From sudaneseonline.com

بقلم : مصعب المشرف
أفـــلام حسني مبارك/مصعب المشــرّف
By
Apr 15, 2011, 11:57

أفـــلام حسني مبارك

 

مصعب المشــرّف:

 

على طريقة الممثل الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين ؛ جاءنا الرئيس المصري السابق المحظوظ  حسني مبارك بأفلام شبيهة . بدأت بحسني مبارك في الحربية ، حسني مبارك في الطيران ، حسني مبارك من تحت كراسي المنصّة ، حسني مبارك في الرئاسة ، حسني مبارك في شرم الشيخ ، حسني مبارك في المستشفى ,,,,,,,,, ولا ندري متى يصور سعادة النجم السياسي الكبير فيلمه الجديد (حسني مبارك في الليمان) ؟

وعلى نفس الشاكلة جاء إبنه ذائع الصيت " جمال " . وربما تلحق بهم عن قريب ربة المنزل السيدة سوزان في بطولة ونجومية أفلام سينمائية شبيهة.

 ومن خلال كل هذا المولد السينمائي الذاهب والآتي الماضي والحاضر؛ تتكشف كل يوم أسرار وتتولد شكوك حول مصير ثورة 25 يناير 2011م .... وحيث لا يزال البعض ينظر بعين الشك والريبة لما يجري من تحركات يطل من خلالها ذيول النظام البائد ، الذين لا يكادون يصدقون حقيقة ما جرى أو يقتنعون بقدرته على الإستمرار وأن الحياة في مصر ستمضي بدونهم . وبالتالي يأملون في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة بشتى الوسائل والحيل والأساليب والأثمان في عصر بات أقلهم حيلة يمتلك المليارات ؛  يساندهم ويساعدهم في ذلك بعض المنتفعين من النظام السابق الذين لا يزال على كراسيهم وفي مناصبهم داخل الإدارات والمفاصل والهيئات الرسمية والإقتصادية والمالية .. وكذلك الإعلامية بوجه خاص .. ولم يسلم حتى الحقل الرياضي من مخرجين ومصورين ومعلقين ثبت بالتجربة ومن خلال فضائح عصر المعلوماتية والشفافية أنهم لا يزالون موالين للنظام البائد الذي كان يدفع لهم بسخاء منقطع النظير. وارتفعت رواتبهم وإمتيازاتهم السنوية في عهده من ملاليم إلى ملايين لأجل تشجيعهم على بيع الذمم وإنكار حقوق الوطن ورب الوطن وحصر مهامهم في التطبيل والتهليل والتهريج داخل السيرك السياسي بالحماس المرتجى لمصلحة النظام القائم وكفى لا غير.

ولعل صوت مخرج مباراة الزمالك ونادي الأفريقي التونسي قبل  أسابيع وهو يلح على معلق المباراة من خلال المايكرفون الداخلي بأن يعلق على أحداث الشغب التي تآمر على فرضها ذيول الحزب الوطني ... ومطالبته لهذا المعلق بأن يذكر أن هؤلاء الذين يعبثون داخل المستطيل الأخضر ويسيئون لسمعة مصر ويخربون إنما هم شباب الثورة .. ثورة 25 يناير المجيدة .....

كل هذا وذاك وما يجري الآن أعطى مؤشرا واضحا بأن هناك مخططا جادا لإجهاض ثورة 25 يناير . وأن هناك جنودا نراها ولا نراها لمراكز القوى والقطط السمان لا تزال تمارس دورها في العلن والخفاء لأجل التنفيذ.

ومما لاشك فيه أن بقاء العديد من الوجوه الإعلامية القديمة المحسوبة على النظام في مواقعها بالأجهزة الرسمية . والتي وصل ببعضها الجرأة أن تستضيف في برامجها الحوارية ديناصورات إنقرضت من الساحة السياسية الحالية ومتهمين بالثراء الحرام والتكسب من وراء المناصب أمثال "صفوت الشريف" و "محمد فتحي سرور" للدفاع عن ساداتهم من أسرة حسني مبارك وحزبه الحرام .. كل هذا يؤكد أن لأذناب الأمس المنتفعين من وراء النظام البائد لا يزالون يعملون بجد على أمل بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقا.

الطريقة التي جمعت بها النيابة والتحقيقات كل رموز العهد البائد داخل أسوار سجن واحد هي الأخرى تثير الشكوك والشبهات قلقا من أن هذا الإجراء سيسمح لهم بالتلاقي وسهولة الإجتماع والتشاور فيما بينهم عل وعسى يدبرون لأمر ما بهدف إثارة القلاقل والفتن وإشاعة أجواء الذعر وعدم الأمن وسط الشارع المصري المسالم ..

إن خلاصة ما يمكن قوله يكمن في حقيقة أن كافة الظاهرين على  وجه مصر وداخل إطار الصورة الآن قد كانوا في الماضي جزءاً من النظام البائد وأعضاء بالضرورة في الحزب الوطني . وهو ما يجعل البعض يستدعي المثل الشعبي المصري القائل: "يموت الزمار وصوابعه بتلعب".

إن بقاء هذه الذيول يجعل من أمر التغيير المنشود أملا تحفه الكثير من العثرات والمعـوقات..... ففـاقــد الشيء لا يعطيه.... وكل إناءٍ بما فيه ينضح.

بل وفوق ذلك هناك شخصيات كانت جزءا لا يتجزأ من نظام وحاشية حسني مبارك وعلى رأسها "عمرو موسى" على سبيل المثال تستعـد لخوض إنتخابات رئاسة الجمهورية وفق دستور يكرس سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية . أو كأنّ المشرع المصري والشعب المصري لا يهنأ له بال إلا إذا حكمه فرعون عنيد بيدٍ من حديد وسلطات إستثناية تحرضه كي يتجـبّر ويطغـى .... سلطات إستثنائية لا يعيبها سوى أنه لم يعد يستطيع أن يقول لهم في عصر الإسلام الحاضر صراحة :ً "أنــا ربـّكــمُ الأعـلــى".

 



© Copyright by sudaneseonline.com