غير العربية على السلطة السياسية واقصاء المجموعات العربية، كما توحي مؤسسات السياسة الاعلامية الموجهه فى مركز الخرطوم، بل هو مشاركة قومية شاملة للمجموعات السودانية فى بوتقة واحدة دون استثناء لحكم الدولة السودانية مدنيا وفدراليا فى ظل الدولة الديمقراطية بشمال السودان.

السودان الجديد ليس محصوراً على فئة الزنج أو العرب او قوى الهامش أو القوى الحديثة، ولا مجادلة بيزنطية بين الليبراليين والاسلاميين، أو الاسلاميين واليساريين، ولامنافسة جدلية على السلطة بين العسكر والمدنيين، ولا مقارعة اثنية بين القوميين العرب والقوميين الزنوج، ولا مساومة ايدولوجية بين اقطاب الاحزاب السياسية، بل فكر جديد ينعش الروح الهامدة والجسد المخدر لمركز دائرة المشروع الحضارى.

فشل المشروع الحضارى فى حماية سيادة الدولة السودانية وتقسيمها الى شمال وجنوب، وتشريد السودانيين فى مشارق الارض ومغاربها، وحتى داخل الوطن بالنزوح، والتفريض فى سيادة السودان، ارضا بالتقاعس عن ارض حلايب والفشقة، وجوا بضرب شرق السودان بالطائرات الحربية  الاسرائيلية عدة مرات.

يبقى البديل هو مشروع السودان الجديد.

 

 

عادل احمد موسى.  [email protected]

الجبهه القومية للتغيير ( الخرطوم).

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com