From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
إزاحـة الغــبار/عبدالله علقم
By
Apr 14, 2011, 16:25

(كلام عابر)

إزاحـة الغــبار

يبدو أن شاشة تلفزيون السودان  لا تثير الضيق وسط مشاهديها من السودانيين وحدهم فقد كتب الصحافي السعودي الأستاذ  عبدالمجيد الزهراني في عموده في صحيفة الوطن اليومية  السعودية متحدث عن التلفزيون السوداني فقال  "إن التلفزيون السوداني لا يعمل بشكل جيد" ،ثم استدرك فقال "هذا وصف فيه مجاملة طويلة عريضة، هو بلا مجاملة تلفزيون لا يعمل.. سبحان الله الشاشة السودانية  لا تشبه الانسان السوداني المثقف بل إنها لا توازيه لا في الوعي ولا في الحضور ولا في الأهمية. شاشة لا تعرض أكثر من أخبار منقولة في وقت متأخر دائما وأبدا وبرامج حوارية غير مهمة للمشاهد العربي وغير مهمة للمشاهد السوداني ، ومبارة الهلال والمريخ."

ويتساءل الكاتب "البعض يقول هذا إعلام رسمي، طيب:طالما أنه إعلام رسمي يمثل دولة السودان؛ أين الشاشة من سخونة الصراع السياسي في دارفور ؟وأين هي نفس الشاشة من القلق السياسي الانقسامي المتوتر والمتذبذب بين شمال السودان وجنوبه؟أين الكشف والتغطية؟ أين الحوار والمهنية؟"

يواصل الكاتب القول  "من محبتنا الكبيرة للسودان بلدا وناسا وإعلاما يداخلنا أمل كبير جدا في إزاحة الغبار عن الشاشة السودانية وتطبيق الحد الأدنى من المهنية الإعلامية وظهور تلفزيون السودان يعكس حقيقة إنسان السودان" ، في زمن يتطور فيه السباق التقني وفي زمن تلعب فيه الصورة ما تلعب.

ونتفق مع الكاتب في كثير من طرحه ونقدر منطلقه، فالمهنية ليست بالمستوى المطلوب بغض النظر عن توجه التلفزيون السوداني ، فهذا الإنحياز لوجهة النظر الحكومية، شأنه في ذلك شأن كل المحطات التلفزيونية الحكومية،أمر متعارف عليه ولكنه يمكن أن يتم بقدر من المهنية ، كما أنه  ليس بالضرورة أن يكون ما يعرض على الشاشة السودانية  ذا أهمية للمشاهد العربي فالمشاهد المستهدف في الأساس  هو المشاهد السوداني ، ولكن حتى هذا المشاهد السوداني في الداخل وفي الخارج  لا يجد الإشباع والفائدة المرجوة إلا أن المشاهد السوداني خارج الوطن  يشده  أحيانا التلفزيون  السوداني الرسمي، ليس لجودة ولا مهنية  ما يعرض  فيه، ولكن لمجرد الحنين لتراب الوطن والإحساس بالحاجة للتواصل معه حتى لو كان هذا التواصل  عبر شاشة يعلوها الغبار.

ويختتم الكاتب مقاله بهذه الكلمات :السؤال الذي نطرحه ونضربه ونقسمه على نفسه في آخر هذا المقال الحزين: متى تنتهي مباراة الهلال والمريخ؟ وهو السؤال الذي جعله الكاتب عنوانا لمقاله،  ونحن  نتساءل بدورنا مع الكاتب متى ينزاح  هذا الغبار من شاشة تلفزيوننا ونتساءل أيضا  متى ينتهي أو يتراجع  دور  كرة القدم  كأداة تصرف الناس، ولو وقتيا، عن همومهم؟  فمباراة الهلال والمريخ ليست حالة خاصة بالخرطوم  وحدها ولكنها حالة  تتكرر كل يوم على امتداد  العواصم والمدن العربية.

 

(عبدالله علقم)

[email protected]

 

(الأخبار)



© Copyright by sudaneseonline.com