From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
حتى متى يا الطيب مصطفى ؟؟/أشرف عجب الدور
By
Apr 14, 2011, 09:59

حتى متى يا الطيب مصطفى ؟؟

أشرف عجب الدور

لا ندري إلى أي زمان سيظل هذا البلد مملؤا بالكراهية والأحقاد ، والى أي زمان سيظل الناس فيه مختلفين يضمر منهم الأخ الشر لأخيه في الوقت الذي ودعت فيه الشعوب المتقدمة هكذا سخافات وبربرية وهمجية منذ قرون وقرون وأدركت ووعت بأن مجتمعات تتفشى فيها مثل هكذا نوازع لا يمكن أن تتقدم قيد أنملة فالتقدم مشروط بالأمان والأمان مقرون باحترام الناس بعضهم بعضا وسيادة القانون وصيانة حقوق الإنسان فالناس مختلفون في أشكالهم لكنهم متشابهون في أحاسيسهم فالظلم يولد الكره للأسود مثل الأبيض تماما ، أم ثمة من له رأي مخالف!؟  

لكي يتقدم الناس ينبغي أن يفرغوا رؤوسهم من مشاعر التدمير والكره ، ويشحنوها بالأفكار الموجبة الخلاقة التي تبتغي الخير للناس جميعهم الأمر الذي يفتقر إليه الكثيرون ممن ينحتون عقولهم للتأليب وإثارة الأحقاد بدلا عن شغلها بالأفكار البناءة التي تشيد ما هّدته الأيام وهدّه الجهلاء والمتخلفون الرجعيون ..

هذه ليست أماني بل أشياء يمكن تحقيقها إذا ما آمنا بها وآمن بها ولاة أمرنا ..

لماذا لا ننحت عقولنا ونشغلها بالبحث عن حلول بدلا عن زيادة الطين بلة وصب الزيت على نار الأحقاد ..

ليس من ديدن أحد إلا عدو عاقل  أو صديق جاهل زيادة الشكوك عوضا عن بناء الثقة المفقودة..

علينا أن نتأمل الصراع العربي الإسرائيلي لندرك كيف أن مشاعر الكره تدمر كل الإطراف وتحيل حياتها إلى جحيم ..

الحب يريح النفس والكره يدمر الكاره قبل أن يدمر المكروه وهذه حقيقة علمية ..

حديثي هذا إلى كل الأطراف المتطرفة  سواء بالحركة أو بالمؤتمر ..

حتى متى ستملؤن بلادنا كرها وكيدا وانتم آمنون بينما يموت المواطنون التعساء هنا وهناك ؟

قرأت كلاما غريبا للطيب مصطفى عن نبش رفات الشهداء والإتيان به من الجنوب خوفا عليه من الحاقدين هنالك - واسميهم شهداء لأنني مؤمن تماما أن منهم من أخلص النية وهو يحترق في أوار الحرب الطاحنة بالجنوب ومنهم أقارب لي وأصدقاء لقوا حتفهم هنالك ومنهم من أسر لسنوات طويلة لدرجة أن أقيمت له مراسم العزاء  من قبل آله ظانين موته ..

يقول الطيب أن الحاقدين مثل باقان أموم يمكن أن يحولوا مقابر شهداء توريت إلى مكب للنفايات ويلقون عليها قاذوراتهم من شدة كرههم لهم..

كيف يمكن أن يحدث ذلك بالله عليكم وأمثال باقان من قادة الجيش الشعبي حافظوا على الأسرى من الجيش السوداني ولم يقتلوهم أو يذبحوهم أو يلقوا بهم من الطائرات أو يسحلونهم تحت جنازير الدبابات .. كلنا رأينا في تلفزيون السودان قرنق وهو يتحدث لآلاف مؤلفة من الأسرى جعلهم تحت قيادة عقيد أسير شمالي يُدعى الطيب فيا للمصادفة! ويقول لهم : (You are safe) وانتم أحرار ومحترمون، وأن الحركة ليست ضد الإسلام وليست ضد العرب وأن الحركة قاتلت الجنوبيين الذين نادوا بالانفصال قبل أن تقاتل حكومات الشمال - وهذه حقيقة - وأنهم آمنون ومصانون طالما هم في يد الجيش الشعبي .. والأسرى يصفقون له ويهتفون !..

أليس ذلك جميل يستحق أن نشكر عليه كل قائد ميداني من الجنوبيين لم يزهق روح أسير وقع في قبضته وقام بتسليمه للقيادة العليا ممثلة في الراحل قرنق ..

أم أنه يجب فقط تذكر أخطاء بعض هؤلاء؟ .. واستخدامها مادة دسمة للتضليل والتسميم..

من حفظ أرواح الذين قاتلوه لابد أن يحفظ الرفات الذي لا يضر شيئا ياعمنا الطيب !

كل المتمردين ينعتون بأنهم حاقدون يسعون للانتقام من الشماليين وهو سوء ظن وإسقاط أثبتته الوقائع ، وأم درمان شاهدة وتوريت شاهدة وكل أراضي جنوب السودان إلى كانت مسارحا للقتال شاهدة ..

سوء الظن والكره لن يؤدي بالسودان إلا إلى المزيد من الدمار والتفكيك فمتى ستدركون هذه الحقيقة أم إنكم ستدركونها فقط حينما تجدون أنفسكم يوما أسرى تحت رحمة أولئك الحاقدين المزعومين هذا بداية ، أو إنكم تدركون ذلك وتسعون لتفكيك السودان بالفعل ولا استبعد شيئا كما علمتني السياسة وعلمتني أفاعيل ساسة السودان...

(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )..

أن قتل الذين يأمرون بالقسط من الناس جريمة استحق عليها اليهود اللعنة من الله ، وهي سنة الله في عباده ولم يأت القرآن بهذه الأخبار كأحاجي بل هو قانون الله في خلقه لابد وأن يراه الناس عيانا قبل أن يأخذهم العذاب الأليم والخزي في الدنيا والآخرة ...

عادت توريت أرض الفدا إلى أهلها ولم تصبح مقبرة للعدا يا منشدون !... بل أرض احتفال لهم ، وأسال الله تعالى أن يتقبل أرواح كل الذين أخلصوا النية في الجهاد وقبروا هنالك من الشباب الأوفياء في تلك الحرب اللعينة ...

 

[email protected]

 



© Copyright by sudaneseonline.com