From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
فلنعلن تضامننا مع الكتاب المصريين المهتمين بالشأن السوداني - محمد عثمان فضل الله
By
Apr 15, 2011, 17:27

فلنعلن تضامننا مع الكتاب المصريين المهتمين بالشأن السوداني - محمد عثمان فضل الله

 

الحمله التي تتعرض لها الصحفيه المصريه اللامعه أسماء الحسيني من قبل بعض المحسوبين علي صحافة النظام الحاكم في السودان. بسبب كتبتها لمقال أشارت فيه الي أن السودان ليس بمعزل عن رياح التغيير التي تجتاح المنطقه العربيه.  تكشف مدي الرعب الذي تمكن من النظام الحاكم في الخرطوم وجعله يترنح ذعراً لمجرد الإشاره لتداعيات الثورات العربيه عليه. و علي الرغم من أن الكاتبه تناولت الموضوع بتحليل شامل لحاضر الأوضاع السياسيه الراهنه في السودان كما أن تناولها للموضوع لم يكن عمل مفاجي للمتابع لماضي كتابتها السياسيه لأنه من الطبيعي أن تقوم الكاتبه المتخصصه في الشأن السوداني بمتابعة سير رياح التغير جنوباً ومحاولة إثاره الحوار حول مدي تأثير تلك العواصف التي غيرت تاريخ شمال الوادي المستقر سياسياً و أمنياً علي جنوبه (الذي يعيش منذ سنوات في غرفة الإنعاش السياسي بسبب أمراض الفساد السياسي و الإداري و الحروب الأهليه و و التشطر العرقي و الجهوي) الذي  درج ومنذ ما قبل دولة مروي علي التأثير و التأثر به كما حدثنا عنه المؤرخون و أكدته حقائق الجغرافيا .

 

وعلي الرغم من عادية الموضوع الذي كتبته و الإسلوب الموضوعي والهادي في التناول إستشعر النظام الرعب المدفون في دواخله و بدلاً من الرد علي ماورد في التحليل و توجيه النصح للنظام لكي يتوافق مع الثورات المشتعله في البلدان المجاوره والتي تعتبر معانيها أشد إستهداف له من تونس المستقره  التي عندما تخلصت عن الإستبداد وجدت وطناً واحداً موحداً يؤمه السياح من كافة أنحاء العالم. أو من مصر ا التي كانت لحكامها حدوداً لم يتجاوزوها كما فعل حكام الخرطوم بإحالة كل من ليس معهم لمايسمي بالصالح العام بل إرتكاب كافة الجرائم ضد الخصوم السياسيين و النقابيين و المنافسين التجاريين لنظامهم المرفوض حتي من تلاميذ المدارس الذين لم يسلموا من عنفه .

وبدلاً عن موضوعية الرد علي المقال المذكور ترك ماكتب و إتجهت أنظارهم للكاتبه حيث إنطلقت حمله منظمه ضد الأستاذه أسماء من قبل عناصرهم المعلنه و المستتره من صنف الأقلام الدخيله علي أخلاق و مهنية العمل الصحفي وبهجوم شخصي بلغة الكبريهات  وذلك لأجل إبتزاز و تخويف كاتبة المقال الأستاذه أسماء أو الكتاب المصريين الاَخرين

ونسوا إن حامله الإسم الحسيني لايمكن إبتزازها أو شراء قلمها لأنه قلم حر  يكتب ماتري كاتبته لا ما يريد أولياء نعمة ذلك الصويحفي الذي اوحي له جهله وطالب بمنعها من دخول (ملكه الحر السودان) ونسيئ إن اولياء نعمته ليس في إمكانيتهم تلبية رغبته الطفوليه لأنهم إن فعلوا لن يدخلو في معركه مع الأستاذه أسماء فقط و لكن سوف يجدوا نظامهم في خصومه مع المناضليين من أجل حرية ا الراي و الفكر التي إنتصرت في مصر وغادرها الرغيب الأمني طواعية( للصالح العام). وسوف يواجهوا أيضاً بثورة مصر التي إرتجفت لها أبدان المستبدين. و بكتاب و صحافة مصر. و أحزاب مصر ومنظماته الديموقراطيه التي رفضت لقاء  ولي نعمته . ولأهم بالسلطه في مصر التي أهدي لها البشير أبقاره الشهيره لكسب ودها السياسي وبالتالي فهو لن يدخل معها في مواجه بمنع مواطنه مصريه من دخول أرض تتمتع فيها بالحريات الأربعه بسبب كتابة مقال سياسي عن معاني ثورتها . وهي السلطه التي تستمد شرعيتها من مواطني مصر من أمثالها ويعلم البشير إن معاني الثوره تحتم عليهم عدم التهاون مثله في التعامل بالمثل مع من يقوم بمثل هذاء المنع تجاه مواطن يحمل جواز سفر قامت  الثوره من أجل  كرامة المواطن الذي يحمله.

و إضافة إلي جهل الصويحفي الذي ترك المهنه التي يتطفل عليها .والتي كان علي أمثاله الذين ينتسبون إليها التركيز علي تعلم أخلاقياتها وتجويد مهنيتها بدلاً من القيام بعمل أهل مهنه أخري سيئة السمعه بتقييد حرية حركه أهل صاحبة الجلاله بتطيق قواننين سيئ الذكر الإستثنائيه المقيده للحريات ضد أصحاب الأقلام الحره. وهي القوانين التي ظل الشرفاء من أهل المهنه يناضلون من أجل إلقائها

ولعل هذه الحمله ليست هي الأولي ضد الكتاب المصريين المهتمين يالشأن السودان من قبل أجهزة الأمن بغرض الإستفراد بهم و تحييدهم فلقد حاولوا مراراً وتكراراً  إسكات قلم الدكتوره أماني الطويل  عندما  لم يفهم كاتب السلطان علي يس أن الدكتوره  أماني الطويل حقاً بالطول الذي يمكنها من المساهمه الفكريه و التعرض بالنقد و التحلييل لمختلف القضايا السياسيه والفكريه دون قيد أوشرط . .وهو لم بفهم أيضاً أن تقوم كاتبه متخصصه في العلاقات المصريه السودانيه و باحثه معروفه مثل الدكتوره أماني الطويل بالتعبير عن وجهة نظرها حول طلب علي عثمان القريب بأن تقوم مصر الرسمبه و الشعبيه بدعم نظامه في الأنتخابات والتي كانت نتيجتها مقدماً معلومه . حيث حاول كاتب السلطه النيل من قدر الدكتوره والتقليل من شأنها علي الرغم من أنها حاصله علي أعلي الدرجات الأكادميه ومن أعرق الجامعات المصريه في العلاقات المصريه السودانيه بل تراكمت لديها خبرة عشرات السنوات في المجال الذي كتبت فيه وهي تعتبر من المراجع المصريه النادره في هذا المجال وليست متطفله عليه مثل كاتب النظام الذي دفعه الولاء الأعمي لأولياء نعمته محاولة إلجام قلم الدكتوره الطويل وهو لايدري أنه قلم حر لايمكن إبتزازه أو توجيهه أو تقييده لأن صاحبته خريجة مدرسه صحفيه تلتزم بتقاليد صحفيه راسخه من ناحيتي الشكل و المضمون و تتستند إلي توجه فكري إبماني ونضالي بقضاياء الحريات العامه والديمقراطيه و التضمان مع المناضليين من أجلها .و الإخلاص لها إخلاص الصحابه لصاحبهم المصطفي المختار . وهي لن تحيد عنه مهما تأمروا عليها و هو أمر كان واضح لي منذ ان رأيتها أول مره في دار حزب التجمع في بداية التسعينات وهي تتحدث بثبات عن تجربة إعتقالها في الخرطوم من قبل عناصر سيئ الذكر جهاز مخابرات النظام عندما كانت تقوم بتقطيه صحفيه حول الأوضاع السياسيه في السودان الذي كانت في تلك الفتره زنازينه تئن بالاَلم و بيوت اشباحه تصرخ من التعزيب للدرجه التي كان فيها الكثيرين من الصجفيين الأجانب يتمنون الذهاب للجحيم و لا السودان الذي كان فيه التعزيب أحد أهم الهوايات ويمارس بايشع مما يعزب الأسبان ثيرانهم

 

 

و لأن النظام الحاكم في الخرطوم لم يتعلم من ماضيه و لم يغير عقيدته الإعلاميه القائمه علي إستكتاب الأقلام  التي تعودت علي بيع الكلمه بل  إستجلاب و صناعة نجوم  صحفيه من خارج الحدود  و إعادة تصديرها لسوق القنوات العربيه  الباحثه عن الشكل لا المضمون والمظهر وليس الجوهر . والتشهير و أسكات الأصوات الناقده حتي و لو كان نقداً مثل الذي توجهه الأم لوحيدها .  ولأنهم  لم بستوعبوا  دروس الثورات العربيه كان رد الفعل من عناصر النظام أكثر مما يتوقع أكثر المتشائمين من سلوك النظام تجاه نقاده.

 

ماحدث تجاه الكتاب و الصحفيين المصريين المهتمين بالشأن السوداني يكشف مدي الرعب في قلوب الذين درجوا علي دفن رؤسهم في رمال النظام الشمولي حتي لايروا ولايسمعوا بمساوي النظام التي تفوق ملايين المرات عورات النظم التي ذهبت غير مأسوف عليها أمثال نظام بن علي ومبارك أو تلك التي تحتضر في إنتظار  رصاصات الرحمه من الذين  ثاروا  علي سلطانها.

و لأن النظام الحاكم في الخرطوم لم يتعلم من ماضيه و لم يغير من عقيدته الإعلاميه القائمه علي التشهير و أسكات الأصوات الناقده حتي و لو كان نقداً مثل الذي توجهه الأم لوحيدها كان رد الفعل اكثر مما يتوقع أكثر المتشائمين من سلوك النظام تجاه نقاده    لأن النظام لم  يراعي حتي  ما تحاول معظم النظم القيام به عندما تتعامل مع الصحافه الزائره.

مما تقدم وجب علي  كل حر مؤمن بحرية الكلمه التضامن مع الكتاب العرب و الاجانب  الذين يتعرضون للإهانه في بلادنا ليس لسبب إلا   لأنهم لم يرهنوا أقلامهم  للرغيب الأمني و السياسي و الإعلامي الذي يود أن يحزف كل ما لا يرضي عنه.

 



© Copyright by sudaneseonline.com