From sudaneseonline.com

مقالات و تحليلات
حفظ الله مصر /نور الدين مدني
By
Apr 14, 2011, 09:54

كلام الناس

نور الدين مدني

حفظ الله مصر

*علمتنا التجارب ضرورة إعادة قراءة التاريخ وحتى الأحداث المعاصرة ولكن ليس بهدف اجترار الذكريات أو البكاء على أطلال البطولات وإنما للاسترشاد بمجريات الأحداث في الماضي وفي الحاضر ونحن نعمل من أجل إصحاح الحاضر وبناء المستقبل.

 حدثت مستجدات كبيرة في العالم العربي في الآونة الأخيرة خاصة في تونس ومصر أحدثت تغييرات واضحة في الخارطة السياسية وأحداث أخرى ما زالت تتبلور في اليمن وليبيا وكلها تصب لصالح تغيير نوعي لم يتبلور بعد في صورته النهائية ولا ينبغي الحكم عليه بصورة مطلقة ومعممة، فلكل تجربة خصائصها وتداعياتها وآثارها.

*إننا لا نهدف من هذه المحاولة الحكم على تجربة، ما لها وما عليها، ولكن نتوقف فقط وبحذر شديد عند التجربة المصرية التي شهد العالم أنها كانت ثورة شبابية حضارية والأقل دموية على عكس ما يحدث في ليبيا الأكثر دموية مما أجبر العالم على التدخل عسكرياً.

*أبدأ وأقول إنني من جيل تفتح وعيه السياسي على ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952م، التي قادها الضباط الأحرار بقيادة الزعيم الراحل المقيم جمال عبد الناصر، ولا ينكر إلا مكابر الآثار الإيجابية لهذه الثورة على الشعب المصري والعالم العربي وأفريقيا ودول العالم الثالث عامة.

*لم تخل ثورة يوليو من أخطاء خاصة في سياساتها الداخلية وعلى الأخص موقفها من الديمقراطية وزاد الطين بله تعاقب الزعامات عليها بسياسات مختلفة مع الاحتفاظ بذات مظلة ثورة 23 يوليو. وبدأ الانحراف عن أهداف  يوليو في عهد أنور السادات الذي توج انحرافه بزيارة إسرائيل والتوقيع على معاهدة كامب ديفيد.

*أعقبه محمد حسني مبارك الذي سار على نهج السادات بل تحول إلى رجل الغرب وأمريكا في المنطقة، وتغيرت السياسات الاقتصادية باسم الانفتاح الاقتصادي لتقلب ظهر المجن للغالبية العظمى من الشعب الذي قامت ثورة يوليو من أجله وتم ابتداع ديمقراطية بدأت بالمنابر في عهد السادات وأتيحت الفرصة للأحزاب للعمل في مساحة لا تنافس الحزب الوطني الحاكم.

*لهذا لم يكن غريباً أن يبتدع الشباب أسلوباً متفرداً لإحداث التغيير المنشود لإنهاء حكم الفرد والحزب الغالب، كما لم يكن غريباً أن يحاول الحرس القديم العودة من جديد عبر بوابات أخرى. ولأن التجربة المصرية بكل عمقها الحضاري والتاريخي تبقى مؤثرة في العالم من حولها فإننا نطمح في أن تصل ثورة مصر إلى أهدافها بما يحقق التوازن الذي اختل في السياسة الخارجية وفي السياسة الداخلية وأن يتم تأسيس نظام حكم ديمقراطي يحقق التداول السلمي للسلطة ديمقراطياً بعيداً عن مظاهر العنف والإكراه وكراهية الآخر.

*حفظ الله مصر من كل الشرور والفتن.



© Copyright by sudaneseonline.com