From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
نافـع في جنوب كردفـان/الطيب مصطفى
By
Apr 15, 2011, 11:31

زفرات حرى

الطيب مصطفى

نافـع في جنوب كردفـان

 

حقّ لمرشح الحركة الشعبية بالمجلد أن يعلن انسلاخه من الحركة وهل كان لرجل في قامة ووطنية وفهم عبد الرحمن جبارة أن يتبع لحركة أجنبية تخدم أجندة دولة أجنبية وهل كان لأيٍّ من شرفاء السودان ووطنييه أن يتصفوا بالعمالة والارتزاق ويبايعوا حركة تدعو إلى ضم أرض الشمال إلى جنوب السودان؟!

منطقة أبيي التي تعمل الحركة وعملاؤها عرمان والحلو وعقار على ضمها لجنوب السودان جزء من ولاية جنوب كردفان فكيف بربكم يصوِّت شمالي واحد للحركة حتى تفوز بها وتضمها إلى دولة أجنبية؟ ماذا تتوقعون من عميل للحركة ولدولة أجنبية أن يفعل عندما يفوز بولاية جنوب كردفان ويصبح والياً عليها غير أن يكون قراره الأول أن يقتطع أبيي من الشمال ليضمها إلى الجنوب؟!

أتحدى هذا العبدالعزيز الحلو وهو يترشح لولاية  شمالية.. أتحداه أن يعلن أن أبيي جزء من أرض الشمال.. بالطبع لا يستطيع أن يفعل ذلك وهو الرجل الثاني في ما يسمّى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية لذلك كان من الطبيعي أن ينسلخ مرشح الحركة الشعبية في المجلد ورئيس المشرفين السياسيين بالمنطقة الغربية عبدالرحمن جبارة.. أن ينسلخ من الحركة وأن يدعو جميع من كان يشرف عليهم بل وجميع مؤيديه إلى الانسلاخ من ربقة العمالة والارتزاق والتبعية لحركة أجنبية تناصب ديننا وبلادنا العداء وبيننا وبينها أنهار من الدماء والدموع فقد صدق عبدالرحمن جبارة عندما قال لصحيفة الرأي العام إنه بات متأكداً أن الحركة لا تريد خيراً للشماليين والمسلمين وإنهم يشعرون بالتهميش والخيانة داخل الحركة الشعبية.

أعجبتني اللغة التي تحدث بها نافع علي نافع خلال تدشين حملة المؤتمر الوطني بجنوب كردفان وقليلون هم الذين يواجهون تخرصات باقان وعرمان واستفزازاتهما ولا أجد في المؤتمر الوطني غير نافع وصلاح قوش من يستخدم اللغة التي تستحقها الحركة عندما تتجاوز حدودها.

نافع حذّر الحركة التي تطمع في أرض الشمال وتدبِّر المكائد والمؤامرات بالرغم من بيتها المتصدِّع والمصنوع من الزجاج الهشّ.. حذّرها من العبث بالشمال وذكَّرها بواقعها المؤلم في جنوب السودان الذي تحكمه بالحديد والنار والذي يئنُّ تحت وطأة التمردات والحرب الأهلية التي تجتاحُه اليوم جرّاء ظلم الحركة والتهميش الذي تمارسه على جميع القبائل المهمَّشة بعد أن أصبح الجنوب محكومًا بقبيلة واحدة وقال: «عليكم أن ترفعوا أيديكم عن الشمال وإذا كانت لديكم قدرات فإن الجنوب الجائع الحائر أولى بها»!! وقال متهكِّمًا من دعوى التهميش التي تحاول الحركة بباقانها وعرمانها أن تخادع بها بعض الغافلين «إن دعوى التهميش تمزِّق نفسها في الجنوب فكيف تريد توحيد الناس في جنوب كردفان»؟! ولم ينسَ نافع أن يصب حِمماً من الهجوم على مشروع السودان الجديد الذي وصفه بالمشروع العنصري والجهوي ثم جاء نافع إلى بيت القصيد حين تحدث باللغة التي تفهمها الحركة وجيشُها الشعبي البغيض وقال: «لن نتنازل عن أبيي مهما كان الثمن ولن نتركها حتى لو اضطررنا إلى إراقة الدماء».

وتحدث عن حق المسيرية في أبيي أرض الآباء والأجداد فهل يستطيع عبدالعزيز الحلو مرشح الحركة لحكم جنوب كردفان التي تتبع لأرض الشمال أن يقول ما قاله نافع ويصرِّح بأن أبيي شمالية؟! طبعاً لن يستطيع وأظن أن هذه أهم النقاط التي يمكن أن تفضّ الناس من حول مرشح الحركة!!

اعتادت الحركة منذ نيفاشا أن تبتز وتهاجم مستعينة بأمريكا وحلفائها ومبعوثيها الذين كانوا على الدوام حرباً علينا وبرداً وسلاماً على الحركة وما كان لأبيي أن تكون محل نقاش أو مساومة بالرغم من أنها خارج حدود الجنوب المتفق عليها عند استقلال السودان عام 1956م وما كان ينبغي أن تُمكَّن الحركة من أن تطمع في النيل الأزرق وجنوب كردفان وهما خارج حدود الجنوب تلك «الجليطة» التي نتجرع اليوم زقومها المُر من خلال حكم الحركة للنيل الأزرق وطمعها في حكم جنوب كردفان!!

لو كانت الأمور تسير وفقاً للمنطق لكان المؤتمر الوطني وأحزاب الشمال هي التي تنافس في ملكال وشمال الجنوب السوداني لكن من سخريات الأقدار أن الرويبضة «الشمالي» عرمان يتحدث عن «الجنوب الجديد» في أرض الشمال والذي يطمع في أن يضمه إلى دولة الجنوب بالرغم من أن هذا الجنوب يعاني من الاحتضار وسكرات الموت!!

كيف لا تسيل الدماء في سبيل أرضنا التي تطمع الحركة وعملاؤها في ضمها إلى أرضها.. كيف وشبابنا كانوا يقاتلون في أحراش الجنوب ولا يسمحون للحركة وجيشها البغيض بدخول جوبا ومدن الجنوب الكبرى في تلك الأيام العطِرة قبل أن نحيل انتصارنا في الميدان إلى هزيمة منكرة على مائدة التفاوض؟!

آن الأوان لاستعدال تلك الصورة الشائهة ولطرد الحركة من أرض الشمال وأعجب أن يتحدث أحد قيادات البرلمان عن أن الحركة قد تفوز في بعض دوائر جنوب كردفان بينما يفوز المؤتمر الوطني في أغلب الدوائر!! لا، لن تفوز الحركة في ذرة من تراب أرض الشمال لأنها حركة أجنبية تحكم دولة فاشلة وأكثر ما أخشاه أن تكون هناك صفقة تمكِّن الحركة من بعض دوائر جنوب كردفان أو أن تتكرر تلك الغفلة التي جعلت المؤتمر الوطني يتيح للجيش الشعبي «احتلال» بعض صناديق الاقتراع وملأها بالكامل لصالح الحركة الشعبية الأمر الذي مكّن مالك عقار من الفوز بمنصب الوالي ومكّن الحركة من الفوز ببعض دوائر البرلمان!!

أقولها مجدداً إن المؤتمر الوطني ليس مسؤولاً عن الحفاظ على الوحدة مع الجنوب بعد أن ثبت أن كل القوى السياسية قد وافقت على منح حق تقرير المصير لأبناء الجنوب وإنما مسؤول مسؤولية كاملة ومطلقة عن الحفاظ على كل ذرة من أرض الشمال بما في ذلك منطقة أبيي.

تنويه:

استجابة لرغبة العديد من القراء نعيد نشر هذا المقال.



© Copyright by sudaneseonline.com