From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
أسباب ألارتباكات الأمنية في السودان/كمال سيف
By
Apr 15, 2011, 11:48

أسباب ألارتباكات الأمنية في السودان

عندما يتعرض السودان لحوادث أن كانت بأسباب داخلية أو خارجية نجد هناك ارتباكات تحدث في المؤسسة الأمنية من القمة إلي أدني الهرم هذه الارتباكات أيضا تؤثر في الجهاز السياسي للدولة و الحزب الحاكم و هي تأثيرات لها أسبابها المنطقية و لا يستطيع الجهاز الأمني التخلص منها كما أن الجهاز السياسي يظل في حالة تداعي مستمر لأنه وضع كل بيضه في سلة الأمن مما يسبب له اضطرابات تمنعهم من التفكير المنطقي و محاولة دراسة الحادث بشكل مجرد و معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت لوقوعه فيهربون مباشرة لعدو خارجي يتربص بهم و بالبلاد رغم أنهم هم أكثر علاقة بالخارج من غيرهم.

من أهم الأسباب التي تؤدي إلي الارتباك يجب معرفة أن جهاز الأمن الذي تأسس بعد انقلاب الإنقاذ تم تأسيسه من قبل الجهاز الأمني الداخلي للجبهة الإسلامية القومية حينما أقرت قيادة الحزب في عام 1988 التفكير الجاد في عملية الانقلاب و أرسلت عناصر للتدريب في دولة إيران الإسلامية من خلال العلاقة التي تمت بين المستشارية الثقافية ألإيرانية في الخرطوم و عدد من شباب الجبهة الإسلامية القومية و ذهبت أول مجموعة  إلي إيران كان في إبريل عام 1988 و كانت تتكون من 25 شخصا 1988 أغلبيتهم من خريجي الجامعات و خاصة من الطلبة الذين درسوا في جمهورية مصر العربية  ثم أرسلت دفعة ثانية في منتصف نفس العام تتكون من 30 شخصا هؤلاء هم الذين شكلوا النواة الأولي لجهاز أمن النظام بعد الانقلاب العسكري واستعان الجهاز بالقيادات ألأمنية التي كانت تعمل في جهاز الأمن في نظام الرئيس جعفر نميري و علي رأسهم سعادة اللواء عثمان السيد الذي أشرف علي تأسيس الجهاز و بعد اكتمال عملية الـتأسيس عين سفيرا للسودان في دولة أثيوبيا نظير الخدمات التي قدمها للجهاز.

أن قيادات جهاز الأمن و المخابرات لم يتلقوا طوال سنين خدمتهم تدريبات تحسن من قدراتهم و تغير من سلوكهم رغم أن الجهاز يرسل مبعوثين سرا للتدريب في عدد من الدول و هي كلها دول تحكم بنظام الحزب الواحد فليس هناك دولة ديمقراطية واحدة تشارك في تدريب عناصر جهاز الأمن و المخابرات فالبعثات ترسل إلي كل من الصين و ماليزيا و إيران و سوريا و باكستان هي الجهات التي تتولي تدريب قيادات جهاز الأمن و المخابرات و أغلبية التدريب تنحصر في عملية كيف فض التظاهرات و مراقبة العناصر التي تعتقد الدولة تشكل لها خطورة ثم أخيرا التدريب علي المراسلات و بعض وسائل الاتصال.

هناك أيضا تتم إرسال بعض العناصر في عدد من الدول كجزء من البعثات الدبلوماسية و رغم هي عمل خارجي و لكن الهدف منها هو تحسين الوضع المادي للشخص باعتبار يدفع له ثلاثة أضعاف راتبه بالعملة الصعبة لكي يؤسس بيته و كل مستلزمات الحياة المرفهة و بالتالي ينتظر كل ضابط دوره في تحسين ظروفه المعيشية هذه الانتظار يجب العنصر أن يخلص فيه لتقديم كل فروض الطاعة و الولاء و يمارس كل الأفعال التي تآبأها النفس البشرية من انتهاكات لحقوق الإنسان هذه الرشاوى التي تقدمها المؤسسة تجعل العنصر الأمني القيادي محصور في ذاته مما يؤثر سلبا علي العمل.

السبب الأخر أيضا أن الضعف في التدريب و التأهيل و التفكير المستمر في الذات يضعف من القدرات و تطوير المؤسسة كما أن عناصر الجهاز هي في مراقبتها للعناصر التي تعتقد أنها تشكل خطرا علي البلاد من القوي السياسية الأخرى أيضا تراقب قيادات المؤتمر الوطني و خاصة القيادات التي عطنت في الفساد و كيفية استخدام موارد الدولة كل تلك الأشياء تجعل هؤلاء ينحرفون عن الوظائف التي يجب القيام بها و هي ممارسات أيضا تؤثر سلبا علي المؤسسة الأمنية.

فعندما يتعرض السودان لمثل الضربات الإسرائيلية التي تمت في ولاية البحر الأحمر باتهام أن هناك عناصر فلسطينية تقوم بتهريب السلاح لغزة عبر السودان و بعلم السلطة السودانية و بمشاركة من قبل عناصر في جهاز الأمن السوداني الذين يتلقون حوافز من جهات أجنبية مشاركة في العملية تساعدهم علي تحسين أوضاعهم المعيشية فهذه تصبح هي نفسها عرضة لاختراق جهاز الأمن و المخابرات من الخارج و هو الاحتمال الكبير لآن الضربات كانت دقيقة جدا و كانت بمعونة جهات نافذة جدا في السلطة و بالتحديد جهاز الأمن و المخابرات.

القضية المهمة جدا و التي تؤكد ما ذهبنا أليه محاولة اللقاءات التي كان يجب أن تتم في جنيف من قبل قيادات سياسية سودانية رفيعة جدا مع قيادات في حزب اليكود الإسرائيلي و هي لقاءات تريد منها تلك القيادات أن تستبق عملية انفصال الجنوب و قيام دولة الجنوب التي بدأت قيادات في الحركة تصرح أن دولتهم سوف تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل و بالتالي تريد الإنقاذ العمل من أجل ترميم طريق علاقات المستقبل مع إسرائيل إذا نجحت تلك العناصر في مسعاها. هذا الموضوع سوف نتعرض له في المقال السابق حيث بدأت بالفعل إجراءات كان من المفروض أن تتم في مارس السابق و لكنها أجلت بطلب من القيادات السودانية و سوف تتم في الأيام القلية القادمة في دولة  أوروبية كانت في الماضي من حلف وارسو.

كمال سيف

 صحفي مقيم في سويسرا    



© Copyright by sudaneseonline.com