From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
بلطجية الخرطوم و القرصنة السياسية بقلم مهندس / عيسى محمد ادم باسي
By
Apr 14, 2011, 10:10

بسم الله الرحمن الرحيم

بلطجية الخرطوم و القرصنة السياسية بقلم مهندس / عيسى محمد ادم باسي

طالعتنا الصحف الصادرة يوم الإثنين الموافق الحادي عشر من إبريل الجاري ببيان صادر عن فئة تسمي نفسها لجنة تسيير هيئة شورى قبيلة الفور و هم يتبخترون بكل جرأة بفرصة مقابلتهم لفخامة رئيس الجمهورية مؤخراً في رفقة السلطان إبراهيم يوسف على دينار الذي منح وسام النيلين من الطبقة الأولى من قبل الرئيس تقديراً لإسهاماته الجمة في الحياة العامة .

أشارت تلك الفئة في بيانها الى تناولهم لبعض الموضوعات التي تمس حياة المواطنين في في ذلك اللقاء , خاصة أوضاع قبيلة الفور التي توجد غالب عناصرها في معسكرات النزوح البائسة حول المدن بعد أن أجبرتهم ظروف الحرب لهجر قراهم قِسراً منذ العام 2003م  حتى اليوم و الظروف الموضوعية الملائمة لم تتهياً بعد ليعودوا اليها للأسباب المعروفة للجميع ؛؛؛ كما تناولوا ايضاً حسبما ذكروا موضوع العلاقات الإجتماعية بين المجتمعات القبلية في دارفور أمام فخامة الرئيس . فالأسئلة الموضوعية التي تطرح نفسها هي ؛؛؛ أين كانوا عندما كانت تتعرض  قبيلة الفور التي يدعون تمثيلها للمأساة في القرى و المعسكرات مع إستثناء البعض منهم ,حتى يخرجوا الينا اليوم بإدعاء إثارة معاناة الأهل ؛ ألم يكن البعض منهم في أبراجهم العاجية يتفرجون و يتلذذون بصرخات الأطفال و عويل النساء و أنين العجزة و المسنين ؛ حيث لم يحرك فيهم ذلك ضميرهم الإنساني ؛ كما لم ينتابهم الأسى لما أصاب أهلهم من ذلك الأذى الجسيم جسمانياً و نفسياً ؛ جراء ما كانوا يتعرضون لها من مصائب و مآسي أمام أعينهم ؛ كما حدث يوم 25 أغسطس 2008م في معسكر كلمه , البعض منهم كان في قمة السلطة في الأثناء , فبدلاً من العمل على تخفيف المعاناة عن أهلهم قام بإطلاق تصريحات مبهمة لطمس معالم تلك الجريمة النكراء التي وقعت ؛؛؛ كنا نتوقع  إصدار بيان على الأقل لإدانة تلك الإعتداءات على الأبرياء في حينها , أو أن يلعبوا دوراً في تصحيح المفاهيم لمتخذي القرارات  في الدولة لتغيير منهج التعامل خاصة مع النازحين حتى يعود الثقة المفقودة بينهم و الدولة , و لكنهم آثروا الصمت ؛ بل ظلوا يباركون تلك السياسات الخاطئة كي لا يفقدوا مواقعم المرموقة في السلطة , فكان عليهم على الأقل التعبير عن ذلك الأسى و لو بالإستقالة من المناصب كما فعل بقية الإخوان الشجعان من أبناء و بنات القبيلة حينها . إذن ما هي المتغيرات التي جعلتهم يركبون هذه الموجة الآن؟ هل لأن في الأفق متغيرات لا تتناسب معها إلا الظهور بمظهر المدافع عن الفور و حقوقهم ؟ و هل يعتقدون أن ذاكرة الفورقد تبلدت الى الدرجة التي لا تستطيع أن تمييز بين الأشياء .

إن الإجابة عن معظم الاسئلة التي طرحناها نجدها واضحة في بيانهم في الفقرات الأخيرة بإثارتهم لموضوع المبادرة المطروحة من قبل بعض القيادات المجتمعية و السياسية و أنا منهم بتقديم أحد أبناء قبيلة الفور الأقوياء الذي يتمتع بالأخلاق العالية و السمعة الرفيعة و هو من قيادات المؤتمر الوطني المعروفين بعطائهم ليكون خياراً متاحاً أمام فخامة رئيس الجمهورية لمنصب النائب في المرحلة القادمة ؛ بالتأكيد هذا الشخص الذي أشاروا الية ليس من بين أؤلئك البلطجية الذين ظلوا يركبون كل الموجات , و لأنهم إعتادوا القفز بالزانة في كل المواقع بإسم القبيلة عن طريق القرصنة و الإنتهازية , و بإستخدام كافة الأساليب بما في ذلك إستغلال أوضاع التمرد في دارفور و دمغ كل منافس محتمل لهم بالتمرد و إستغلال علاقاتهم مع أجهزة الدولة للزج بهؤلاء في المعتقلات و تخويف كل من لا يتبعهم في سياساتهم عن طريق التهديد والوعيد بالعواقب لتصرفاتهم المناقضة لرؤاهم , الأمر الذي أدى الى أن يعلن بعض الشرفاء من أبناء القبيلة تمردهم على الدولة . هكذا إستمرؤا الوضع ليحافظوا على مصالحهم الشخصية , و لكن هذا الطرح  الجديد قد صدمهم لأنه يقف سداً عاتياً أمام تطلعاتهم بالقفز مرة أخرى في هذا المنصب الرفيع الذي يلوح في الأفق ؛ لذا قاموا بهذه الهرجلة السياسية كإستباق للأحداث مما يؤكد فقدانهم لبوصلة السياسة . نحن من جانبنا نسألهم ما العيب في طرحنا هذا ؟ إذا كان الشخص المطروح مؤهلاً بقدراته العلمية ؛ و علاقاته الإجتماعية و السياسية ؛ و صدقيته في التعامل مع قضايا الوطن بقومية كبقية الإخوان الآخرين المطروحين , فهل للجنة تسيير هيئة شورى مؤقت لقبيلة أتت بالصدفة من دون شورى الحق في مصادرة الحق السياسي لأبناء القبيلة الآخرين في طرح ما يرونه ملائما سياسياً ؟ ألا يحق لنا أن نرمي بسهمنا في أمرٍ عام يمس حياتنا مباشرة ً ؟ و هل يا ترى تدري لجنتهم هذه من هم القائمين بأمر تلك المبادرة ؟ و هل جميع المبادرين من أبناء قبيلة الفور؟ ؛؛؛؛؛؛؟ ما هكذا تورد الإبل في بئر السياسة يا بلطجية الخرطوم , كفاكم خداعاً للآخرين ؛ فلا تخدعوا أنفسكم بالنرجسية ؛ فخلفياتكم جميعاً معروفة للجميع , فلتعلموا أن أهل دارفور قد فاقوا من سباتهم السابق و لن يضلوا مرة آخرى , و يكفي أنهم قد خرجوا من غيهم الذي أدخلهم فيها ممارساتكم و ممارسات آخرين أمثالكم , فهم قد وقعوا على مواثيق التعايش السلمي فيما بينهم في حضرة فخامة رئيس الجمهورية و بقية القيادات العليا في الدولة بفضل السياسات الرشيدة التي يطبقها القائمين بأمر الحكم في ولايات دارفور الآن تحت رعاية المركز , لأنهم جاؤوا الي هذه المواقع كخيار أهل دارفور بالإنتخابات لا بالقرصنة , و كنموذج يكفي أن ولاية جنوب دارفور قد قبرت  الصراعات القبلية في عهد كاشا الوالي المنتخب الأمر الذي فشلتم فيه أنتم عندما كان البعض منكم يتولى زمام السلطة في الولاية , ألم تشاهدوا المهرجان الرياضي البهيج عبر الفضائيات  في إستاد نيالا إبان زيارة الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهمورية في الشهر الماضي, و كيف إمتزجت صفوف بناتنا الصغيرات من مرحلة الأساس بألوان ملابسهم الزاهية مع طبول الفرنقبية و الأمقزة وغيرها من الألعاب و الخلفية الكشفية و كذلك العرض من الفرق الشعبية للقبائل المختلفة في نيالا التي عبًرت بصدق عن ثقافة ولاية جنوب دارفور.

إننا عندما نطرح رؤانا السياسية في القضايا العامة في الدولة ؛ لا نستأذن من أحد و لا ننتظر وصايا من الآخرين ما دام ما نقوم به ينصب في المصلحة العامة ؛ و لا يتعارض و مصلحة الدولة , فإن أربكت مبادرتنا هذه خطط مصالحكم الضيقة ؛ عليكم أن تبحثو عنها في إتجاهات آخرى , أما نحن فماضون فيما إقتنعنا به لثقتنا في الشخص الذي طرحناه ؛ و نحمد الله أن الأمر قد وجد التجاوب من كل الذين إلتقينا بهم من القيادات الإجتماعية و السياسية في دارفور ؛ و لا نخجل في أن نعلنها داوية بأننا و بكل شجاعة نقف خاف طرحنا لاننا نريد أن نصنع الأحداث لا أن تصنعنا الأحداث كما إعتاد البعض على ذلك , فمنصب نائب رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة ليس كبيراً أن نصنع أحداثه نحن , و لذا ندعو كل أهلنا و أهل دارفور بل جميع أهل السودان لدعم طرحنا هذا ؛ و لما لا ؟ و الذي تبنيناه هو أهلٌ للموقع لما يتمتع به من خلق و أدب جم يعرفه كل من عاشره , فأمنيتنا نحن بل أمنيات آخرين كٌثر؛ هي أن يستجيب القدر بإذنه تعالى للأمر , و لو لم يتم إختيارة للموقع فيكفي أننا صنعنا حدثاً سيذكره لنا التاريخ يوماً ما.

أما لولينا السلطان إبراهيم يوسف علي دينار فنقول له إن بعض من الذين إتلتفوا حولك في الأونة الأخيرة فمنهم من هم أفراد ضالين في أنفسهم و مضلين لغيرهم و إنتهازين يركبون كل الموجات بأي أسلوب يخدم أغراضهم و لا يهمهم أي نتيجة إلا مصلحتهم فقد ظلوا يستخدمون كل الوسائل المتاحة أمامهم بما في ذلك تضليل الدولة بالتقارير الكاذبة و إقصاء الآخرين بأي وسيلة من أجل أن يحافظوا على إستمرارية مصالحهم الرخيصة , فعليك أن تكون حريصاً في إنتقاء الأخيار من أبناء القبيلة و الإبتعاد من هؤلاء , و أنك غني بأهلك في دارفور بكل قبائلها و في بقية أرجاء السودان و لست بحاجة الى مجهودات الإنتهازيين في إدارة شئون هذه القبيلة العريقة الأمة فسير و عين الله ترعاك , أما الدولة فلا نوصيها لأنها قادرة على التمييزبين الأشياء من خلال التجارب فأزمان البلطجة و القرصنة السياسية قد ولت من غير رجعةٍ , و الله من وراء القصد .

مهندس / عيسى محمد ادم باسي

ولاية جنوب دارفور - نيالا

 

 

 

 



© Copyright by sudaneseonline.com