From sudaneseonline.com

زفرات حرى بقلم : الطيب مصطفى
البرلمان والعودة إلى عهد الدغمسة!!/الطيب مصطفى
By
Apr 14, 2011, 09:56

زفرات حرى

الطيب مصطفى

البرلمان والعودة إلى عهد الدغمسة!!

 

بعد أن ظننّا أن عهد الدغمسة في البرلمان قد ولّى إلى غير رجعة بإسقاط عضوية النواب الجنوبيين وباقتصار بداية الجلسات على القرآن الكريم ها هو يعود من جديد حتى بعد أن خرج هؤلاء من برلماننا فقد شهدتْ جلسة البرلمان يوم الإثنين الماضي مهزلة جديدة تكشف عن أن الداء العضال الذي أصابنا منذ أن جثمت نيفاشا بكلكلها على صدورنا.. داء الانهزام والانكسار والتراجع والانبطاح قد سرى في أجسادنا كما السرطان ولن يغادرها حتى بعد أن يُردينا صرعى.

ففي جلسة الإثنين الماضي بدأت الجلسة كسابقتها بآيٍ من القرآن الكريم فإذا بأحد نواب الحركة الشعبية التي زُرعت في أحشائنا كالشوكة السامة أو النصل الحادّ.. إذا بنائب من الحركة من غير الجنوبيين الذين غادروا يرفع عقيرته ويعلن عن اسمه «ديفيد توتو» طالباً تلاوة الإنجيل فما كان من رئيس الجلسة إلا أن انحنى للطلب وأجازه بدون أن يطرف له جفن!!

يحدث هذا بعد أن انفصل الجنوب وأصبح السودان الشمالي مسلمًا بنسبة لا تقل عن 98%!!

قبل هذا بيوم واحد أجازت فرنسا أم المسيحية الكاثوليكية في العالم وقلعة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير بل والحريات جميعاً.. أجازت فرنسا قانوناً يحرم ارتداء النقاب للمسلمات ولم تنحنِ أو تنبطح لبضعة ملايين من المسلمين الفرنسيين متدخِّلة في الحرية الشخصية لمواطنيها بالرغم من أن نسبة المسيحيين في فرنسا أقل من نسبة المسلمين في السودان بعد أن تحرر من سلطان واستعمار جنوب السودان!!

حتى قبل أن يخرج النواب الجنوبيون ما كان برلمان السودان يحتاج إلى السماح بترانيم الإنجيل لسببين أولهما أن نيفاشا قضت باحتكام السودان الشمالي إلى الشريعة الإسلامية نظراً لأنه مسلم بما يعني أنه لا مجال لغير الإسلام في مدنه وقراه ومؤسساته وحياته وصمد الشمال في وجه الضغوط التي مورست عليه ليُحيل عاصمته إلى عاصمة علمانية، وثانيهما لأن فرنسا نفسها وأمريكا وأوربا لا تبدأ جلسات برلماناتها بالإنجيل لكنها المكايدة والحرب على الإسلام.. تلك الحرب التي جعلت الرويبضة عرمان، منذ أن حلّ علينا كما حلّ إبليس على حياة آدم وحواء، يطلب حذف البسملة من الدستور الانتقالي ولم يستجب له أحد كما لم تستجب الحكومة لإيراد «آية» من الإنجيل تكون رديفة للبسملة!!

لست أدري والله لماذا يحدث ذلك وفي أي بلاد الإسلام «العلمانية» يحدث وهل يعني هذا أن «ديفيد» هذا سيظل  وصياً علينا وعلى برلماننا إلى أن تنقضي دورة البرلمان بعد نحو من أربع سنوات؟!

ألم أقل لكم إن نصل نيفاشا الذي انغرس في أكبادنا لن يخرج ونحن أحياء نُزرق ما لم نستأصل روح نيفاشا من حياتنا؟!

هل حدث هذا في أي برلمان سابق لنيفاشا أو قل أي برلمان سابق للإنقاذ حتى أيام البيرة أبو جمل؟!

هل حدث ذلك في دولة المدينة أو دولة الإسلام في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أو عهد الراشدين أو عهود بني العباس أو بني أمية؟!

أخي أحمد إبراهيم الطاهر.. إخوتي النواب إن الله سائلُكم يوم يقوم الناسُ لرب العالمين فهلاّ أبطلتم هذه البدعة الخبيثة ولا أقول السنّة السيِّئة!!

هذا يُعيدنا إلى انتخابات جنوب كردفان التي ينبغي للمؤتمر الوطني ألاّ يسمح لديفيد آخر أن يتسلل منها إلى برلماننا أو إلى البرلمان الولائي.

بالله عليكم ألم تستغربوا من حملة انتخابية يقودها أجانب تابعون لدولة جنوب السودان لمصلحة عميلهم عبدالعزيز الحلو المرشح لمنصب والي جنوب كردفان ولعملائهم من مرشحي الحركة للبرلمان والمجلس التشريعي؟! ألم تستغربوا أن يملك جيمس واني إيقا رئيس برلمان جنوب السودان وربيكا قرنق أرملة قرنق.. أن يملك هذان «الأجنبيان» الجرأة ليخاطبا الشماليين من ناخبي جنوب كردفان ويطلبا منهم التصويت لعميل الجنوب ليحكم قطعة من أرض الشمال هي جنوب كردفان ولمرشحي الحركة الشعبية لشغل المناصب التشريعية؟!

ألم تدهشوا بالله عليكم أن يأتي جنوبيون يطالبون بضمّ أبيي أرض المسيرية وأرض السودان الشمالي إلى جنوب السودان.. يأتي هؤلاء ليخاطبوا سكان جنوب كردفان بكل قلة أدب وقلة حياء للتصويت لضمّ أرضهم إلى أرض أخرى أجنبية؟!

إنه زمان العجائب والله.. زمان لا يجرؤ المؤتمر الوطني على فعل ذات الشيء أو نصفه أو ثلثه في أرض الجنوب بينما يعقد الرويبضة العميل مؤتمراته الصحفية بل وينظم المسيرات في واشنطن للانحياز إلى جنوب السودان ولضمّ أبيي الشمالية إلى دولة جنوب السودان!!

سؤال أخير هل يجرؤ أحد المسلمين الذين يشكِّلون نسبة 17% من الجنوبيين على طلب تلاوة القرآن في برلمان جنوب السودان؟!

 



© Copyright by sudaneseonline.com