From sudaneseonline.com

أمواج ناعمة بقلم : د. ياسر محجوب الحسين
مبعوث أمريكيا للسودان يخيب الظن/د. ياسر محجوب الحسين
By
Apr 16, 2011, 10:07

 

أمواج ناعمة

مبعوث أمريكيا للسودان يخيب الظن

د. ياسر محجوب الحسين

لم ينتظر السفير برينستون ليمان المبعوث الأمريكي الجديد للسودان قليلا بل سارع ليخيب ظن وزارة الخارجية فيه وهي التي استحلفته بالله وهي ترحب به مبعوثا جديدا بأن يستصحب ما اسمته بالإرث الإيجابي الذي تركه سلفه اسكود غرايشن، خاصة فيما يتصل بالتزام الحيادية بين طرفي السلام، وتعزيز الثقة.. قلنا (وكلامنا عند حكومتنا الرشيدة هو كلام القصير وهو بالضرورة لا يستمع إليه) أن المشكلة ليست في شخصية المبعوث أياً كان ولا حتى في شخصية الرئيس أوباما ذات نفسه ولكن المشكلة في العقل السياسي الأمريكي اجمالا.. أول ما خسرهم المبعوث ليمان لحظه العاثر هم المسيرية وهم مفتاح الحل لمعضلة أبيي.. قطاعات واسعة من قيادات المسيرية انتقدت تصريحات ليمان وقال زعيم القبيلة الكبيرة أن تصريحات ليمان لوسائل الإعلام تأتي تلفيقاً لأكاذيب الحركة الشعبية وزاد قائلاً: (من أجل مصالح متبادلة بين أمريكا والحركة لتجعل أبيي قاعدة عسكرية).. هناك تعارض كبير بين التاريخ والحقائق على الأرض وبين رغبة الولايات المتحدة ورؤيتها لحل معضلة أبيي، إذ ترى واشنطن ما تراه الحركة الشعبية، أبيي جنوبية ولا شأن للشمال والمسيرية بها؟!.. سيفشل ليمان في مهمته طالما خسر المسيرية وخيرا له أن يرجع قافلا إلى هيلاري كلينتون ويعترف لها باستحالة ضم أبيي إلى دولة الجنوب وتجاهل المسيرية.

الحركة الشعبية بدورها مازالت واقعة تحت ضغط وأهواء ما يعرف بأبناء أبيي وهم نخبة لا صلة لها بأبيي من حيث المعرفة الجيدة بتضاريس الصراع وكيمياء العلاقة بين المسيرية ودينكا نقوك.. هؤلاء يجرون الحركة الشعبية نحو جرف هار وهم مستعدون بيع كل الجنوب من أجل أبيي متجاهلين حقائق التاريخ والجغرافيا، إما أبيي جنوبية خالصة أو حربا لا تبقي ولا تذر!!.. سنكون عبثيين إن طالبنا من يحركون قضية أبيي داخل الحركة الشعبية في الاتجاه السالب بالموضوعية وسنكون كذلك عبثيين إن طالبنا ليمان بالموضوعية النسبية التي تمتع بها سلفه غرايشون.. ليمان جاء بدفع قوي من وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون لينتهج سياسة مخالفة لسلفه فلم يكن يعجبها غرايشون مطلقا.. غرايشون كان قد نقل بخلفيته العسكرية المنضبطة بكل (واقعية) ما رأه ولمسه في السودان خاصة دارفور وخلص إلى أنه ليس هناك دليل على تبني السودان للإرهاب وليس هناك ابادة جماعية وأوصى برفع العقوبات عنه والبدء في تطبيع العلاقات بين البلدين لأن كل ذلك يصب في حل مشكلة دارفور.. من قبل أقر غرايشون بتحسن الأوضاع الأمنية والانسانية في دارفور؟ الرجل الذي كان قد تحدث من الفاشر مباشرة سبق وأن تعرض إلى حملة شعواء في الكونجرس حين نفى بشكل قاطع وحاسم وجود ابادة جماعية في دارفور!!.. كل ذلك لم يكن ليعجب كلينتون ومن خلفها اليمين المتطرف.. إن كنا نرحب بتحفظ بغرايشون فإننا بالتأكيد لا نرحب بالسيد ليمان ومن خلفنا قبائل المسيرية التي تعرف كيف تحافظ على حقوقها ومكتسابتها رضي ليمان أم أبى، رضيت زمرة أبناء أبيي أم أبوا ولا نامت أعين الجبناء.



© Copyright by sudaneseonline.com